وجهان لعملة واحدة

»  وجهان لعملة واحدة
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

الرهبانية والإباحية هما وجهان لنفس العملة. نفس الخلل ينشأ من الفعلين المتناقضين. فعلى الرغم من حالة التخدير الذهني الذي يبدو رائعا من الرهبانية إلا أن نتيجة الرهبنة مدمرة بل ومدمرة أكثر من الإباحية، ذلك أن الرهبانية هي الوقار الزائف الذي يضفيه الإنسان على نفسه ويظهر في سلوكه على أنه أفعال حميدة، لكنه يبعده عن طبيعته. ليس من الطبيعي أن يترهبن الناس ويتصنعون الوقار الزائف لأن هذا يخدع الناس ويبعدهم عن الحياة الحقيقية ويشق عليهم الإستمرار فيه. هذا بدوره يضعهم في حرج شديد مع أنفسهم، لأنهم ظاهريا سيهجرون عملا طاهرا من أجل ممارسة أعمال عادية وسيظهرون أخطائهم للبشر.

على الجانب الآخر - الإباحية - هي إبتذال وتحقير للإنسانية ولدور الإنسان في الحياة. فالإباحية تختزل المتعة في التعري وفي ممارسة الجنس أو الشذوذ الجنسي وكأن الحياة ليست سوى متعة رخيصة. الإباحية تشوه الفطرة الجنسية وتجعلها مقززة ومنفرة بينما هي أمر طبيعي ومحمود. فالعيب ليس في ممارسة الجنس أو اللبس البسيط ولكن في الإبتذال تعمد جر الأحاديث للجنس ولبس ما يثير الغرائز لمجرد الإثارة.

Weight loss product

أما السبب الذي يجعل الرهبانية والإباحية وجهان لعملة واحدة فهو بسيط جدا. الرهبانية تنكر الجسد وعالم المادة فتنغمس في عالم الروح، في حين أن الإباحية تنكر الروح وتنغمس في عالم الجسد والمادة. في كلا الحالتين الناس لا يعيشون حياة متوازنة. فالإباحييون يعتبرون أن كل عالم الروح هو عالم زائف لا وجود له، بينما المترهبنين يعتبرون عالم المادة قذارة لا يجب الإقتراب منه. هنا حيث يخف الفريقان، وهنا تكمن خطورتهما على المجتمع. كلا الفريقين يعتدي على أحد العوالم وينكر وجوده وفي كلا الحالين يؤدي هذا إلى خلل جسم فيتألم الناس بعد فترة من الممارسة.

الإنسان الواعي لا ينغمس في عالم الروح ويترك عالم المادة ولا ينغمس في عالم المادة ويترك عالم الروح، وإنما هو التوازن والوسطية والإعتدال. وهذا ما لا ينال رضى الفريقين ( الأحمقين ) فالواعي مذموم من الطرفين. فالإباحيين يعتبرونه متشدد وفي ذات الوقت يعتبره الرهبانييون منحل وكلا الفريقين أضل من بعوضة. الخلل والخطر الأكبر الذي نواجهه خصوصا في عالمنا العربي هم المترهبنين لأنهم خلقوا مجتمعات مفككة من الداخل بينما في ظاهرها طاهرة مطهرة. إنهم داء المجتمعات المتدينة. فالتدين ليس الرهبانية وإنما هو السمو بالأخلاق والإستمتاع بالحياة وجمال الروح دون إفراط أو تفريط.

عندما نمزج العالمين نحصل على التركيبة الصحيحة للسعادة.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    وجهان لعملة واحدة

    مدة القراءة: 2 دقائق

    الرهبانية والإباحية هما وجهان لنفس العملة. نفس الخلل ينشأ من الفعلين المتناقضين. فعلى الرغم من حالة التخدير الذهني الذي يبدو رائعا من الرهبانية إلا أن نتيجة الرهبنة مدمرة بل ومدمرة أكثر من الإباحية، ذلك أن الرهبانية هي الوقار الزائف الذي يضفيه الإنسان على نفسه ويظهر في سلوكه على أنه أفعال حميدة، لكنه يبعده عن طبيعته. ليس من الطبيعي أن يترهبن الناس ويتصنعون الوقار الزائف لأن هذا يخدع الناس ويبعدهم عن الحياة الحقيقية ويشق عليهم الإستمرار فيه. هذا بدوره يضعهم في حرج شديد مع أنفسهم، لأنهم ظاهريا سيهجرون عملا طاهرا من أجل ممارسة أعمال عادية وسيظهرون أخطائهم للبشر.

    على الجانب الآخر - الإباحية - هي إبتذال وتحقير للإنسانية ولدور الإنسان في الحياة. فالإباحية تختزل المتعة في التعري وفي ممارسة الجنس أو الشذوذ الجنسي وكأن الحياة ليست سوى متعة رخيصة. الإباحية تشوه الفطرة الجنسية وتجعلها مقززة ومنفرة بينما هي أمر طبيعي ومحمود. فالعيب ليس في ممارسة الجنس أو اللبس البسيط ولكن في الإبتذال تعمد جر الأحاديث للجنس ولبس ما يثير الغرائز لمجرد الإثارة.

    أما السبب الذي يجعل الرهبانية والإباحية وجهان لعملة واحدة فهو بسيط جدا. الرهبانية تنكر الجسد وعالم المادة فتنغمس في عالم الروح، في حين أن الإباحية تنكر الروح وتنغمس في عالم الجسد والمادة. في كلا الحالتين الناس لا يعيشون حياة متوازنة. فالإباحييون يعتبرون أن كل عالم الروح هو عالم زائف لا وجود له، بينما المترهبنين يعتبرون عالم المادة قذارة لا يجب الإقتراب منه. هنا حيث يخف الفريقان، وهنا تكمن خطورتهما على المجتمع. كلا الفريقين يعتدي على أحد العوالم وينكر وجوده وفي كلا الحالين يؤدي هذا إلى خلل جسم فيتألم الناس بعد فترة من الممارسة.

    الإنسان الواعي لا ينغمس في عالم الروح ويترك عالم المادة ولا ينغمس في عالم المادة ويترك عالم الروح، وإنما هو التوازن والوسطية والإعتدال. وهذا ما لا ينال رضى الفريقين ( الأحمقين ) فالواعي مذموم من الطرفين. فالإباحيين يعتبرونه متشدد وفي ذات الوقت يعتبره الرهبانييون منحل وكلا الفريقين أضل من بعوضة. الخلل والخطر الأكبر الذي نواجهه خصوصا في عالمنا العربي هم المترهبنين لأنهم خلقوا مجتمعات مفككة من الداخل بينما في ظاهرها طاهرة مطهرة. إنهم داء المجتمعات المتدينة. فالتدين ليس الرهبانية وإنما هو السمو بالأخلاق والإستمتاع بالحياة وجمال الروح دون إفراط أو تفريط.

    عندما نمزج العالمين نحصل على التركيبة الصحيحة للسعادة.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين