لغة الكون...

»  لغة الكون...
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

هاجر الى مدينة جديدة .. لم يزرها من قبل.. لا يعرف قوانينها.. لغتها .. ناسها.. شعر كليا بالغربة .. فهو لا يعرف كيف يتكيف مع هذه البيئة الجديدة..قرر ان يشق طريقه في مكان جديد تماما.. توقع ان يواجه بعض الصعوبات لكنه لم يكن يعلم ان الامور بهذا لسوء ...يحاول الحديث مع من يقابلهم لكنهم لا يجيبونه... لا احد يتفاعل معه ، حتى وجده ...
عجوز طيب الملامح .. غرز الزمن خطوطه العميقة على وجهه ..عيناه تفيضان حكمة وسكينة ... مشغولا ببرد قطعة من الخشب ببطئ... حدث نفسه .. هل لازال هناك من يعمل بهذه الادوات في هذا الزمان؟ اي مدينة هذه ؟ كان فرحا جدا عندما القى عليه السلام واجابه.. اخيرا وجد من يستطيع التفاهم معه ... منذ ان وصل الى هنا قبل ايام كل شئ غريب عليه .. لا احد يتحدث معه .. هو اساسا لم يسمعهم يتحدثون ..كل شئ هادئ.. صامت .. مفعم بالسكينه .. اشتاق للحظات الصخب في مدينته ..ضجيجها .. عراك الاطفال في الشارع ... لكن لا ... فقد قرر ان يبدأ حياة جديدة في هذا المكان ... اعاده صوت الخشب وهو يبرد من افكاره ..وسأل العجوز الحكيم ...
- لماذا لا تجيبوني؟ اي لغة تتحدثون هنا؟ كيف تتفاهمون ؟
- نحن نجنبك عناء الكلام ..لا نتحدث .. نحن نفكر ونشعر ونحصل على ما نريد .
- كيف هذا؟ المشاعر والافكار اشياء لا يمكن التحكم بها، اشياء تلقائيه تاتي وتذهب ؟
- هنا نفكر...ونروي الفكرة بمشاعرنا ...نصدقها .. ونحصل عليها في واقعنا ... هكذا ببساطة ... تعلم كيف تفعل هذا ..انها لغتنا الوحيدة ..
- غير ممكن !!
- هنا نستشعر ما تؤمن انت به .. احلامك وامانيك تتحقق ان امنت فعلا بانها ممكن ان تتحقق .. هنا تتجسد كل مخاوفك ان ذعرت منها وصدقتها ... التصديق والقناعة هي طريقتنا في التفاهم.
ادار ظهره الى هذا العجوز واخذ يمشي بعيدا ساخطا ... ماهذا الهراء؟.. كيف يمكن ان يفعل هذا؟... الافضل ان يعود الى مدينته القديمة ... حيث لا يوجد هذا الجنون ... لكن استدرك للحظة... تذكر كم احبها .. تلك الفتاه ... وكم حلم ان يرتبط بها ... وكم كان يشعر انه لا يستحقها ... وانها اكبر من ان تحبه ... وهذا ما حدث ...رأت نفسها اكبر من ان تحبه .... تذكر كم كان يؤمن ان بامكانه العمل بدون واسطة رغم استهزاء كل من حوله به ... باستحالة حصول ما يحلم به ...وحدث ما امن به .. تذكر عشرات المواقف التي حدثت سابقا لانه كان يؤمن بها ... لا شئ غير هذا .. ربما كانت هذه لغة مدينته القديمة ايضا وهو لم يكن يعي ...ربما كان كل الكون يتحدث بهذه اللغة وهو لم يكن يدري ...
كيف ان فكر بما يريد .. ليس ما لا يريد .. كيف ان امن ان كل شئ ممكن ... وانه قابل للتحقيق ... حتى اكبر الاحلام .. فمع الله كل شئ ممكن؟.. كيف ان صدق بحلمه ؟ .. كيف ان ضبط قناعاته بكل ماهو ايجايبي وسعيد ؟... كي ان ...؟ ربما هذه هي اللغة ... كل اللغة ..

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    لغة الكون...

    مدة القراءة: 2 دقائق

    هاجر الى مدينة جديدة .. لم يزرها من قبل.. لا يعرف قوانينها.. لغتها .. ناسها.. شعر كليا بالغربة .. فهو لا يعرف كيف يتكيف مع هذه البيئة الجديدة..قرر ان يشق طريقه في مكان جديد تماما.. توقع ان يواجه بعض الصعوبات لكنه لم يكن يعلم ان الامور بهذا لسوء ...يحاول الحديث مع من يقابلهم لكنهم لا يجيبونه... لا احد يتفاعل معه ، حتى وجده ...
    عجوز طيب الملامح .. غرز الزمن خطوطه العميقة على وجهه ..عيناه تفيضان حكمة وسكينة ... مشغولا ببرد قطعة من الخشب ببطئ... حدث نفسه .. هل لازال هناك من يعمل بهذه الادوات في هذا الزمان؟ اي مدينة هذه ؟ كان فرحا جدا عندما القى عليه السلام واجابه.. اخيرا وجد من يستطيع التفاهم معه ... منذ ان وصل الى هنا قبل ايام كل شئ غريب عليه .. لا احد يتحدث معه .. هو اساسا لم يسمعهم يتحدثون ..كل شئ هادئ.. صامت .. مفعم بالسكينه .. اشتاق للحظات الصخب في مدينته ..ضجيجها .. عراك الاطفال في الشارع ... لكن لا ... فقد قرر ان يبدأ حياة جديدة في هذا المكان ... اعاده صوت الخشب وهو يبرد من افكاره ..وسأل العجوز الحكيم ...
    - لماذا لا تجيبوني؟ اي لغة تتحدثون هنا؟ كيف تتفاهمون ؟
    - نحن نجنبك عناء الكلام ..لا نتحدث .. نحن نفكر ونشعر ونحصل على ما نريد .
    - كيف هذا؟ المشاعر والافكار اشياء لا يمكن التحكم بها، اشياء تلقائيه تاتي وتذهب ؟
    - هنا نفكر...ونروي الفكرة بمشاعرنا ...نصدقها .. ونحصل عليها في واقعنا ... هكذا ببساطة ... تعلم كيف تفعل هذا ..انها لغتنا الوحيدة ..
    - غير ممكن !!
    - هنا نستشعر ما تؤمن انت به .. احلامك وامانيك تتحقق ان امنت فعلا بانها ممكن ان تتحقق .. هنا تتجسد كل مخاوفك ان ذعرت منها وصدقتها ... التصديق والقناعة هي طريقتنا في التفاهم.
    ادار ظهره الى هذا العجوز واخذ يمشي بعيدا ساخطا ... ماهذا الهراء؟.. كيف يمكن ان يفعل هذا؟... الافضل ان يعود الى مدينته القديمة ... حيث لا يوجد هذا الجنون ... لكن استدرك للحظة... تذكر كم احبها .. تلك الفتاه ... وكم حلم ان يرتبط بها ... وكم كان يشعر انه لا يستحقها ... وانها اكبر من ان تحبه ... وهذا ما حدث ...رأت نفسها اكبر من ان تحبه .... تذكر كم كان يؤمن ان بامكانه العمل بدون واسطة رغم استهزاء كل من حوله به ... باستحالة حصول ما يحلم به ...وحدث ما امن به .. تذكر عشرات المواقف التي حدثت سابقا لانه كان يؤمن بها ... لا شئ غير هذا .. ربما كانت هذه لغة مدينته القديمة ايضا وهو لم يكن يعي ...ربما كان كل الكون يتحدث بهذه اللغة وهو لم يكن يدري ...
    كيف ان فكر بما يريد .. ليس ما لا يريد .. كيف ان امن ان كل شئ ممكن ... وانه قابل للتحقيق ... حتى اكبر الاحلام .. فمع الله كل شئ ممكن؟.. كيف ان صدق بحلمه ؟ .. كيف ان ضبط قناعاته بكل ماهو ايجايبي وسعيد ؟... كي ان ...؟ ربما هذه هي اللغة ... كل اللغة ..

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين