معنى ان تكون ايجابي أجاب يجيب يستجيب .. والاستجابة تكون حسب نوع الحدث أو الموقف .
على المستوى الشعوري :
ان تسجيب للمشاعر المتولدة بشكل يتوافق مع الأحداث و تتفاعل معها بخيرها و شرها و كما هي دون تزييف و تلوين فالجميل تقول عنه أنه جميل و القبيح تقول عنه انه قبيح بما يخص حياتك ..فإن قلنا عن المر حلو فهذه ليست ايجابية انما سلبية متناهية وان قلنا عن الحلو مر فهذه سلبية ايضا ..
اختلط المعنى على الكثيرون فاعتقدوا انهم عندما يبكون لحدث مؤلم هم اصبحوا سلبيين وهذا قمة الخطأ بل هم استجابوا للشعور الذي طلب من صاحبه ان يتحرر فحرره فاستجاب واصبح في هذه اللحظة ايجابي و تتوافق مع الحدث .. فعندما تواجه خطر جسدك يستجيب لهذا الخوف و يفرز الأدرينالين فتتصرف تجاه هذا الخطر فتحمي نفسك فأستجبت فاصبحت ايجابي .. عندما تكسر قوانينك من الآخرين فتغضب فأنت استجبت لقوانيك التي طلبت منك الحفاظ عليها ..
الايجابية على مستوى الجسد : أكثر من يعلمنا الايجابية هو الجسد فهو الذي لايكذب على نفسه قيد أنملة فإن هاجمه فيروس يستجيب فورا و يبدأ بالعمل لصده ولا يخجل منك ان ارتفعت حرارته او اصابه اعياء او ظهرت حبوب فهو يبكي بطريقته ويتفاعل مع الحدث الناشيء في اللحظة ولا يعنيه رأي احد به المهم انه يعرف ما يفعل فيتفاعل ليعالج .. بل وأن حدث اي نقص على مستوى احتياجه من عناصر يخبرك فوراً انه عليك التعديل حتى تتفادي المشاكل .. فهو خير معلم للإيجابية
الايجابية على المستوي العملي :
عن طريق الفعل و العمل تأتي بعد استجابتك الصحيحة على المستوى الشعوري و الجسدي لتفهم الرسالة من وراء ما حدث و تسبب لك بالألم على أي مستوى او الخسارة او الفشل أي كان مسماه فتتعلم وتصوب وتطور نفسك و تتعلم من أخطائك فتكون هنا استجبت عملياً و اصبحت ايجابياً في هذا الموقف او الجانب من حياتك .
فالاستجابة الصحيحة على مستوى الشعور هي التي تجعلك تستجيب بطريقة عملية لتعديل ونقل وضعك من الوضع غير المفضل الى الوضع الأكثر تفضيلا . لانها تخفف من وزنك النفسي المثقل وغير المحرر فيصبح تفكيرك أكثر اتزاناً و وضوحاً .
الاستجابة والايجابية على مستوى الروح :
القلب هو مفتاح الروح و عقلها فهو لا يفهم لغة العقل و ارقامه و منطقه المشوش بل هو يستجيب لنداءات الروح ليرشدك وتستجيب انت لإرشاده فهو يعلم ما لا تعلمه انت عندما تسمع صوت قلبك انت ايجابي مستجيب لروحك التي تطرق باب القلب ..
الايجابية على مستوى الظروف : جميعنا نعاني من ظروف صعبة او غير مرضية في جانب من جوانب حياتنا او اكثر من جانب العملي. العاطفي . العلاقات و العائلة . المال . الوظيفة ووو .. في الاوضاع العامة نحتاج ان نستجيب للنعم الموجودة في وسط الظروف الصعبة وحصرها و التركيز عليها للامتنان لها فالنعم تناديك لانها بحاجة للشكر حتى تزداد وشكر النعم هو استخدامها وتفعيلها بكل طاقتها حتى تزداد فهذا غذائها فانت عندما تستجيب و تشكرها تصبح ايجابي . تستجيب لعملك الذب يحتاج منك تركيز اكثر او تطوير او حب فيتحسن وضعك ..تستجيب للرسائل الخاصة بالعلاقات وتتعلم من اخطائك فتتحسن وهكذا على باقي الامور ..
بكل بساطة انت تناديك فاستجيب وكل ما في الكون يناديك فاستجيب والله قال لنا انه أعظم مجيب وايجابي (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ( إني قريبب ٌ مجيبّ ) عندما تكون مستجيب لنداءاتك وشعورك و روحك و كل ما في الكونمن نداءات قريبة يستجيب لك ربك ...
السلبي هو الاعمى و الاصم هم الذين على قلوبهم اقفال هم الذين لا يستجيبون لأي نداء و اكتفوا بالنواح ليل نهار فقط ..
ارجو ان تكون وضحت معنى الايجابية التي أزعجت الكثيرون ولبست عليهم ..
ولو تعلموا كم افدت نفسي وأنا اكتب هذا المقال ... ممتنة لفائدتكم
عيشها صح
غادة حمد