إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴿١٩ آل عمران﴾
الإسلام .... المسمى التاريخي الذي احتكره العرب لأنفسهم لمئات السنين و حاربوا و قاتلوا و قُتلوا من أجله . و هم في الحقيقة لا يعرفون ما هو الإسلام ظانين سوء الظن برب العباد انه خصهم و حدهم بهذا الدين دون خلق الله و جعل الآخرين في امتحان عظيم بالبحث عن الإسلام من خلال من مثله أسوء تمثيل .. و قد فشل بنظرهم ثلثي أهل الكوكب فلم يتبعوا الاسلام الذي هو بنظرهم شريعة محمد عليه الصلاة والسلام .. و كالعادة لم يقرئوا القرآن و لم يعرفوا أن ابراهيم كان حنيفا مسلما وأن يعقوب كان مسلما و سليمان و كل الأنبياء كانوا مسلمين و ديانتهم هي الإسلام و من تبعهم الى يوم الدين فهو الدين الوحيد الذي هو دين الله و الفرق مسلم من اتباع من ..
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا ﴿٦٧ آل عمران﴾
{ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (البقرة:132).
{أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} (البقرة:133).
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨ النمل﴾..
ألم يفكر مسلمي العرب ومجرميهم بمعنى كلمة الإسلام لسيدنا ابراهيم ويعقوب وسليمان .. ما معنى انهم مسلمين في الوقت الذي يقول فيه العرب أنهم وحدهم هم المسلمون . ألم يتوقف أحد ما من المنشغلين بحفظ القرآن و يتسائل ما معنى دعوة يعقوب لأبنائه بأن لا يموتن الا و هم مسلمون ..ماذا يعني الإسلام ليعقوب إذن ؟
الإسلام .. بتعريفنا و الذي نسي معناه الكثيرون هو من سلم الناس من يده و لسانه .. بأبسط تعريف لدينا ..فهل سلم الناس من ألسنة بعضهم و أيديهم ..هل سلموا من الغيبة و القذف والسرقة و القتل و الظلم و الافتراء وووووو ... هل سلم المسلم بحسبتنا نحن من يد و لسان المسلم .. أم طالت ألسنة من قال أنه مسلم الى آخر بقاع الأرض و ما استطاعت أن تطاله يده ..إذن بهذا فقط يجب الإقرار بأننا لسنا مسلمين .. بالرغم من أن هذا تعريف سطحي و بسيط للإسلام ..
فالاسلام هو التسليم للفطرة السليمة و التشريع الأزلي بالتحريم و القوانين الكونية والعلمية والإنسانية والقيمية والعيش بهما أمرا مسلماً لا جدال فيه ..
فالفطرة السليمة اتحاد و موائمة مع التشريع و التحريم عبر الأزل و الذي نزل عند كل الشرائع دون استثناء .تنفذ أو تخالف ذلك شأنك . و ما كان عكس المسلم إلا المجرم الذي خالف فطرته السليمة و التشريع الأزلي ليصبح مجرما سواء كان من
أتباع محمد رسولنا الكريم أو من أتباع عيسى عليه السلام او من أتباع أي رسول عليهم الصلاة و السلام جميعا ً ..
فمن قتل بغير حق أو سرق أو ظلم أو اغتصب و زني و أفسد في الأرض و سعى لخرابها هو مجرم و ليس مسلم بغض النظر من يتبع هو من رسول ومن أي ملة كان ..هو ليس مسلم قطعا ..عربيا أو غربيا أو شرق أسيوي .
"أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون" .أليس مسلمينا الآن يقتلون و يسرقون و يزنون و يفسدون في الأرض بالظلم ونشر الجهل وقذف النساء قبل الرجاء ويرتكبون كل المحرمات وفي نفس الوقت نقول لكل سفاهه لا باس المهم نحن مسلمون فبأي إمارة فالله يقول ليس المسلم كالمجرم .. و نحن نقول مجرم مسلم .. ولم نوفي حتى حديث المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ..فبأي عقول بفكرون .. ونخرج للعالم ونقول عنهم كافرون ونحن لم ندخل الإسلام بعد ونريد من العالم الدخول فيه . وما زالوا لايعلمون ما هو الإسلام ..
فالدعوة الى دين الله لا تكون بدعوتهم لاتباع نبي و في نظري ما هو غلا تبجح وتعالي على الله قبل على الناس بان الله خصنا بما لم يخص به غيرنا بالإسلام و لا أعلم بأي ميزة يعتقدون أن الله خصنا دون غيرنا .. بل تكون الدعوة بمكارم الأخلاق عيشا و تطبيقا واتباع الفطرة السليمة للإنسان و التي ستقود صاحبها تلقائيا الى الله دون وسطاء و لا تكفير و لا حد السيوف ..لمن صدق النية ..
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي للفطرة ..فكل ما المكارم والمعارف التي تخص الشخص موجوده في فطرته إما ان يتبعها أو يعارضها ..فإن كان لك دور فهي أن تحاول مساعدة الناس للعودة الى فطرتهم وبالحكمة والموعظة الحسنة وتغير خيارهم المخالف لفطرة و أمر الله و ليس تغيير دين فقط لأنك تتبعه .. فمن أنت من وجهه نظره . و من ذلك الذي سيعلمني من وجهة نظرك .. عش انسانيتك لتستنير و تعرف الطريق المستقيم الذي ندعوه في فاتحة كل صلاة .فلا نقتل و نحارب ونكفر غيرنا من أجل نشر إسلام لم نسلم به بعد .
كن الاخلاق التي تمشي على الأرض والمكارم التي زرعت بالفطرة حتى يشار لك بالبنان ويسال عنك و عن دينك ومن تتبع فيتبعوك بما رقى منك من مكارم الاخلاق والاعمار والنفع و دون جهد منك ودون دماء ,,
فكيف سيكون الاسلام دين الله إن لم يكن كذلك .. فالشمس والقمر لله مسلمين طوعاً وأمرا ولن يكونا إلا مسلمين لذلك تدور الشمس في مدارها و القمر في مداره دون مخالفة لأمر الله فهي مخلوقه طائعة تعرف امر ربها فتسير فيه .. اما الإنسان فقد أعطي الخيار بالسير في مدارات حياته كيفما يشاء فمن اتقى ما حرم الله و عاش بمكارم الاخلاق الذي جاء سيدنا محمد ليتممها بكتاب الله العظيم و من سلم الناس من شر نفسه وعقله و لسانه و يده وكفها عن الناس فهو على دين الله .سائرا بمداره الصحيح غير مخالف فتسير حياته كما يحب و يرضى الله و كما يحب و يرضى هو .
ليأتي من خلال الإسلام الصحيح مفهوم الإيمان الأكثر عمقا بالله و الذي لن يكون إلا من خلال الإسلام بمعناه الفطري السليم و بنتائجه المبهرة و السعيدة ..فطريق الإسلام سلام و حب و خير و جنات في الأرض قبل جنات السماء .
فهل حقا أنت مسلم ؟
غادة حمد
عيشها صح