لم أختبر فقيرا قط إلا وفشل في الإختبار. إختبار الأنفة عن أخذ ما لا يستحق والأسوأ، المطالبة بما لا يستحق. بكل بساطة الفقير لا يستطيع مقاومة إغراء المال.
الغنى قبل أن يكون أموال تجنى وقصور تبنى هو في الحقيقة تهذيب للنفس وترويض على عدم القبول بما ليس لك فيه حق. لا أتحدث عن السرقة ولا عن القناعة ولا الرضى بما قسمه الله ولا التعفف، بل عندما تسنح للإنسان الفرصة للحصول على المزيد بطريقة مشروعة لكنه يعلم أن هذا فوق حقه ربما لسذاجة المعطي أو عدم قدرته على تقدير قيمة الخدمة المقدمة إليه.
سائق التاكسي فقير وسيبقى فقيرا لأنه لا يجيد فن مقاومة خداع الزبائن من أجل الحصول على مبلغ إضافي، صاحب الدكان الذي يرفع الأسعار على الغرباء أو الأجانب فقير وسيبقى فقيرا طوال عمره، وعلى غراره أي شخص يقدم خدمه ويستغفل الناس من أجل تحقيق المزيد من المكاسب هو فقير وسيبقى فقيرا أبد الدهر.
الغنى هو تهذيب النفس. عادةً إذا أعجبني كلام إنسان أختبره بالمال فإن فشل عرفت بأنه سبب ما هو فيه من حاجة.