كمن يمشي في سوقٍ حافل ليلا .. حيث فُضّت الجموع .. واٌطفئت الانوار .. واختفت البهرجة .. نحن الان ..
تضاءل حجم ما كان يبدو كبيراّ جداّ ..من كان في اول الصف .. زحف لاَخره .. من سقيناه ايامنا بسخاء .. كان اول من تخلى .. كالبحّار الذي يتخلص من حمله الثقيل اولاً من على سفينة تغرق وسط البحر ..
شئ ما غريب يحدث .. كأن الكون يعيدنا جبراً لأنفسنا..يعيد تشكيلنا من جديد .. علّنا نشهد الزيف زيفاً فنتركه ..و نشهد الحب حباً فنصنه ...
وبقينا وحدنا .. مثل زهر البيلسان .. كما تقول فيروز .. نحن.. وانفسنا .. والاقربون .. مع اول حالة اجبارية لاعادة النظر ... وقف قصري من حالة الهرب المجنون الذي تفنّنا في ممارسته طويلاً.. استكثرنا بعض الوقت .. بعض الوقت فقط ... لعتب طويل مع من نحب .. للحضة صفاء مع النفس .. لفضفضة داخلية ربما .. لتواصل حقيقي مع من يعنينا امرهم ... لدمعة حزن دفناها يوما ... حتى كبرت وصارت تعبر عن نفسها بالف وَجع وضيق ومرض .. عن شيئا اضعناها قديما ... وبقينا نبحث عنه بكل الطرق ... الا الطريق الصح ..
هذه المحنة اظهرت كم ملأنا حياتنا بكل الزَبَد .. أمّا ما يمكث في البحر.. فقد تركناه طويلاً طويلاً .. علّنا ندرك حينها .. ماذا بعد ..
دمتم بحب ..
#سرى_البدري