هذة سلسلة يومية من المقالات التي ستقويك وتمنحك فهما أعمق لتركيبة الحياة ومكانة الخوف فيها وكيفية التخلص من كل المخاوف. كل يوم فكرة تقويك وتمنحك القدرة على التعامل مع الخوف الذي يؤثر سلبا على النتائج التي تحصل عليها من الحياة ويهدد سعادتك في الحاضر والمستقبل. سأسردها لك فكرة فكرة وعليك أن تقرأ وتتمعن وتتأكد أن ما أقوله هو نتيجة خبرة واسعة في النفس العربية الملوثة بالكثير من المعتقدات والأمراض النفسية المتفاوتة الحدة. تابع المقالات على شبكة أبرك للسلام وشارك بأسئلتك وتعليقاتك. دائما طبق ما تتعلمه وإلا لن تستفيد كثيرا من القراءة.
دائما مع المقربين
يجب أن تعلم أن مصدر الخوف الأول هو العائلة ثم الحي والبيئة التي تعيش فيها. أكثر المشاكل والآلام لن تأتيك إلا من الأهل والمقربين. هم يبرمجونك منذ نعومة أظفارك على تعاليم مغلوطة إما لقلة وعيهم أو لأمراض نفسية إكتسبوها من عائلاتهم وخبراتهم في الحياة. أبوك قد يكون مصاب بمشكلة نفسية وأمك قد تكون مصابة بنوع من الوهم وكل المقربين منك قد يعانون بدرجة أو أخرى من نوع أو آخر من الإختلالات النفسية أو إختلالات في الشخصية. هذة الإختلالات أنت تتأثر بها تأثرا مباشرا وقد تكون السبب الأكبر لشعورك بالتعاسة وغياب شخصيتك وإنتقال تلك الإختلالات إليك. في الغالب أنت تعاني من نفس الإختلالات التي تعاني منها أسرتك أو تعاني من إختلالات ناتجة عنها.
أكبر تلك الإختلالات تظهر على شكل خوف أو عدة مخاوف أو شخصية مهزوزة أو مترددة أو مراوغة أو أي خلل يؤثر على قدرتك على التصرف بشكل طبيعي متوازن. المشكلة ليست في ظهور المخاوف أو الرهاب بأنواعه ولكن في التعامل مع تلك المخاوف. أكثر الأشخاص الذين يكتشفون الخلل ويبدأون برحلة تصحيح الذات لا يمكن لهم أن يتصورون أن المقربين منهم هم السبب الرئيسي لمشاكلهم النفسية. يستبعدون الأهل والأقارب من العملية الإصلاحية فتفشل جهودهم الصادقة في التخلص من الخوف.
دعني أكررها لك مرات ومرات. مشكلة الخوف منبعها البيت. الخوف يبدأ من نفس العائلة التي تعتقد أنها الأفضل في العالم. المتهمون هم أقرب الناس لك. أمك، أبوك، إخوتك وأخواتك الأكبر منك. هل تريد تأكيدات أكثر؟ لا يعاني من الخوف إلا الإنسان الذي ولد في عائلة قامت ببرمجته على الخوف، سواء بقصد أو بدون قصد. مشاكلك كلها تبدأ من عائلتك. لا تنظر للبعيد، لا تتهم الناس خارج البيت. ليست لديك مشاكل مع اليابانيين ولا الألمان ولا البرازيليين. أريدك أن تواجه هذة الحقيقة وتعرفها تماما ولا تخدع نفسك. لا تحاول تجنب هذة الحقيقة ولا تحاول أن تجمل الأغلال. مشكلتك مصدرها عائلتك. إن أنت إقتنعت بهذة الفكرة الأولية فستتمكن من حل كل قضاياك وتتخلص من كل مخاوفك.
بكل تأكيد ستتسرب إليك أفكار مثبطة وستحاول تكذيب نفسك. لن تقبل أن أبوك مريض نفسي ولن تقبل أن أمك تبتزك عاطفيا ولن تقبل أن تكون إبنا لعائلة أطعمتك الخوف في زجاجات الحليب ومورست عليك أساليب نفسية قاسية من أقرب المقربين الذين تثق بهم وتحبهم ويحبونك. ستتحجج ببر الوالدين كي لا تواجه الحقيقة، وقد تتصور أن الله سيعذبك في النار. نعم ستتوقع أن الله سيعذبك في النار لأنك تحاول إصلاح شخصيتك. وحتى لو إقتنعت بأنه يجب عليك إصلاح شخصيتك وأن هذا لا يتعارض مع مفاهيمك الدينية المغلوطة فإنك ستكون مائعا في التنفيذ. ستقول أريد أن أصلح شخصيتي لكن دون أن أزعج أبي أو إمي أو أجرح أخي أو أختي. وطبعا هناك بعض المتخلفين من المنادين بالكارما الذين سيوهمونك أنك عندما تصلح شخصيتك وتدافع عن نفسك أنك ستكتسب كارما سلبية. هؤلاء جبناء من الطراز الأول ولكن يظهرون في شكل واعين. لا تنصت إليهم.
أصلح شخصيتك مع المقربين، تخلص من خوفك من المقربين، إعرف تماما وكن على يقين أن مشاكلك هي مع المقربين فقط. إبحث في مخاوفك التي إكتسبتها من عائلتك. كيف تشعر مع أفراد عائلتك؟ ما الذي يهزك من الأعماق؟ ما هي الكلمات التي تؤثر فيك؟ ما هي المواقف التي تشعرك بالعجز؟ منذ متى وأنت تشعر بذلك الشعور؟ لماذا تشعر بالرهبة من أبوك أو أمك؟ لماذا تشعر بأنك بحاجة لموافقة فرد من أفراد العائلة عند القيام بأي عمل أو إتخاذ أي قرار؟ لماذا لا تستطيع التعبير عن رأيك؟ لماذا يقول أبوك أنه يحبك ويريد مصلحتك لكن كل قراراته ضدك؟ لماذا ينتقدك إخوتك بشدة؟ لماذا تشعر بأنك ضعيف؟ لماذا لا يقبل منك أي عمل تقوم به؟ لماذا تشعر أن هناك من يتصيد عليك الزلات؟ هل فعلا أنت تعيش مع عائلة تحترمك وتحترم وجودك أم أنك تابع لا رأي له؟ لماذا يحاول إخوتك أو أخواتك تمييع قضاياك والمماطلة في تنفيذ طلباتك البسيطة؟ لماذا عندما تخطىء يبدو خطأك بالنسبة لهم كالجبال وعندما يخطىء أخوك لا يحاسبه أحد؟ لماذا يتوقعون منك أن تكون ملاكا طوال الوقت؟ لماذا يستسهل أبوك الصراخ عليك؟ لماذا يحاول إهانتك؟ لماذا يتعمد إفتعال المواقف تزعجك؟ لماذا أمك لا تدافع عنك؟ لماذا أخوك أو أختك لا يساندونك؟ لماذا يبدو أخوك أو أختك بلا شخصية؟ لماذا لا تشعر بالأمان في بيت أهلك؟ لماذا أبوك متقلب المزاج؟ أو لماذا هو بلا شخصية أمام أمك؟ لماذا لديك أخت متسلطة؟ لماذا تشعر بالخوف حتى وأنت بعيد عنهم؟ لماذا تشعر بأنهم يراقبونك حتى في خلوتك؟ لماذا أول فكرة تخطر ببالك هي إعتراضاتهم؟
لا أعتقد أنك ستعاني هكذا مع ناس من الأرجنتين أو الأرغواي! دائما ستكون مشاكلك ومصدر مخاوفك من المقربين. مع عائلتك بالتحديد وعليك أن تتعايش مع هذة الحقيقة إن كنت تريد التخلص من كل مخاوفك وهذا ما سنكتشفه في سلسلة المقالات القادمة.
يتبع...