كثير من الناس يشعرون بإرتفاع مستوى الثقة في النفس عندما يملكون أكثر أو يكسبون أكثر. الخلل هنا ليس في الأملاك أو المكتسبات سواء كانت مادية أو معنوية كالشهادات مثلا. هذة تمنحك المزيد من الثقة فقط عندما تكون موجودا في بيئة متواضعة بين الفقراء وغير المتعلمين والمستضعفين بشكل عام.
تخيل لو أن الكل يملك ما تملك ويعرف ما تعرف فهل ستشعر بالتميز عليهم؟ لن تستطيع أن تتفاخر على الآخرين أو تميز نفسك عنهم وهذا سيعيدك إلى مربع الثقة في النفس.
إذا الثقة الحقيقية بالنفس نابعة من إحساس الإنسان بقيمته بغض النظر عن ممتلكاته أو منصبه أو ما حققه من مكتسبات متفرقة. يخطيء الكثير من الناس في إحتساب الممتلكات كأحد خواص التأثير على الثقة بالنفس لأن الممتلكات نسبية فعلا فهي قد لا تعني شيئا للآخرين وفي الغالب سيتأثر بها من ثقتهم بأنفسهم مهزوزة لذلك تأثيرك سيكون متدنيا لأنك أصلا تتعامل مع أشخاص ضعفاء نفسيا.
الذي يضعف الثقة في النفس هو الإيغو وهذا نابع من الخوف والخوف نابع من التعلق بالأشياء أو الأشخاص. هذا بدوره يأخذنا لناحية الحل وهو فك الإرتباط وعدم التعلق.
كلما قل تعلقك بالحياة كلما زادت ثقتك بنفسك. عندما تصل إلى هذة النقطة من الوعي لن تهتز أبدا بما يملكه الآخرون حتى لو حاولوا عن قصد هز ثقتك بنفسك. ستراهم كأشخاص بدائيين إن فعلوا. تستطيع ملاقاتهم في كل مكان تتواجد فيه وستعرفهم بإرتفاع أصواتهم في محاولة لإبلاغ كل من في المكان أنهم يملكون هذا أو ذاك أو يتحدثون بلغة يقحمون فيها اللغات الأجنبية بقوة على عكس المعتاد في البلد.
لا تأخذ قيمتك من ممتلكاتك أو حتى من معرفتك ومعلوماتك أو دراستك. قيمتك موجودة فيك أنت كإنسان، هذا يكفي. لا يهم إن لم تعرف هذا أو ذاك، حتى أنجح إنسان في العالم يجهل الكثير. ليس من الضروري أن تكون ثريا لأن الأهم هو أن تكون سعيدا ومقبلا على الحياة.
إقبل نفسك وعندما تفعل تزداد ثقتك بذاتك. لا تكن أول المعترضين على نفسك.
الثقة أيضا تنبع من الإحترافية وإتقان العمل وهذا لا يأتي إلا بالتكرار. كرر العمل وكرر التدريب، بعد فترة ستتقن العمل وإن أنت واصلت ستصبح أسرع وبنفس درجة الإتقان.