ولماذا فسدت النفوس وفسدت من بعدها الأوطان ..؟
لقد عملت 5 سنوات في القطاع و 15 عشر عام في القطاع الحكومي ومن بين ال 15 عام خمسة اعوام عمل حر بالكوتشينج والتدريب ... لماذا هذه المقدمة التي من خلالها عرفت معنى الكفر الحقيقي و رأيته يطبق عملياً في أروقة المؤسسات و يتكاثر في ملفات الاعمال كما تتكاثر الفيروسات لا حصر لها و لا عدد
الكفر هو تغطية الحقائق و اخفائها بدعوى اظهار صورة ما لها اطر محدد في ذهن الكافر و جعلها دائما تلمع بغض النظر عن العفن الحاصل بالداخل ... و هو عملية تعليمية بحتة تبدأ من الطفولة حتى الهرم من لحظة تعليمنا بأن لا نبكي عند الحزن او أن تعرضنا للضرب أو الأهانة خوفاُ من أن يقولوا عنا ضعفاء ومن شمانة الشامتين فينا لذلك يجب أن نغطي على حالاتنا الشعورية بحالة معاكسة واظهار انفسنا بالصورة البراقة السعيدة المبتسمة دائماُ .. وكبرت حتى باتت الاغطية لا حصر لها فأصبحنا نغطي فقرنا المالي بقروض تظهإنا أغنياء و في الداخل نتآكل ماليا و نفسياً
وبدانا بتغطية مشاعرنا حتى أصبحنا قنابل قابلة للأنفجار و لكثرة الأغطية تهنا في داخل أنفسنا نعاني دون أن نعلم المشكلة .. هذا على الصعيد الشخصي ..
فلنذهب للصعيد العملي ولنرى هو الكفر الحاصل من التغطية والمواراه على كل ما هو خطأ داخل المؤسسات من تقصير في الاعمال و مخالفات تجنبا ً للعقوبة أو المسائلة و لو لم يكن المسؤل المباشر هو السبب ف هذا القصور او التردي .. فعندما تبعت المؤسسات العليا المشرفين والمراقبين لتفقد الأحوال يتم خداعهم بعلمهم وبغير علمهم عن حقيقة الامر واظهار اننا في افضل حال فيذهب للمسؤول ويطمئنه ان ل الامور تسير على مايرام .. الذي غطى الحقيقة أراد حماية نفسه او حماية مصالحها المتعلقة بغيره من مسؤولين مقصرين و فاسدين ..والكل يغطي على الكل لتسير امورهم واعمالهم الفردية الخاصة
هذه الحقيقة التي أفسدت انفسنا اولا ثم أفسدت بلداناً كاملة و هرب المسؤول من المحاسبة و العقاب و بقي الفساد يتكاثر الى الدرجة التي يصعب فيها السيطرة عليه فكل بغطي على الكل
أذكر في احدى السنوات تم استضافة مؤتمر عربي في بلدنا .. وقبل ان ياتي رسموا مخططاً محداا لمسير مواكب الضيوف .. فعلموا على تحسنها وتزفيت التالف من شوارعها وأصبحت خريطة مخربطة من الاناقة والجمال و المحددة بمسير الضيوف وعلى قدر امتداد النظر الذي يستطيعه الزائر كان لامعاً براقا .. وأذكر جيدا الحفرة الكبيرة في الشارع والتي للأسف خرجت من مرمى الزائر فلم يحالفها الحظ بالتغطية
عملوا جاهدين لتغطية حقيقة الشوارع فكيف بباقي ملفات الدولة والناس والاعمال ..
يرسل المدير مشرفون فيتم رشوتهم بضيافة فاخرة للتغطية ... ياتي مسؤول أعلى لا يقبل رشوة والهدف من قدومه معرفة الخلل للتطوير لا للمحاسبة فتغطي عنه الحقائق أيضا .. فيموت التطوير ويعيش الفاسد سالما منعماً في بيئته الصالحة جداً نفوس مظلمة و أرض خصبة بالبكتيريا لموت كل ما هو جميل
لماذا أصبح الكافر كافرا عندما بدأت التغطية من الطفولة فلم يعد بعرف نفسه ولانه لا يعوف نفسه عندما يمتحن يفشل فيفسد ليصبح كافر مفسد للأسف الشديد
كذلك الامر حصل في كتب التاريخ وفي الأديان و التفاسير .. كفروا وكانوا كافرين وانتشرا وهم يعتقدوا انهم عابدون احد أهم الأغطية وأكثرها سوءا
في كل يوم أزداد يقيناً ان كل ما نحن به استحقاقا عاليا جدا لنا حق مطلق لما جنته أيدينا .. و نزداد يقينا بقول الله الحق أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ..
الاختبارت من أروع الأدوات التي تنظفك من الاغطية تجرأ و خض تجربة تكن بها مسؤول لتعرف نفسك أكثر و بوعي و حضور لتطهر نفسك أولا باول فما إن زال الغطاء ظهر النور و لتعلم ان جميع الناس بدأو كافرون حتى وعي بعضهم و ازالوا الأغطية عنهم ليصبحوا مؤمنين ...
دمتم مؤمنين
غادة حمد
عيشها صح