صديقي الذي عندما أحزن أسر إليه ما يؤلمني دون خوف أو خجل ..صديقي الذي أقضي أجمل الاوقات معه و أمتعها دون أن أتكلف بأفعالي وحركاتي ..
صديقي الذي يعرف حالي ويشعر بي من نظرة من عيوني أو من كلمة ألقيها على صفحاتي .. صديقي الذي إن احتجت منه دعما من أي نوع لباني وأقدر له مايستطيع و ما لايستطيع ..
صديقي الذي مهما سمعت عنه لا أصدق لأني أعرفه جيدا ..و الذي إن غاب كثيرا لا تجف محبتي له و لا شوقي ..صديقي الذي إن قصر وضعت له بدل العذر .. ألف ..
صديقي الذي عندما أذكره و أذكر مغامراتي معه أبتسم بل وأضحك بصوت مرتفع و قلبي يخفق حبا و شوقا له ..
صديقي الذي شاركني فرحي وهمي ومؤامراتي البريئة أو حتى الشريرة و صنع لي و صنعت له الغطاء اللازم لإخفاء معالم مؤامرتنا معا و مغامراتنا الجريئة معا .. يعني بالمثل العربي (دافنينوا سوا ) والله ما دفنا حدا ههههههههه ..
صديقي الذي كبر و عيه معي وكبير وعي معه واتسع ومهما كانت بيننا المسافات فهي قريبة ..
عندما تبحث في جانب العلاقات الشخصية تجد أن معظم البشر ينجحون بعلاقات الصداقة بطريقة استئنائية عن باقي العلاقات . و تجد أنها مصدر السعادة الاول للكثيرين والمتنفس الأعمق لهم ... هاربين بها من علاقاتهم المؤلمة التي تتمثل بالحب و الزواج ..
لماذا الصداقة ناجحة ؟ و بماذا تختلف عن باقي العلاقات ؟ وهل هي حقيقة مختلفة عن باقي العلاقات ؟
مالذي يميز هذه العلاقة :
1- تاتي هذه العلاقة تلقائيا دون بحث وانتظار
2- تعتمد بالدرجة الاولى على الشعور بالارتياح
3- عامل مشترك يجمعهم في ضمن نفس الاهتمامات و ما بعد وقرب منها
4- يظهر الاصدقاء المتشابهين لك جزئيا والمختلفين معك
5- لا شروط تجمع الاصدقاء سوا القيم المشتركة التي جذبتهم لبعض
6- الاصدقاء يتقبلوا يعضهم كما هم رغم الاختلاف
7- لا يتكلف الأصدقاء في تعاملهم مع بعض بل وتمثل الطبيعة المختلفة للآخر مصدرا للفرح والدعابة
8- الاصدقاء يعيشون اجوائهم بشغف و حب وعلى استعداد دائم للمغامرة والتجربة لكل جديد و مثير
9- صريحيين مع بعضهم و واضحين في ما يحبوا ويكرهوا من بعضهم
10- يحسنون معا وقد يسيئون معا ..ينمون معا
11- أحرار بآرائهم لا يكرهون علي شيء و يتشاورن في ما بينهم
12- نتيجة لكل ما سبق الصديق أكبر مؤثر على الشخص ..
ما هي رسالة الصداقة لنا أو لكل العلاقات ... كل شخص ليسأل نفسه هذه السؤال ... ؟
علما أن الحب جوهر العلاقات وأعمقها والزواج قداسة للحب ومحررها .. والصداقة مفتاحها وجامعها
تأثير الكلمة نفسها و قوة معناها له أثر على هذا النوع من العلاقة فجذرها صدق من الصدق الذي هو الحقيقة في ما تقول و تشعر و ما في تبطن و تظهر و في ما تريد و ما لا تريد .الصدق في ما تستطيع و ما لاتستطيع ..الصدق الكلمة التي نتجت عنها الصداقة .. لذلك هي الأنجح .من بين العلاقات ..
حسناً ماذا لو حولنا كل العلاقات الاجتماعية ( الحب و الزواج والبنوة و الأخوة ) الى علاقات صداقة ؟ ما المانع من ذلك ؟ ألا يرى الناس والأزواج والوالدين أثر الأصدقاء على بعضعم .. ألم يتفكر أحد الوالدين أنه بدلا من أستعين بصديق ولدي لمعرفه ما به من هم أن يكون هو صديق لولده ألن تصبح الحياه اكثر متعة وسعادة أمنا أيضا .. ألا يعتقد الزوج او الزوجة لو تعامل الطرفين بنفس شروط الصداقة وتشاركو شعف الحياه معا لأصبحوا أكثر سعادة .بدلا أن يترك الزوج او الزوجة شريكها الحقيقي لبحث عن صديق في خارج العلاقة .. . ألا يعتقد الاخوة انهم لو تعاملوا كأصدقاء لكانوا أكثر قربا لبعضهم و استطاع كل حماية الآخر بكل حب وثقة ..
ألم يمل الناس السلطة الم يروا نتائجها عبر التاريخ ألم يعرفوا أن لا سلطة على حبيب أو قريب ..بل سلطة الصديق على الصديق حيث اللاسلطة ...
أبي ..أمي .. أخي .. أختي ..حبيبي .. زوجي .. ولدي .. عالمي الخارجي أنا صديقتك .... فكن صديقي ..
عيشها صح ... غادة حمد