هي العادة التي لا تختفي نهائياً من المجتمعات العربية بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد و عيد الأضحى المبارك .. و من الجميل و المهم جداً أن نعتني بأمر النظافة في منازلنا فالنظافة تضمن لنا بالتأكيد بيئة مريحة و منعشه ..
لكن من المؤسف حقاً أن تتحول النظافة لحرب ضروس تشنها ربات المنازل على معظم أفراد العائلة خصوصاً على الإناث المتواجدات داخل المنزل أو على الخدم حيث تبدأ الأعمال الشاقه و السنوية و المملة حقاً و بكل صراحة !!
من المضحك و المحيّر جداً أن النظافة تمتد لتشمل أماكن مهجورة و لا يمكن الإلتفات لها و لا التفكير فيها سوى في بعض الأعياد على الأرجح !
ما تحت الأسرّة و بيوت العناكب المهددة بالإنقراض في زوايا الغرف أو ما وراء أطقم الجلوس .. نفض الغبار و غسل الأواني التي لن و لم تستخدم سوى لبعض الضيوف أو لعرضها فقط في بعض الدواليب ذات الواجهه الزجاجية كنوع من الزينه و الإستعراض أحياناً .. نظافة الجدران .. تركيب الستائر .. غسل السجاد
هذا غيضٌ من فيض و القائمة لا زالت تحوي أصنافاً أخرى !!
ينتابني بعض التذمر و أقول بلهجتنا السودانية الجميلة : ( يعني نحن لمن ننضف تحت السراير حنضيف الضيوف تحتا !! لييييه بس ) ههههه اقولها و أنا أتذمر حقاً و أتعجب أحياناً
نحن نبصم و نؤكد بأن النظافة بمختلف أشكالها نحتاجها و لكن أن تكون النظافة موسمية و كننا نتفاجأ باننا نعاني من الأوساخ المخزنة أو هكذا نظن في مواسم العيد و المناسبات ..
لنقف قليلاً و لنتمعن جيداً في الوجه الآخر لجملة نظافة العيد
العيد هو الفرحة و الهدية الربانية المبهجه لنا .. العيد هو التسامح و النقاء و الصفاء و السلام الداخلي أولاً قبل أن يكون على جدران المنزل أو تحت الأسرة و في المفارش الفخمة التي تختفي و تظهر مع ظهور العيد و المناسبات الهامة !
نبذل الكثير من الجهد و نمضي الساعات الطوال تعباً و إرهاقاً كي يبدو المنزل في أبهى حلة و لا نمضي ذات الوقت كي نبدو في أبهى حلة في قلوبنا
نظافة العيد تعني أن نبدأ في الترتيبات اللازمة و التنظيفات الضرورية التي تساعدنا على البدء من جديد تزامناً مع بهجة العيد
العيد يبدأ في الداخل ليمتد في الخارج فلا فائدة من منازل نظيفة و أسرّة مرتبة و ستائر فخمة و فوق كل هذا و ذاك تعج الزيارات الأسرية و لقاءات الأصدقاء و النزه بالغيبة و النميمة و الحسد و الغل و ذم الحياة و لعن الظروف !
فأين العيد إن لم يكن بهجة
فلنبدأ أصدقائي باستقبال عيدٍ مختلف نكون فيه أكثر تسامحاً و حباً و رحمة مع أنفسنا ثم مع الحياة و مع من حولنا
و كل عام و أنتم بألف خير