العار صناعة وليس حقيقة

»  العار صناعة وليس حقيقة
مدة القراءة: 3 دقائق

العار ذلك الشعور البغيض الذي يكتنف كثير من الناس ويحطم حياتهم. العار يعتبره هاوكنز المنزلة الأدنى في سلم الوعي فلا شيء يأتي بعده وله الحق في ذلك. العار يجعل الإنسان أسيرا في عقله ووجدانه ويشل حركته تماما ويمنعه من أن يعيش الحياة بالحد الأدنى من الكرامة.

برعت الثقافة العربية (الهزيلة) في تعزيز مشاعر العار لدى الناس. صار كل ضعيف ومهزوز الشخصية ينعت الآخرين بأوصاف تشعرهم بالعار وبهذا يمنعهم من القيام بالأعمال المختلفة التي يريدون القيام بها. على هذا الأساس يمكننا إعتبار العار صناعة وحرفة إخترعها البشر وبرع في العرب، لأنه في الحقيقة لا يوجد عار أكبر من ثقافة أمة بأكملها مكونة من مفاهيم تعزز التخلف وتمنع الناس من الإنطلاق في الحياة بشكل طبيعي. السبب الرئيسي لهذة الثقافة هو إستشراء الإعتداء بين الناس، يستمرؤن الإعتداء على بعضهم بعضا ولا يجدون في أنفسهم غضاضة عندما يتعلق الأمر بتحطيم الآخرين.

من الطبيعي أن يأخذ العار كل هذا الزخم في المجتمعات العربية، فهي مجتمعات محدودة التفكير، قليلة الإبداع، معدومة الأخلاق. العار يخدم كل ذلك. تخيل أنك تستطيع تحقيق ما تريد من خلال جعل الآخرين يشعرون بالعار؟ هل تريد أن تحرج جارك؟ إتهمه في شرف بناته. هل تريد أن توقف أخوك عن التعامل مع زوجته بطريقة أفضل؟ إطعنه في رجولته. هل تريد أن تأكل بالمجان؟ إتهم شخصا بالبخل. إفعل هذا مع كل موقف لا تستطيع التعامل معه بالعقل ولا تستطيع إقناع صاحبه بالمنطق. هكذا يعيش العربي حياته في مجتمع لا يعرف الكثير من القيم وذلك لمحدودية العقل العربي.

العقل العربي محدود جدا وبطريقة غريبة ورغم مرور آلاف السنوات لم يستطع تطوير آليات للتعامل مع الحياة. فالعربي يعيش ببضعة عشرات من المفاهيم يسقطها على حياته وحياة المحيطين به. لا يستطيع العربي تصور أن هناك قيم أخرى في الحياة لأن عقله محصور في قيمتين أساسيتين. العار والفخر. فهو إما يفخر بمنجزاته التي لا تكاد تذكر أو منجزات قبيلته التي أقل ما يقال عنها أنها متواضعة، أو هو يشعر بالعار من أفعاله. هذا شعور مؤلم جدا وهذا ما يتم التأكيد عليه لأن من يقف ضدك يعرف أنك ستتأثر بما ينعتك به. في العقل العربي لا توجد قيم أخرى للأعمال. مثلا لا يستطيع العقل العربي تصور أن الأمر ليس عار وليس فخر ولكنه أمر بسيط، أو غير مهم، أو لا يشكل فرقا كبيرا، أو ليس جريمة، أو حرية شخصية، أو إختلاف في وجهات النظر، أو إختلاف في التعامل مع الأمور، أو الأمر لا يؤثر علي ولا يعنيني، أو محاولة فاشلة، أو هو في البداية، أو يحتاج إلى المزيد من التهذيب، أو يحتاج إلى المزيد من التدريب.

الأشياء إما عار أو فخر وهكذا يقضي العربي حياته في تقييم أفعاله كعار أو كفخر وبناء على إعتقاده الشخصي يتعامل. إن كنت تريد أن تعيش مع العرب فعليك أن تتخلص من مبدأ العار وإلا لن تتقدم كثيرا. لا يمكن أن تضع مستقبلك رهينة ثقافة ضحلة ونفسيات خبيثة. خذ بزمام المبادرة وتحرك وإذا أخطأت فحاول مرة أخرى ومن يشعرك بالعار أتركه وشأنه. لن تستطيع الإستمرار في حياتك إن أنت شعرت بالعار من أي شيء. إكتسب قيم جديدة غير العار والفخر. مثلا هذا صح وهذا خطأ وهذا أصح. تأكد تماما أنك لن تستطيع إنجاز أي شيء إن وضعت ما يعتقده أفراد المجتمع عن سلوكك. لا تضع مستقبلك في يد حفنة من الأغبياء.

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    العار صناعة وليس حقيقة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    العار ذلك الشعور البغيض الذي يكتنف كثير من الناس ويحطم حياتهم. العار يعتبره هاوكنز المنزلة الأدنى في سلم الوعي فلا شيء يأتي بعده وله الحق في ذلك. العار يجعل الإنسان أسيرا في عقله ووجدانه ويشل حركته تماما ويمنعه من أن يعيش الحياة بالحد الأدنى من الكرامة.

    برعت الثقافة العربية (الهزيلة) في تعزيز مشاعر العار لدى الناس. صار كل ضعيف ومهزوز الشخصية ينعت الآخرين بأوصاف تشعرهم بالعار وبهذا يمنعهم من القيام بالأعمال المختلفة التي يريدون القيام بها. على هذا الأساس يمكننا إعتبار العار صناعة وحرفة إخترعها البشر وبرع في العرب، لأنه في الحقيقة لا يوجد عار أكبر من ثقافة أمة بأكملها مكونة من مفاهيم تعزز التخلف وتمنع الناس من الإنطلاق في الحياة بشكل طبيعي. السبب الرئيسي لهذة الثقافة هو إستشراء الإعتداء بين الناس، يستمرؤن الإعتداء على بعضهم بعضا ولا يجدون في أنفسهم غضاضة عندما يتعلق الأمر بتحطيم الآخرين.

    من الطبيعي أن يأخذ العار كل هذا الزخم في المجتمعات العربية، فهي مجتمعات محدودة التفكير، قليلة الإبداع، معدومة الأخلاق. العار يخدم كل ذلك. تخيل أنك تستطيع تحقيق ما تريد من خلال جعل الآخرين يشعرون بالعار؟ هل تريد أن تحرج جارك؟ إتهمه في شرف بناته. هل تريد أن توقف أخوك عن التعامل مع زوجته بطريقة أفضل؟ إطعنه في رجولته. هل تريد أن تأكل بالمجان؟ إتهم شخصا بالبخل. إفعل هذا مع كل موقف لا تستطيع التعامل معه بالعقل ولا تستطيع إقناع صاحبه بالمنطق. هكذا يعيش العربي حياته في مجتمع لا يعرف الكثير من القيم وذلك لمحدودية العقل العربي.

    العقل العربي محدود جدا وبطريقة غريبة ورغم مرور آلاف السنوات لم يستطع تطوير آليات للتعامل مع الحياة. فالعربي يعيش ببضعة عشرات من المفاهيم يسقطها على حياته وحياة المحيطين به. لا يستطيع العربي تصور أن هناك قيم أخرى في الحياة لأن عقله محصور في قيمتين أساسيتين. العار والفخر. فهو إما يفخر بمنجزاته التي لا تكاد تذكر أو منجزات قبيلته التي أقل ما يقال عنها أنها متواضعة، أو هو يشعر بالعار من أفعاله. هذا شعور مؤلم جدا وهذا ما يتم التأكيد عليه لأن من يقف ضدك يعرف أنك ستتأثر بما ينعتك به. في العقل العربي لا توجد قيم أخرى للأعمال. مثلا لا يستطيع العقل العربي تصور أن الأمر ليس عار وليس فخر ولكنه أمر بسيط، أو غير مهم، أو لا يشكل فرقا كبيرا، أو ليس جريمة، أو حرية شخصية، أو إختلاف في وجهات النظر، أو إختلاف في التعامل مع الأمور، أو الأمر لا يؤثر علي ولا يعنيني، أو محاولة فاشلة، أو هو في البداية، أو يحتاج إلى المزيد من التهذيب، أو يحتاج إلى المزيد من التدريب.

    الأشياء إما عار أو فخر وهكذا يقضي العربي حياته في تقييم أفعاله كعار أو كفخر وبناء على إعتقاده الشخصي يتعامل. إن كنت تريد أن تعيش مع العرب فعليك أن تتخلص من مبدأ العار وإلا لن تتقدم كثيرا. لا يمكن أن تضع مستقبلك رهينة ثقافة ضحلة ونفسيات خبيثة. خذ بزمام المبادرة وتحرك وإذا أخطأت فحاول مرة أخرى ومن يشعرك بالعار أتركه وشأنه. لن تستطيع الإستمرار في حياتك إن أنت شعرت بالعار من أي شيء. إكتسب قيم جديدة غير العار والفخر. مثلا هذا صح وهذا خطأ وهذا أصح. تأكد تماما أنك لن تستطيع إنجاز أي شيء إن وضعت ما يعتقده أفراد المجتمع عن سلوكك. لا تضع مستقبلك في يد حفنة من الأغبياء.

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين