لا تخف.. انك بأعيننا ..
في الخوف نحن متشابهون .. متشابهون جداً .. الخوف يشلّ كل ما فينا سوى غريزة البقاء .. فأما أن نفّر أو أن نواجه .. في الخوف نهرب ممن نحب .. ومما نحب .. حيث القرب رفاهية تحتمل التأجيل.. حين نخاف لا تعود حياتنا كيف كانت .. حيث نضل نختصر ونختصر.. حتى نجد انها لم تعد حياة اصلاً .. أصبحت مسخ .. شيء يشبه الحياه لكنها ليست هي .. نتنفس نعم .. لكننا لسنا على قيدها ... لسنا على قيد الامل .. لسنا على قيد الحلم ... لم تكن الحياه يوما أكل ومأوى فقط .. ولن تكن .. انها طبخة معقدة ... فيها كل التفاصيل .. كثيراً من التوابل .. كثيرا من الحب .. القرب .. الشغف .. حين نكتفي بالمواد الأولية للطبخة .. بحجة انها هي فقط الضرورية .. سنرى ان الطبخة بلا طعم .. لون أو رائحة .. هذا ما يفعلونه بالبشر اليوم ... بحجة الحماية .. فهم الأدرى .. والاعلم .. وذووا الاختصاص .. وطبعا السلطة ..
المشكلة انه لا احد يدفع فواتيرنا سوانا .. لا أحد يدفع التكاليف النفسية والصحية والمادية غيرنا ... الناس تموت من العزلة قبل المرض .. من الخوف .. من الوحدة .. من انطفاء الروح .. الحلم .. الحياه ..لا احد يتحمل خسائرنا سوانا ...
اشعر انه لم يعد الاهتمام بالذات الان نوع من الرفاهية المقتصرة على بعض البشر ..انما اصبح ضرورة .. بل وقصوى .. ان لا نسلم صحتنا .. عقولنا ... انفسنا .. حياتنا بكل تفاصيلها لأي سلطة كانت بحجة أنها الأكثر دراية .. تعرف اكثر .. تقدر أكثر ...
أنت أولاً .. والبقية تأتي ..
دمتم بحياة ..
#سرى_البدري