ينهمك الانسان الذي شق طريق الوعي بالبحث الدؤوب عن الحقيقة في كل مكان .بل و يصاب بنهم كبير للمعلومات التي يراد بها تعريفة أين هو الآن ؟ و ماذا يريد ؟ و ما هي الحقائق التي غابت عنه ؟ وهذا لا ينسينا وقع الصدمة الأولى التي تنتاب من دخل الوعي و تفاجيء بما كان عليه وكيف جرى وصار كل ما حدث معه ..مخالفا لكل الحقائق الجديدة التي تعلمها وعلم بها ..
بالنسبة لي أسبوعين متتالن و أنا بصدمة اجتاحتها موجة هائلة من البكاء على ما كان سيكون لو أني عرفت ما عرفته من حقائق قبل ذلك الزمن ..
الباحث عن الوعي في بداياته يتعرض للصدمات الكبيرة خاصة أنه يحمل في عقله وكل خلايا جسده سوفت وير قديم ثقيل وبطيء الحركة لم يجرى عليه أي تحديث من سنوات طويلة ماضية .فما كان انه مكتوب كان وقعه أسهل كثيرا من معرفة اننا السبب و نحن من يدير حياته ..
أكثر ما يمكن أن يجعلك تفهم من أنت وكيف تعمل هو جهاز الحاسوب الذي يعبر عن شكلا بشريا من صنع إنسان فالحاسوب كآلة تمثل الجسد الخارجي للأنسان .. أما النفس فتمثل السوفت وير أو نظام التشغيل الذي أو جد الصورة والتفاعل لذلك الجهاز .. أما الكهرباء فهي بمثابة الروح التي بدونها لا يعمل الجهاز ولا نظام التشغيل .وتصبح ألة لا نفع منها سوى حيز المكان ..
لنفهم مالذي يحدث بالحاسوب ..في الواقع لا يوجد حاسوب سيء بمقدار وجود مستخدم اسوء لا يتقن استخدامه حيث يقوم المستخدم باستقبال كافة البرامج دون معرفة محتواها فتدخل الفيروسات للنظام لتبدأ بافساد ما فيه .. أو يقوم المستخدم بعمل ملفات و فولدرات فارغة تملا سطح المكتب بحيث تزدحم الذاكرة العاملة للجهاز فيصبح بطيء الحركة قليل الاستجابة ..
في الحاسوب ذاكرة مؤقتة تستخدم لاستدعاء البرامج وذاكرة دائمة تحفظ الملفات الاساسية المهمة او غيرالمهمة وحسب ما يقوم المستخدم بتخزينه .. على اعتبار الانترنت حاليا ..المجتمع الخارجي الذي يغذينا بما نريد و ما لانريد .بما هو محمود او سيء ..عند لحظة ما يتوقف الجهاز اطلاقا عن العمل .فنلجا مباشرة لعمل الفورمات وهي عملية سهلة لجهاز من صنع البشر ما يميزه عنا ان لا جهاز عصبي لديه يقاوم الفورمات ... أي لا إحساس له ليتمسك بما لديه في ذاكرته اطلاقا ...
الانسان يشبه الحاسوب تماما ..باستثناء الاحساس عبر جهازنا العصبي ..
الواعي يبدا بإدخال البرامج الجديدة الى دماغه بنهم فيجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الجديدة والبرامج من مختلف المعلمين بمدارسهم المختلفة وطرقهم المميزة ليقوم بتشغيلها معا محاولا استغلال كل برنامج لمعرفة ما يريده وللوصول الى اهدافه ..وقد يغفل او لا يغفل ان دماغه و نفسه مليئة بالبرامج السابقة التي لا تسمح للجديد بالتواجد مكانها بسهولة ..
حقيقة إن بدايات الوعي أصعب من أيام الجهل الاولى نظرا للمقاومة التي تحدث عند كل جديد لتخرج ما في النفس يذكره صاحبه او لايذكره لتحدث صراعات كبيرة بين الصواب والخطأ وبين الضياع والوجود و بين معرفة ما نريد مما لانريد ..يحدث تشويش حقيقي على كافة المستويات .. فالكل يقاوم جسدا ونفسا وروحاً والمعلومات تحترق بين تلك المقاومة ..
ببساطة انا وانت لسنا اجهزة حاسوب .. ربما لو كنا لم يكن هناك صعوبة اطلاقا .. ولكن نأتي هنا للحظة نحتاج فيها فورمات حقيقي لكل ما تحويه أدمغتنا من جديد وقديم لنبدأ من جديد ..جديد ..
و حسب خبرتي مع نفسي أعتقد انه لا يوجد طريقة لفورمات الماضي الانساني تصلح لكل البشر بل كل له طريقته الخاصة التي يجب عليه أن يعرفها بنفسه وأن كل ما يقدم من طرق و وسائل لإعادة البرمجة قد تصلح وقد لا تصلح وانما هي مفاتيح لك لتكتشف بنفسك ما يصلح لك .. فال Image الخاصة باجهزة الأبل تختلف عنها بال Del .. وكذلك البشر لا أحد يشبه أحد على الإطلاق وفي أدق التفاصيل ..
الواعيين عليهم بعد فترة من التعلم والبحث التصفير من جديد و البدء مرة أخرى بعد تصفية المعلومات التي تم جمعها و ابقاء الأصلح لهم في كل فترة و ما يناسبها من برامج و معلومات للتأسيس من جديد بطريقة أكثر تنظيما و صفاء ..فلن يكتمل الوعي باختلاط القديم مع الجديد الا عندما يهمين الجديد عليه .. ف مايكروسوفت اوفيس 2010 يقوم بتشغيل اوفيس 2003 أما العكس فلا ..
عندها فقط تجد نفسك فعلا تصل للإتزان وتبدأ رحلة في الوعي الصافي ..وفي كل مرحلة تعلو بها في الوعي تحتاج format أو scan لتنظيف المرحلة التي سبقتها ... تعلم اصلاح حاسوبك بنفسك ..
Live it Right
