اول من يلاحظ انك متفرد ومختلف هما والداك..يستطيعان بشكل واعي او لاواعي إدراك ما يميزك عن اخوتك و باقي الاطفال...يصيبهم الخوف عليك ..تبدأ مرحلة الإنزعاج مما يميزك وتتخذ الإجراءات اللاواعية لإجبارك على إخفاء ما لديك من علامات الملكة او ايهامك بأنك يجب ان تخجل مما تملك او انه شيء سيء يجب التقليل منه أو اخفاءه أو على أقل تقدير يتجاهلون سر تفردك حتى لا تشعر بأهميتك...يتم ذلك بحسن نية وبكل محبة وخوف
عند خروجك للمجتمع والتعامل مع اقرانك يكتمل باقي الدور بالإستخفاف بما تبقى لك من ملكة او يقع تجاهلها كلياً.
السؤال لماذا يحدث هذا؟
من المعروف دور الوالدين هو تربية إبنهم و حمايته...يعتقد الوالدان ان اختلافك عن المحيط فيه خطر عليك....وكنوع من الحماية يجب إخفاء ما يجعلك مختلف او تجاهله حتى لا يؤذيك الاخرون وينفروا منك..
مثال ..طفل يسأل أسئلة وجودية ..ينهره الوالدين ويطلبون منه التوقف عن طرح الأسئلة
طفلة فصيحة اللسان ترد بشكل جريء على من ينتقدها..تؤمر بالسكوت
طفل يروى القصص ولا يتوقف عن الحديث
طفل يبيع ألعابه وملابسه ويفاوض رغم انه لا يحتاج للمال
طفلة مرحة وتنشر الفرح والحماس
كل منهم يحمل شيء فريد ومختلف قد يعرضه للأذى ممن حوله..
لهذا تتراجع ملكة الإنسان وتتم برمجته على ما يحتاجه الأخرون منه ..على إتباع قوانين المجتمع . على السير وفق متطلبات سوق العمل..ان تتعلم وتتدرب على ما يريدونه منك وليس على ماتحبه وترغبه..لا يجب ان تظهر ملكتك الخاصة بل ان تعمل ما هو مطلوب منك ...الكل يجب ان يسير وفق نظام العائلة وما تعتقده ولاحقاً وفق نظام المجتمع حتى يمكن السيطرة والتوجيه نحو ما يرونه مناسب وملائم له
القلة من الأباء يملكون الوعي والإدراك لا يتأثرون بالمحيط ويدعون اولادهم يتصرفون بحرية ويعبرون عن أنفسهم بكل بساطة..