سجنك أنت من يبني جدرانه

»  سجنك أنت من يبني جدرانه
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

هكذا يبني الإنسان سجنه، هذا ما خطر ببالي وأنا استمع إلى حديث النساء اليوم، وكم كان صادما لي أنني كنت في يوم ما أدافع عن معتقداتي وما أؤمن به بنفس الأسلوب الشرس ذاك هههههههههههه (شيء مضحك).

ولكن ما شد انتباهي ليس برمجة المجتمع ولا الوعي العام الذي يسود ويطغى على الجميع ولا حتى تلك الأفكار الغبية المتوارثة بأي مجال في الحياة، بل كان تقديس كل فكرة مذلة للنفس والذات خصوصا من قبل المرأة... شعرت بغصة في قلبي وأنا أرى المرأة تسعى جاهدة وبكل قوتها لأن تحتقر نفسها وتنزل من قيمتها وتدوس كرامتها (دعوني أقف عند كرامتها فكرامتها تداس في حالة واحدة وهي إذا لم تدسها بقدميها). كنت أرغب في مناقشتهن ولكن من منهن مستعدة لتسمعني، من منهن مستعدة لتكون حرة وتكسر هذه الجدران، أو على الأقل تتوقف عن بناءها حولها، تقول واحدة من الجالسات "مؤكد أن الأمور سيئة ولكن يجب عليك أن تتحملي السوء لتعيشي، من لا تتحمل لن تعيش" ما كان خلف كلماتها هي حياتها، بداخلها معترضة على كثير من أفكار وأساليب تعامل الرجل خصوصا معها ولكن بوعيها الذي اكتسبته من محيطها أنها تعيش لأنها في ظل رجل ولا يهم إن لم يحترم هذا الرجل أفكارها وآرائها هي عليها أن تطيع فقط. إنها ليست فكرتها وحدها بل تقريبا الكل معها رغم الاختلاف في بعض النقاط والتي تعد لا شيء بالمقارنة.

كنت ابتسم كلما نظرن إلي دون التحدث أنا لا أعيش ربما في نظرهن وربما أنا أعيش في الجحيم ههههههههههه والسبب أنني رفضت هذه الحياة سابقا ولا أزال ارفضها (أنا أقبل تماما وجودها في هذا الكون) ولكنها لا تناسبني فأنا أحب الحرية لا السجون. لا أبي ولا أخي ولا زوجي يحق لهم أن يحددوا ما أكون عليه، ما أنا عليه كإمرة أنا من تختاره في لبسي أو تفكيري أو أكلي أو رغباتي، لي كل الحقوق كاملة ولا أسمح لأحد أن يتعدى ويدوس أي طرف لي ....

تربط المرأة في مجتمعنا حياتها بالرجل، إن كان بحياتها رجل فهي ذو قيمة والكل يحسب لها ألف حساب، أما إن لم تتزوج فأي شخص يأتي ليدوسها ويستغلها من النساء والرجال، ثم تتزوج إن أنجبت كانت سيدة النساء فهي لديها الآن من تنقل لهم أمراضها وأمراض زوجها النفسية، أما إن لم تنجب هنا وقبل أن يحتقرها المجتمع تحرق نفسها في جهنم الدنيا (وقد قلت جهنم الدنيا لأنهن صرعن رأسي بكلمة حرام حتى كدت لا أجد حلالا في الحياة برمتها) في النهاية لم أجد ما أقوله غير أنني إنسان ولست ملاك ولا شيطان وسأعيش بصفتي إنسان حر.

لا يوجد مبرر واحد لنعيش في السجن خصوصا سجن الرجل الغبي الذي ترك كل مهامه كرجل وجلس يلقي أوامره على المرأة ويحملها كل المسؤولية وهي تتبع ما حكم عليها المجمع حتى لا تنبذ، من لا يرغب في الحرية عليه أن يعيش دون ألم في سجنه أليس كذلك! كل الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي نمتلكها علينا أن نكون على استعداد دائم لتغييرها بالجديد الذي يسمح لنا أن نكون أحرار فأرواحنا تعشق الحرية لا السجون، وجدران حياتنا عليها أن تكون مثل الضباب الأبيض المريح الذي يسير بسلاسة ونعومة ويملأ أجوائنا نورا وبهجة ويتغير مع كل تيار فيه خير لنمونا وتطورنا فهذه مهمتنا الأسمى كبشر.

#مقدم سارة

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سجنك أنت من يبني جدرانه

    مدة القراءة: 2 دقائق

    هكذا يبني الإنسان سجنه، هذا ما خطر ببالي وأنا استمع إلى حديث النساء اليوم، وكم كان صادما لي أنني كنت في يوم ما أدافع عن معتقداتي وما أؤمن به بنفس الأسلوب الشرس ذاك هههههههههههه (شيء مضحك).

    ولكن ما شد انتباهي ليس برمجة المجتمع ولا الوعي العام الذي يسود ويطغى على الجميع ولا حتى تلك الأفكار الغبية المتوارثة بأي مجال في الحياة، بل كان تقديس كل فكرة مذلة للنفس والذات خصوصا من قبل المرأة... شعرت بغصة في قلبي وأنا أرى المرأة تسعى جاهدة وبكل قوتها لأن تحتقر نفسها وتنزل من قيمتها وتدوس كرامتها (دعوني أقف عند كرامتها فكرامتها تداس في حالة واحدة وهي إذا لم تدسها بقدميها). كنت أرغب في مناقشتهن ولكن من منهن مستعدة لتسمعني، من منهن مستعدة لتكون حرة وتكسر هذه الجدران، أو على الأقل تتوقف عن بناءها حولها، تقول واحدة من الجالسات "مؤكد أن الأمور سيئة ولكن يجب عليك أن تتحملي السوء لتعيشي، من لا تتحمل لن تعيش" ما كان خلف كلماتها هي حياتها، بداخلها معترضة على كثير من أفكار وأساليب تعامل الرجل خصوصا معها ولكن بوعيها الذي اكتسبته من محيطها أنها تعيش لأنها في ظل رجل ولا يهم إن لم يحترم هذا الرجل أفكارها وآرائها هي عليها أن تطيع فقط. إنها ليست فكرتها وحدها بل تقريبا الكل معها رغم الاختلاف في بعض النقاط والتي تعد لا شيء بالمقارنة.

    كنت ابتسم كلما نظرن إلي دون التحدث أنا لا أعيش ربما في نظرهن وربما أنا أعيش في الجحيم ههههههههههه والسبب أنني رفضت هذه الحياة سابقا ولا أزال ارفضها (أنا أقبل تماما وجودها في هذا الكون) ولكنها لا تناسبني فأنا أحب الحرية لا السجون. لا أبي ولا أخي ولا زوجي يحق لهم أن يحددوا ما أكون عليه، ما أنا عليه كإمرة أنا من تختاره في لبسي أو تفكيري أو أكلي أو رغباتي، لي كل الحقوق كاملة ولا أسمح لأحد أن يتعدى ويدوس أي طرف لي ....

    تربط المرأة في مجتمعنا حياتها بالرجل، إن كان بحياتها رجل فهي ذو قيمة والكل يحسب لها ألف حساب، أما إن لم تتزوج فأي شخص يأتي ليدوسها ويستغلها من النساء والرجال، ثم تتزوج إن أنجبت كانت سيدة النساء فهي لديها الآن من تنقل لهم أمراضها وأمراض زوجها النفسية، أما إن لم تنجب هنا وقبل أن يحتقرها المجتمع تحرق نفسها في جهنم الدنيا (وقد قلت جهنم الدنيا لأنهن صرعن رأسي بكلمة حرام حتى كدت لا أجد حلالا في الحياة برمتها) في النهاية لم أجد ما أقوله غير أنني إنسان ولست ملاك ولا شيطان وسأعيش بصفتي إنسان حر.

    لا يوجد مبرر واحد لنعيش في السجن خصوصا سجن الرجل الغبي الذي ترك كل مهامه كرجل وجلس يلقي أوامره على المرأة ويحملها كل المسؤولية وهي تتبع ما حكم عليها المجمع حتى لا تنبذ، من لا يرغب في الحرية عليه أن يعيش دون ألم في سجنه أليس كذلك! كل الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي نمتلكها علينا أن نكون على استعداد دائم لتغييرها بالجديد الذي يسمح لنا أن نكون أحرار فأرواحنا تعشق الحرية لا السجون، وجدران حياتنا عليها أن تكون مثل الضباب الأبيض المريح الذي يسير بسلاسة ونعومة ويملأ أجوائنا نورا وبهجة ويتغير مع كل تيار فيه خير لنمونا وتطورنا فهذه مهمتنا الأسمى كبشر.

    #مقدم سارة

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين