مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ
مراهق .. مرهق .. ارهاق .. رهق ... باللغة العربية معنى الكلمة شقاء وتعب .. وطاقة الكلمة باللسان العربي مرهق بلفظها و استشعارها .. ارسال ترددات وذبذبات الشقاء والإرهاق .. فماذا سنستقبل لنا ولهم ..تلك الزهور اليافعة المتفتحة لنور الحياة بكل شغف ومغامرة و حب .. زهرة سقيت بالعسل فذبلت لثقل قوام ماء الحياة ..
أرهقانهم وارهقنا انفسنا بهذا اللفظ و المعنى العتيد فأصبحت المراهقة كابوساً لكل بيت و عائلة .. وكابوسا على اليافع نفسه .
كل الذي يحدث في نفس هذا اليافع هو تفتح بوابات روحه للإنطلاق و التحليق و التجربة . فيقبل على الحياه و مغامراتها و تطبيق ما بروحه التي لم تسجن بعد و نأتي نحن لنرعبه من هذا الانطلاق ونسجنه دون فهم أو وعي بحجة الحماية بدلا من أن نكون عوناً له ندعم اجنحتة و نوفر له مدرجاً آمنا للهبوظ و مظلة تحميه .
اليافع لدية قدرات هو منفتح عليها تماماً يسعى لتحقيقها واخراجها وينقصه الخبرة الناتجة عن التجربة الذاتية وبنفس الوقت هذه القدرات تدفعه لكي لا يسمع غيرها ليثبت كينونته الخاصة و وجوده الذي نطمسه بجهلنا وحب سيطرتنا و خوفنا عليهم . في هذه المرحلة حريته هي المعنى الوحيد الذي يفهمه و لا يسمع غيره و يحتاج منا وضعه في خانة التجربة الشخصية و اظهار موافقتنا المحبة لحريته مع مراقبته من بعيد للتدخل وقت الحاجة .
طريقة مخاطبته يجب ان تكون ذكية بوضع عدة خيارات امامه و عدم حصره بشيء واحد فهو مرفوض تماما من قبله
توجييه من خلال عقد اتفاقيات معه مثل .. اخرج مع اصدقائك كما تشاء بنفس الوقت ارغب بالتعرف عليهم اولا وان تلتزم بالقدوم بساعة معينة تتفقوا عليها قبل المساء مثلاً
طريقة الخطاب تبدا بكلمة اختار ان .. بنفس الوقت ....
اختار ان تسهر على المبارة بنفس الوقت تدرس جيدا ... اتفاق
أو اذا طلبت منه فعل شيء لك .. قل له إذا بتحب تساعدني في ... او بتحب ترتب غرفتك متل ما بدك .. ستجد انه يختار ما ترغب انت فيه فقد أظهرت موافتك على حريته ف الاختيار .
طريقة التوجيه تكون واضحة جداً مع الامثلة يحب التفسير ومعرفة سبب الخوف عليه ولا تجعل حياته كلها اوامر و توجيهات اروي قصصاً و رسائل غير مباشرة له . طبعاً إن كان بينكم جسورا للحوار وجلسات عائلية جميلة ممتعة
طريقة النقد .. ليست نقد بالطريقة الاتية
انا احبك ومعجبة بك وبذكائك الاجتماعي بنفس الوقت لا حظت انك غير منتبه لقسوتك مع اخيك ..
يعني ثلاثة او اكثر مديح .. ثم كلمة "بنفس الوقت" مهمة جدا هي فاصل عقلي غير مستفز للأمغدارا الدفاعية عن الايجو للشخص مثل كلمة "لكن" .. "لا حظت ان " ...............
لا تبالغ بالخوف عليه لأنك تجذب ما تخاف منه ..اخلق له في ذهنك افضل احتمال و ساعدة بذهنك على مواجهة تحدياته الهرمونية والروحية والتغيرات التي انفتح عليها . بديلا عن الخوف والرعب منه والشعور بالإرهاق منه وله ..
اجعل حديثك الذهني معه وعنهم دائما ايجابياً و محباً سيصله منك كل شيء ترسله و ستكون استجابته لتوجيهاتك أسهل بكثير من الافكار المرعبة عنه ..
كن صديقاٌ له و تذكر نفسك و انت بعمره و تفاعل مع ما تظنه مجنونا و مع ما توقفت انت عن فعله سيقترب منك اكثر ولن يلجا للخارج المجهول .
ابني جسورا بالحب للتواصل معه فالكلمة الطيبة تحي الأموات الأحياء وكل لفظ و وصف تطلقه عليه سيعود عليك وستعاني انت منه و معه .. فانتبه لكلماتك جيدأ .
تقبل حقيقة أنه لن يكن مثلك فهو ليس نسختك هو شخص مختلف تماماً عنك فلا تسجنه بسجنك ..
لا تحاسبه على مافيك من خلل فإن كنت متوترا قلقا مصضربا من الداخل فابدا بعلاج نفسك قبل ان تطلب منه أن يهدأ فالأهل مصنع الأبناء و جودة المنتج من جودة المادة الخام .
ما لا يعجبك فيه تذكر انه انعكاسك تماما فأصلح فيك ما لا يعجبك فيه عد لنفسك دائماً
اذن اختر كلماتك غير وصفك لأبنائك و لمرحلتهم فالبلاء موكل بالمنطق . صادقهم تقبلهم اسمح لهم بداخلك العميق ان يكون احرار و اسعد بهم و اغفر لهم عند الخطأ و لا تصورهم مجرمين لأنهم لم يسمعوا كلامك فأنت من لم تحسن ايصال المعلومة .. راقبهم من بعيد وتدخل في الوقت المناسب ..
استمتع بهم واسعد وانت تراهم يكبرون و يتعلمون و ينجحون امامك و بصحبتك ..
تعلم اكثر عن اليافعين ابحث اقرأ .. وكن واعيا بما تفعل فهي امانة انت اخترت ان تحملها فستحاسب على جودة ما خرجت للمجتمع ..
كن يافعا كأبنائك ستحل كل مشاكلك معهم ..
عيشها صح
غادة حمد
