ما هو اتجاهك

»  ما هو اتجاهك
مدة القراءة: 3 دقائق

العالم يتسع أكثر و أكثر
أنه يتسع في الخيارات بشكل متزايد
فلطالما كان التنوع موجودا في كل شي و لكن فرص التنوع في ازدياد مع اتساع الخيارات أمام البشر و مع إتساع إدراكهم بأنفسهم و بامكاناتهم و إدراكهم لمدى التنوع في الكون
فالخيارت منذ عشر سنوات ليست مثل الخيارات قبل عشرين ثلاثين أو أربعين سنة
و هي بالتأكيد الآن أكثر اتساعا من إي وقت مضى
فخيارات التواصل حيث كان الناس يتواصلون بالرسائل الورقية و بالهاتف الأرضي و قبلها كانت الناس تسافر لكي تنقل معلومة و كانت الأمور تأخذ وقتا أطول بعكس الآن حيث اتسعت الخيارات منذ ذلك الوقت و الآن أصبح بالإمكان التحدث مع صديقك في بلد اخر و رؤيته و التفاعل معه
حدث اتساع لمصادر المعلومات ، ففي وقت كان البيت و المدرسة و الشارع هو مصدر المعلومات و تتوفر أيضا الكتب و كانت في وقت من الأوقات تتوفر للبعض دون الآخر ، لكن الآن تعددت المصادر و الخيارات للوصول لتلك المصادر
الآن الناس يمتلكون فرص للتعبير عن أنفسهم أكثر مما كانوا يفعلون قبلا و المشاعر و الأفكار تتسع و تتنوع و تأخذ مساحة أكبر من ما مضى و يعبر الناس عنها بشكل أفضل و بأكثر من طريقة
و بدلا من وجود حلم في الذهن و الخيال عن بلد في بطاقة بريدية معلقة في حائط الغرفة فالآن كل المعلومات تتوفر عن كل البلدان و بإمكانك أن ترى الحلم بأكثر من صورة
تعددت الأذواق في الملبس و المأكل و المشرب و الأغاني و الفنون و العلوم و في كل شئ تقريبا و أصبح المخترعين يخترعون بوسائل أسرع و أسهل من ذي قبل
و كلما تقدمنا بالزمن تتنوع الحياة من كل جوانبها و تقل المحدودية في الخيارات
و معها تنوعت طرق التفكير و التوجهات و التاثرات بما ان المحيط اتسع أكثر مما أتاح للناس فرص للتحرك نحو اتجاهات جديدة في الحياة و خلق فرص مجنونة و متجددة للحياة
أصبح الناس حاليا ينبذون بعض مظاهر التحضر لأنها في الداخل تحمل بعض صفات التخلف مثل التوجه نحو الطاقة النظيفة لأن الاستهلاك الحالي للطاقة أصبح يدمر أشكال الحياة في البر و البحر و حتى في الغلاف الجوي
فرص العمل الحر أصبحت أوسع نسبة لتوسع خيارات الأفكار الجديدة و الفكرة التي كنت تقولها و انت في السادسة من عمرك و يضحك عليها اهلك لكنها مبتكرة بإمكانك الآن تطبيقها و لا يمنعك منها إلا نفسك التي تحتوي على الافكار المعيقة
و مع ذلك للاسف تجد بعض من الناس يحصرون أنفسهم في خيارات أقل أو يتحسرون على الماضي و البعض ما زال يعتقد أن الفرص محدودة بوقت معين بل إن الفرصة تأتي مرة في العمر و هذا خاطئ كليا
في نفس الوقت و مثلما يتجه العالم للتوسع نحو خيارات و فرص أكبر تأتي معها تحديات أكبر و مشاكل أكبر
فمثلا شراء منزل بمساحة 200 متر مربع يجعل مسؤولية المنزل تنحصر في نظافة غرفتين أو ثلاث و مطبخ و صالة و حمام أو اثنين مثلا و تنظيف السيارة و طبخ الطعام و غسل الملابس و بعض الصيانة من وقت لآخر
بينما شراء قصر يتطلب مسؤوليات أكبر مع اتساع المساحة فيصبح من الصعب القيام بكل تلك المهام و توزيعها على اثنين أو ثلاثة ستدعو الحاجة لتكوين فريق مكون ممن ينظف الغرف و يغسل الملابس و آخر يطبخ و آخر يعتني بالحديقة و واحد يشرف عليهم جميعا
فمع اتساع الإمكانات و الفرص و الموارد تتسع المسؤوليات و المهام و التحديات و تتجه الحياة نحو التعقيد بنفس المقدار الذي تتجه فيه نحو البساطة
و تتسع الخيارات ايضا للشر و للدمار
فمثلما يوجد أشخاص يسعون لحياة أفضل يتفنن البعض بجعل الحياة أكثر صعوبة و لكن بخيارات متعددة و يتللذذون بجعل الناس يعانون بعدة أشكال لأن حتى الأمراض النفسية تنوعت و أصبحت معقدة و لها جوانب متعددة و علاجها يتطلب شخص يفهم بشكل أوسع مدى الاضطراب الذي قد يصل إليه بعض الناس
في كل هذا يجب أن نحدد إلى أين نتجه فكل شي أصبح أكثر توفرا و تنوعا و يوجد فرصة لنكون أشخاص أفضل او فرصة لنكون من المفسدين في الأرض و التوجه نحو التيارات المدمرة
فإلى أين تتجه هو أفضل سؤال يطرحه الإنسان على نفسه حتى يقيم وضعه في محيطه و يقرر ما إذا كان توجهه يخدمه و يخدم من حوله أم لا و هل يتسع ذهنه و فكره و حركته و تتسع مشاعره و حواسه و روحه بنفس الوتيرة التي يمشي بها الكون ام أنه متخلف و متراجع
لأن التوسع هو عملية أساسية نحو التغيير فلا شي يتغير ما لم تتسع له المساحة للتغيير
فإلى أين تتجهون

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    ما هو اتجاهك

    مدة القراءة: 3 دقائق

    العالم يتسع أكثر و أكثر
    أنه يتسع في الخيارات بشكل متزايد
    فلطالما كان التنوع موجودا في كل شي و لكن فرص التنوع في ازدياد مع اتساع الخيارات أمام البشر و مع إتساع إدراكهم بأنفسهم و بامكاناتهم و إدراكهم لمدى التنوع في الكون
    فالخيارت منذ عشر سنوات ليست مثل الخيارات قبل عشرين ثلاثين أو أربعين سنة
    و هي بالتأكيد الآن أكثر اتساعا من إي وقت مضى
    فخيارات التواصل حيث كان الناس يتواصلون بالرسائل الورقية و بالهاتف الأرضي و قبلها كانت الناس تسافر لكي تنقل معلومة و كانت الأمور تأخذ وقتا أطول بعكس الآن حيث اتسعت الخيارات منذ ذلك الوقت و الآن أصبح بالإمكان التحدث مع صديقك في بلد اخر و رؤيته و التفاعل معه
    حدث اتساع لمصادر المعلومات ، ففي وقت كان البيت و المدرسة و الشارع هو مصدر المعلومات و تتوفر أيضا الكتب و كانت في وقت من الأوقات تتوفر للبعض دون الآخر ، لكن الآن تعددت المصادر و الخيارات للوصول لتلك المصادر
    الآن الناس يمتلكون فرص للتعبير عن أنفسهم أكثر مما كانوا يفعلون قبلا و المشاعر و الأفكار تتسع و تتنوع و تأخذ مساحة أكبر من ما مضى و يعبر الناس عنها بشكل أفضل و بأكثر من طريقة
    و بدلا من وجود حلم في الذهن و الخيال عن بلد في بطاقة بريدية معلقة في حائط الغرفة فالآن كل المعلومات تتوفر عن كل البلدان و بإمكانك أن ترى الحلم بأكثر من صورة
    تعددت الأذواق في الملبس و المأكل و المشرب و الأغاني و الفنون و العلوم و في كل شئ تقريبا و أصبح المخترعين يخترعون بوسائل أسرع و أسهل من ذي قبل
    و كلما تقدمنا بالزمن تتنوع الحياة من كل جوانبها و تقل المحدودية في الخيارات
    و معها تنوعت طرق التفكير و التوجهات و التاثرات بما ان المحيط اتسع أكثر مما أتاح للناس فرص للتحرك نحو اتجاهات جديدة في الحياة و خلق فرص مجنونة و متجددة للحياة
    أصبح الناس حاليا ينبذون بعض مظاهر التحضر لأنها في الداخل تحمل بعض صفات التخلف مثل التوجه نحو الطاقة النظيفة لأن الاستهلاك الحالي للطاقة أصبح يدمر أشكال الحياة في البر و البحر و حتى في الغلاف الجوي
    فرص العمل الحر أصبحت أوسع نسبة لتوسع خيارات الأفكار الجديدة و الفكرة التي كنت تقولها و انت في السادسة من عمرك و يضحك عليها اهلك لكنها مبتكرة بإمكانك الآن تطبيقها و لا يمنعك منها إلا نفسك التي تحتوي على الافكار المعيقة
    و مع ذلك للاسف تجد بعض من الناس يحصرون أنفسهم في خيارات أقل أو يتحسرون على الماضي و البعض ما زال يعتقد أن الفرص محدودة بوقت معين بل إن الفرصة تأتي مرة في العمر و هذا خاطئ كليا
    في نفس الوقت و مثلما يتجه العالم للتوسع نحو خيارات و فرص أكبر تأتي معها تحديات أكبر و مشاكل أكبر
    فمثلا شراء منزل بمساحة 200 متر مربع يجعل مسؤولية المنزل تنحصر في نظافة غرفتين أو ثلاث و مطبخ و صالة و حمام أو اثنين مثلا و تنظيف السيارة و طبخ الطعام و غسل الملابس و بعض الصيانة من وقت لآخر
    بينما شراء قصر يتطلب مسؤوليات أكبر مع اتساع المساحة فيصبح من الصعب القيام بكل تلك المهام و توزيعها على اثنين أو ثلاثة ستدعو الحاجة لتكوين فريق مكون ممن ينظف الغرف و يغسل الملابس و آخر يطبخ و آخر يعتني بالحديقة و واحد يشرف عليهم جميعا
    فمع اتساع الإمكانات و الفرص و الموارد تتسع المسؤوليات و المهام و التحديات و تتجه الحياة نحو التعقيد بنفس المقدار الذي تتجه فيه نحو البساطة
    و تتسع الخيارات ايضا للشر و للدمار
    فمثلما يوجد أشخاص يسعون لحياة أفضل يتفنن البعض بجعل الحياة أكثر صعوبة و لكن بخيارات متعددة و يتللذذون بجعل الناس يعانون بعدة أشكال لأن حتى الأمراض النفسية تنوعت و أصبحت معقدة و لها جوانب متعددة و علاجها يتطلب شخص يفهم بشكل أوسع مدى الاضطراب الذي قد يصل إليه بعض الناس
    في كل هذا يجب أن نحدد إلى أين نتجه فكل شي أصبح أكثر توفرا و تنوعا و يوجد فرصة لنكون أشخاص أفضل او فرصة لنكون من المفسدين في الأرض و التوجه نحو التيارات المدمرة
    فإلى أين تتجه هو أفضل سؤال يطرحه الإنسان على نفسه حتى يقيم وضعه في محيطه و يقرر ما إذا كان توجهه يخدمه و يخدم من حوله أم لا و هل يتسع ذهنه و فكره و حركته و تتسع مشاعره و حواسه و روحه بنفس الوتيرة التي يمشي بها الكون ام أنه متخلف و متراجع
    لأن التوسع هو عملية أساسية نحو التغيير فلا شي يتغير ما لم تتسع له المساحة للتغيير
    فإلى أين تتجهون

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين