لا تسمح لأي مخلوق أن يشكك في نزاهتك أو شرفك أو يدعوك بالكاذب أو المخادع أو أي صفة مذمومة أخرى، مهما كان ذلك الشخص وفي أي موقف حتى ولو مزحا. أوقف أي إنسان يحاول النيل من إحترامك لذاتك أو أن يضعك في موضع المجرم فقط لأنه يشك بك أو أنه مريض نفسيا. على المرضى النفسيين والمعتوهين والمختلين عقليا أن يصحوا من سباتهم وهذا لن يتم إن أنت سكت عن حقك وحاولت أن تدافع أن نفسك. لا تدافع عن نفسك ولا تعطي أي مبررات، ولكن قف بحزم وبقوة لكل من تسول له نفسه التطاول عليك وعلى نزاهتك.
لا تقبل بهذا من أي إنسان ولو كان أبوك أو أمك أو شريك حياتك أو مديرك في العمل. الذي يشك فيك وفي نزاهتك، في الغالب يريد أن يستضعفك ليسيطر عليك ويجعلك تشعر بالذنب. هو يتلذذ بهذا الأمر ويعجبه أن يراك خائفا منكسرا خانعا، خاضعا له. هذة أمراض وعقد نفسية لا يجب أن تسمح لها أن تتواجد في حياتك. الأب الذي يشكك في نزاهة إبنته هو أب معتوه لا يجب الإنصياع له وكذلك الزوج. المدير في العمل الذي يصف موظفيه بالكذب والإحتيال هو أيضا لا يختلف عن الشخص الشكاك، لأن هذا يؤدي إلى نفس النتيجة وهي أن يشعر المتعرض للإعتداء بالضعف ويتعزز لديه الشعور بالذنب وهذا بدوره يجعل نفسيته تتآكل مع مرور الوقت.
لا أعرف لماذا يقبل الناس على أنفسهم مثل هذة الأمور؟ لماذا يسمحون للمعتوهين بتحطيم حياتهم. يجب عليهم مواجهة الموقف بحزم وشدة وإظهار الغضب والإعتراض وتكبير الموضوع حتى يشعر المعتدي أنه إرتكب جريمة. لأن هذة جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. عندما تعتدي على نزاهة إنسان أو تشكك في صدقه فأنت تتهمه إتهام باطل وهذة جريمة في حقه. ما يجعل مثل هذة التصرفات شائعة في المجتمع هو أن الناس تسكت عنها وتقبلها وتحاول إثبات العكس للطرف المعتدي. عامل من يشكك فيك كالحشرة ولا تأخذك فيه رأفة أو رحمة. يجب أن يشعر بشناعة جريمته حتى ولو كانت بلا قصد أو عن طريق الضحك. هناك أمور لا يجب أن نمزح بها حتى على نطاق ضيق أو بين الأصدقاء المقربين. أي إنسان يلمح أقل تلميح حول نزاهتك يجب أن تردعه في الحال بلا تأخير أو تردد، لأنك إن تركته أول مرة سيعيدها ويكررها حتى ترسخ في ذهنه وذهنك وأذهان المحيطين بكما وحينها سيكون من الصعب عليك تغيير الفكرة.
عندما يقضي الشاب في حياته يعربد ويطارد النساء ثم يتهم زوجته بالخيانة فهذا مريض نفسيا يجب أن تردعه الزوجة في الحال فإن كررها فلتطلب الطلاق لأن الحياة مع أمثال ذلك المريض نفسيا ستكون أضرارها على الزوجة أكبر مما تتصور. لا تسمحوا للمرضى النفسيين أن يحطموا حياتكم وأنتم أيضا لا تعتدوا على الآخرين. لا تغيروا حياتكم من أجل المعتوهين والحمقى ولتأخذهم أمهاتهم إلى مستشفيات الطب النفسي قبل أن يفكرن في تزويجهم من بنات الناس.
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
وهذا رأي القرآن في القضية. هنا رب العالمين يتحدث عن اللعن، أي الطرد من رحمته، والناس تتصرف وكأن الأمر للتسلية. أبدا أبدا لا تسمح للمرضى النفسيين أن يحطموا حياتك، لأنهم يحطمون جزء كبير من المجتمع إرضاء للخلل في أنفسهم.