مجرد ... كلمات

»  مجرد ... كلمات
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

 

ترى هل ما هو مكتوب بالصورة كلمة أم جملة من عدة كلمات ..ترى هل سيشتغل الدماغ بها لتحليها واتقان قرائتها ..هل ستعمل هذه الكلمة على اتساع دماغنا واعماره بشيء ..

لا ينحصر الفكر العربي فقط بالموروث من العادات والتقاليد و الأفكار التي و رثت عبر الأجيال بل امتد الحصر ليشمل اللسان والكلمات .
الاحصائيات العالمية في اللغة تقول أن الحصيلة اللغوية للإنسان الغربي في الحديث اليومي هي 16 ألف كلمة .و الحصيلة اللغوية للأنسان العربي هي ثلاثة آلالاف كلمة تنحصر باللهجة العامية الضيقة جدا بحجم ضيق العقول (الغربي متفوق بعدد الكلمات المستخدمة وفي كل شيء ) ولغتنا التي تتناقص عبر كل جيل كما تتناقص الانجازات و الابتكارات والتقدم والاتساع .فكلما عدنا بالتاريخ للوراء لوجدنا أن كل عصر ماضي كان افضل من الحاضر و لو دققنا اكثر لوجدنا كلمات أكثر استخدمت في تلك العصور بالاضافة الى الشعر والادب موزون القافية وكبار الشعراء الذين أبدعوا بكلمات تحتاج التفاسير منا الآن لفهمها واستيعابها ..والتي بدأت تتلاشي من حياة الكثيرين .
و لو عدنا أيضا لحياة رسولنا الكريم و تأملنا ارساله الى الصحراء بداية نشأته لتعلم اللغة العربية والفصاحة على لسان العرب المتحدثين بطلاقة لهذه اللغة الواسعة والقوية لوجدنا أن لا بد لها أهمية كبيرة في وعي وتطور الانسان ..
وليست العربية فقط بل كل اللغات بجميع مفرداتها مع تميز اللغة العربية على باقي اللغات الذي لم يتبقى لنا منها سوى ثلاثة آلاف كلمة عامية أي مكسورة في موقعها اللغوي الفصيح .
أما القرآن الكريم محتواه اللغوي 50 ألف كلمة ..وهو لسان عربي معجز .. عندما كانت الحصيلة اللغوية للعربي 50 ألف كلمة أي تفوق حصيلة الغرب بأضعاف و تفوق حصيلة العرب قبل الاسلام وتفوق حصيلة العرب الآن اللغوية .. فكان لنا الشأن الأكبر في عصور خلت ..فاتساع اللغة ..يعني اتساع بالخيال والمنطق والابداع والابتكار فهي أدوات توسع دائرة التفكير والإدراك قي عقل الانسان .فالخيال أول الطريق للإبداع ..

Weight loss product

و لو درسنا طريقة عمل عقولنا لوجدنا أنه يتبع قانون الكون الحاكم و هو قانون الإتساع حسب ما يرى العلماء . فكل معلومة او كلمة جديدة تضيفها لقاموسك تنشأ عصبون جديد في الدماغ ..هذا الانشاء يعني اتساع .اتساع في الدماغ .وكما الفكرة في الدماغ تتسع و تنتشر و تزداد كذلك الكلمة ..مما يزيد من خياراتك و يرفع من وعيك ..
لو قارنت فكر رجل عربي الآن يتحدث الإنجليزية إضافة الى 3 ألاف كلمة المخزنة لدية ستجد عقله متسع اكثر من من لا يعرف شيء عن الإنجليزية ..هناك في الذهن اتساع ..
لو سألت شخص كيف حالك ؟ سيعبر لك بكلمات عامية مكررة مثل .. الوضع تعبان ..مدمر ..ماكل هوا .. تعميم بكلمات ضيقة تزيد من ضيق خيارات الانسان وتنتشر في هذا الاطار المحصور لتوسع المعاناه لتشمل كل ملفات حياته ..
بينما لو استخدم كلمة ..مزعوج من .. مستاء من كذا .. وسع دائة كلماته للتعبير بدقة عن مشاعره و حاله ..هنا تضييق على السيء وحصره في مجال محدد و واضح . مما لايسمح بنشر مالا يحب على كل ملفات حياته الذي سيوسع دائرة نجاحة لباقي الملفات ..
قوة الكلمة واتساع المرادفات لها واتقان التعبير عن الحال باستخدام الأداة المناسبة يوسع عليك حياتك .ويرفع من وعيك الذي سيخرجك من دائرة الضيق التي تعيش فيها ..
في كل المواقف ترى الناس يعبرون بكلمات ضيقة محصورة ..لو فشل في الحب او فشل في الدراسة او المشروع تجده يعبر بنفس الكلمات التي لا تفيد حقيقة ولا تحسن وصف المشاعر بدرجتها الحقيقة بل تضاعفها لتجعل من الحياه بداخلة لا تطاق على جميع المستويات ..
أشعر بـ
بالبهجة ... بالسرور .. الحنين لـ. الانزعاج من ... الامتنان ..الحب ..الشوق لـ .. المودة لـ ..الغضب من .الحيرة بـ ..الاستياء من .. بالمتعة ..بالغبطة ..بالغيرة من .. بالقلق من ..بالنصر ..بالقوة في .. بالضعف .. بالاحتفال .. الاندماج ..الازدهار ..بالنقص في ..بالابداع ..بالنمو ..
لو قارنت بين موظف يتقن الانجليزية و موظف آخر لا يتقنها .. ستجد الأول خياره بالتقدم أكبر بكثير من الثاني وهي في النهاية كلمات ..وسعت الفرص و الخيارات ..
إن كان لسانك غير قادر على الاتساع فكيف سيتسع عقلك بما هو أعظم من الكلمات و إن اخترت الغوص في بركة ماء عن من ماء البحار فكيف ستغوص لتنال الدر الكامن في الأعماق .. تمعن في كلمات حافظ ابراهيم ..في زمن كان لنا فيه بعض الهوية و بعض الحدود .

أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سئلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

الوعي هو ادراك الاتساع ابتداء من الجسد والنفس و الروح هذا الإدراك ينشىء الاتصال . لا ينشىء اتصال بخيار واحد مع نفسه . فتعامل الناس مع انفسهم على انهم واحد هنا ضيق وليس اتساع فكيف سينشء اتصال مع نفسه إن لم يعي انه ليس واحد ..فقد الاتصال ..وإن أدرك اتساعه بنفس وجسد و روح يبدأ بإنشاء اتصال مع البحث عن الأدوات اللازمة التي تنجح هذا الاتصال . وكذلك الأمر في خيارات حياته المختلفة ..
لذلك ابدأ بتوسيع دائرة الكلمات في حياتك واستشعر تلك الكلمات .. إقرأ القرأن الكريم و اتقن لفظ كلماته وحاول تدبرها ففيه اتساع لا تتيحه أعرق اللغات . اصنع قاموسا جديدا واسعا ليس له حدود لتتسع معه أفق حياتك .. على كافة المستويات فهي مجرد كلمات ..

غادة حمد ... عيشها صح

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    مجرد ... كلمات

    مدة القراءة: 4 دقائق

     

    ترى هل ما هو مكتوب بالصورة كلمة أم جملة من عدة كلمات ..ترى هل سيشتغل الدماغ بها لتحليها واتقان قرائتها ..هل ستعمل هذه الكلمة على اتساع دماغنا واعماره بشيء ..

    لا ينحصر الفكر العربي فقط بالموروث من العادات والتقاليد و الأفكار التي و رثت عبر الأجيال بل امتد الحصر ليشمل اللسان والكلمات .
    الاحصائيات العالمية في اللغة تقول أن الحصيلة اللغوية للإنسان الغربي في الحديث اليومي هي 16 ألف كلمة .و الحصيلة اللغوية للأنسان العربي هي ثلاثة آلالاف كلمة تنحصر باللهجة العامية الضيقة جدا بحجم ضيق العقول (الغربي متفوق بعدد الكلمات المستخدمة وفي كل شيء ) ولغتنا التي تتناقص عبر كل جيل كما تتناقص الانجازات و الابتكارات والتقدم والاتساع .فكلما عدنا بالتاريخ للوراء لوجدنا أن كل عصر ماضي كان افضل من الحاضر و لو دققنا اكثر لوجدنا كلمات أكثر استخدمت في تلك العصور بالاضافة الى الشعر والادب موزون القافية وكبار الشعراء الذين أبدعوا بكلمات تحتاج التفاسير منا الآن لفهمها واستيعابها ..والتي بدأت تتلاشي من حياة الكثيرين .
    و لو عدنا أيضا لحياة رسولنا الكريم و تأملنا ارساله الى الصحراء بداية نشأته لتعلم اللغة العربية والفصاحة على لسان العرب المتحدثين بطلاقة لهذه اللغة الواسعة والقوية لوجدنا أن لا بد لها أهمية كبيرة في وعي وتطور الانسان ..
    وليست العربية فقط بل كل اللغات بجميع مفرداتها مع تميز اللغة العربية على باقي اللغات الذي لم يتبقى لنا منها سوى ثلاثة آلاف كلمة عامية أي مكسورة في موقعها اللغوي الفصيح .
    أما القرآن الكريم محتواه اللغوي 50 ألف كلمة ..وهو لسان عربي معجز .. عندما كانت الحصيلة اللغوية للعربي 50 ألف كلمة أي تفوق حصيلة الغرب بأضعاف و تفوق حصيلة العرب قبل الاسلام وتفوق حصيلة العرب الآن اللغوية .. فكان لنا الشأن الأكبر في عصور خلت ..فاتساع اللغة ..يعني اتساع بالخيال والمنطق والابداع والابتكار فهي أدوات توسع دائرة التفكير والإدراك قي عقل الانسان .فالخيال أول الطريق للإبداع ..

    و لو درسنا طريقة عمل عقولنا لوجدنا أنه يتبع قانون الكون الحاكم و هو قانون الإتساع حسب ما يرى العلماء . فكل معلومة او كلمة جديدة تضيفها لقاموسك تنشأ عصبون جديد في الدماغ ..هذا الانشاء يعني اتساع .اتساع في الدماغ .وكما الفكرة في الدماغ تتسع و تنتشر و تزداد كذلك الكلمة ..مما يزيد من خياراتك و يرفع من وعيك ..
    لو قارنت فكر رجل عربي الآن يتحدث الإنجليزية إضافة الى 3 ألاف كلمة المخزنة لدية ستجد عقله متسع اكثر من من لا يعرف شيء عن الإنجليزية ..هناك في الذهن اتساع ..
    لو سألت شخص كيف حالك ؟ سيعبر لك بكلمات عامية مكررة مثل .. الوضع تعبان ..مدمر ..ماكل هوا .. تعميم بكلمات ضيقة تزيد من ضيق خيارات الانسان وتنتشر في هذا الاطار المحصور لتوسع المعاناه لتشمل كل ملفات حياته ..
    بينما لو استخدم كلمة ..مزعوج من .. مستاء من كذا .. وسع دائة كلماته للتعبير بدقة عن مشاعره و حاله ..هنا تضييق على السيء وحصره في مجال محدد و واضح . مما لايسمح بنشر مالا يحب على كل ملفات حياته الذي سيوسع دائرة نجاحة لباقي الملفات ..
    قوة الكلمة واتساع المرادفات لها واتقان التعبير عن الحال باستخدام الأداة المناسبة يوسع عليك حياتك .ويرفع من وعيك الذي سيخرجك من دائرة الضيق التي تعيش فيها ..
    في كل المواقف ترى الناس يعبرون بكلمات ضيقة محصورة ..لو فشل في الحب او فشل في الدراسة او المشروع تجده يعبر بنفس الكلمات التي لا تفيد حقيقة ولا تحسن وصف المشاعر بدرجتها الحقيقة بل تضاعفها لتجعل من الحياه بداخلة لا تطاق على جميع المستويات ..
    أشعر بـ
    بالبهجة ... بالسرور .. الحنين لـ. الانزعاج من ... الامتنان ..الحب ..الشوق لـ .. المودة لـ ..الغضب من .الحيرة بـ ..الاستياء من .. بالمتعة ..بالغبطة ..بالغيرة من .. بالقلق من ..بالنصر ..بالقوة في .. بالضعف .. بالاحتفال .. الاندماج ..الازدهار ..بالنقص في ..بالابداع ..بالنمو ..
    لو قارنت بين موظف يتقن الانجليزية و موظف آخر لا يتقنها .. ستجد الأول خياره بالتقدم أكبر بكثير من الثاني وهي في النهاية كلمات ..وسعت الفرص و الخيارات ..
    إن كان لسانك غير قادر على الاتساع فكيف سيتسع عقلك بما هو أعظم من الكلمات و إن اخترت الغوص في بركة ماء عن من ماء البحار فكيف ستغوص لتنال الدر الكامن في الأعماق .. تمعن في كلمات حافظ ابراهيم ..في زمن كان لنا فيه بعض الهوية و بعض الحدود .

    أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سئلوا الغواص عن صدفاتي
    فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
    فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
    أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
    أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

    الوعي هو ادراك الاتساع ابتداء من الجسد والنفس و الروح هذا الإدراك ينشىء الاتصال . لا ينشىء اتصال بخيار واحد مع نفسه . فتعامل الناس مع انفسهم على انهم واحد هنا ضيق وليس اتساع فكيف سينشء اتصال مع نفسه إن لم يعي انه ليس واحد ..فقد الاتصال ..وإن أدرك اتساعه بنفس وجسد و روح يبدأ بإنشاء اتصال مع البحث عن الأدوات اللازمة التي تنجح هذا الاتصال . وكذلك الأمر في خيارات حياته المختلفة ..
    لذلك ابدأ بتوسيع دائرة الكلمات في حياتك واستشعر تلك الكلمات .. إقرأ القرأن الكريم و اتقن لفظ كلماته وحاول تدبرها ففيه اتساع لا تتيحه أعرق اللغات . اصنع قاموسا جديدا واسعا ليس له حدود لتتسع معه أفق حياتك .. على كافة المستويات فهي مجرد كلمات ..

    غادة حمد ... عيشها صح

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين