تقف بين يدي الله وتطلب وتتمنى وتتضرع فيستجيب لك في الحال. تبدأ ظروفك تتغير وتمر بتغييرات مختلفة وتتعرض إلى مواقف تتفاوت بين الشدة والرحمة وبين التيسير والصعوبة في عملية غربلة وتطهير لروحك لكن هذا قد لا يعجبك. في الغالب لا يعجبك لأنك تتوقع أن الله سيعاملك كما يعامل الملك أو رئيس الدولة رعاياه، يأمر لهم بمبلغ من المال أو بإلغاء ديونهم أو منحهم إستثناء من هذا أو ذاك الشيء.
حسناً، هذا ما يفعله البشر ولكن الله يقوم بالأشياء بطريقة مختلفة. هو يمررك من خلال عملية إصلاحية شاملة لتستحق ما تطلبه. هذا كمن يطلب بلوغ درجة علمية عالية وتتم الموافقة على طلبه وإعفائه من الرسوم وكل شيء وكل ما عليه هو الحضور للجامعة والجلوس للمحاضرات حتى في النهاية يحصل على الشهادة التي تمناها أو رغب فيها.
تخيل أن تطلب شهادة علمية وأنت ترفض حضور المحاضرات، هل سيقبل منك هذا؟ لا أتوقع ذلك.
لذلك لا تجزع عندما تدعو الله وتجد بأن وضعك صار أسوأ، هو لا يعاديك وإنما يجهزك لتستحق ما طلبت فإن أنت فهمتها هكذا وحافظت على الإيمان وواصلت العمل حصلت على ما تريد وإن أنت جزعت وخفت وفقدت الأمل ضاعت عليك فرصة الحصول على طلبك.
هذا هو الإستحقاق لأن الله عادل فهو لا يعطي من لا يستحق وبما أنه يعلم أنك لم تستحق بعد ما تطلب فإنه يمررك في مراحل تطهر روحي تجعلك مستحقا لنعمته. هذا هو إختبار إيمانك بالله فلا تطلب ثم تتراجع أو تيأس.
لكن هل تعرف ماذا يريد الله منك عندما تطلب؟ لا شيء سوى أن تقوم أنت بالخطوة الأولى، فقط الخطوة الأولى وهو سيكمل لك باقي الخطوات. عندما تكون جاداً في سعيك فإن الله يرفعك وإن أنت تقاعست تركك وشأنك حتى تعود إلى رشدك.
بعد فترة من التطهر والإنعتاق من عبودية الحياة تصبح جاهزا لتلقي كل ما تتمناه فتتوقف معظم الإختبارات وتصبح حياتك سهلة فأنت تستحق كل ما تتمناه وخزائن الله لا تنفد. لا تخلط بين الإستحقاق والشعور بالذنب لأن الشعور بالذنب نابع من عدم معرفة الله وأما الإستحقاق فهو ميزان الحصول على الأشياء.