هذا السؤال الذي يسأله الكثير من المبتدئين في مجال الوعي. السؤال يوحي أن هناك بداية للوعي ونهاية لكن الحقيقة أن الوعي حالة نعيشها طوال الوقت وهي ليست درجة يصل إليها الإنسان ويتوقف. الوعي في جوهره هو إدراك من نكون بالنسبة لأنفسنا وبالنسبة للآخرين وللحية ككل. وهذا يجعلنا نتخذ قرارات إما حمقاء أو حكيمة بناء على ما توصلنا إليه من إدراك.
لذلك لا توجد بداية للوعي وإنما على الإنسان أن يبدأ بما يعرف ويطبقه في حياته وعندما يفعل سيفهم أكثر. لن تتغير الظروف في يوم وليلة ولكنها ستتغير مع مرور الوقت وإكتساب المزيد من التجربة. الذي يحدث في الحقيقة أن كثير من الناس لا يصبرون على أنفسهم ولا يريدون ترك الأمور تسير حسب تسلسلها الطبيعي لذلك ييأسون ويدمرون كل شيء، ثم بعد فترة يعودون للبناء من جديد.
الوعي في حد ذاته شيء عملي ولذلك أستغرب من الذين يتوقعون أنهم سيدخلون في الوعي لمجرد أنهم قرأوا كتابا أو حضروا دورة تدريبية. كل ما تقرأه وكل ما تتعلمه بأي وسيلة يجب عليك أن تطبقه في حياتك اليومية قدر المستطاع ولن تستطيع تطبيقه مادمت غاضبا من العالم. هناك كمية غضب كبيرة يعاني منها الناس. لا يريدون تعلم التقبل ولا يريدون الصبر ولا يريدون أن يكونون رحماء بأنفسهم ثم يلومون الوعي
أستطيع تفهم أن هناك من يحتاج لمساعدة محترفة ولكن هذا أيضا يحتاج إلى صبر ومثابرة وإلى أن يستثمر الإنسان في نفسه. تردني كل يوم رسائل لا عدد لها تسأل وتسأل وتسأل في أشياء قد تحدثت عنها، كل مبادىء الوعي وفرتها بلا مقابل وكذلك فعل أكثر المدربين. لا توجد ندرة في المعلومات أبدا لكن هذا لا يعني أنها مسؤلية المدربين تكريس الوقت لكل إنسان على حدة. مهما جهدنا ومهما تعاطفنا فإن العدد كبير ولن نستطيع مساعدة الجميع إلا على حساب أوقاتنا ومستقبلنا. لا يمكن أن تتوقع أن المدربين سيتركون حياتهم ومستقبلهم من أجل شرح مبادىء الوعي التي تم شرحها أساسا ومرارا وتكرارا. يجب أن تتحمل مسؤلية حياتك وتكسب المعرفة وتحافظ عليها. إن كنت تبني ثم تهدم كيف سيستطيع أي إنسان مساعدتك؟
البعض يسأل، أي كتاب أقرأ؟ توجه للمكتبة وإقرأ الكتب وأنظر أيها ترتاح له. لا أستطيع تحديد كتاب معين لأن كل كتاب له روح وله نكهة وما يروق لي قد لا يروق لك. دائما تحلى بالبصبر ولا تخدع نفسك ثم تقول الخلل في الوعي