الحق ليس أن ترى نفسك دائما على حق ،الحق هو أن تقبل ان ترى نفسك على خطأ والاخر كان على حق من زاوية اخرى ،هنا انت حققت معادلة الحق الحقيقية ويحق الله الحق بكلماته ،أن ترى الأشخاص والأحداث وأجزاء الكون من جمادات ونباتات وحيوانات وطاقات كلها كلمات الله وهي تعبر بطريقة ما وهذا حقها أن تُعبر،الحق هو أن تسمح للآخرين في حقهم في التعبير عن أنفسهم كما هم ليس كما تريد أن تراهم ،الحق أن لا تسعى لتغيير أحد كما يناسبك انت ليصير يتوافق معك هنا انت فقدت الحق وابتعدت عن معادلة الحق ،الحق هو أن لا تفرض اخلاقياتك على أحد.
أن لا تضع معيار مثالي لتصنيف الأشخاص حسب ما يبدُر منهم ، انت لا تملك الصورة الكاملة فالذي تراه غاضب لا تطالبه أن يكون حليما فلربما كان الغضب هو الحق في هذا الموقف وأنه لابد أن يضع حدا في موقف لم ينفع فيه اللين ،وان الوضع لا يستقيم الا بالغضب ،الحق أن لا ترى الاب بخيلا وتطالبه بالنفقة في أمور ما على أبنائه فلربما أن البخل هنا هو الحق وأن الكرم يفسدهم ويعلمهم الاتكال على أموال ليست أموالهم ويفقدوا حس المسؤولية اتجاه أنفسهم ، وان بعض الرفاهية ليست من حقهم الان حتى يدركوها ويكونو اهلا لها ،الحق هو أن تصمت حين يتكلم الاحكم منك ليوصل معاني بطريقة انت لا تستطيع أن توصلها ولو تحدثت مئة عام ،لك الحق طبعا في الكلام ولكن أيضا للآخر حق الصمت منك في بعض المواقف ، الحق هو أن لا تقف على كل صغيرة وكبيرة وأخطاء المقربين لانك فقط تبدو مسؤولا عنهم الحق ان تتغاضى في بعض الأحيان كنوع من سيادة الثقة ورجوعهم لك في كل صغيرة وكبيرة لانك مصدر امان وليس مصدر محاسبة وعقاب ، الحق احيانا يكمن في الجهة المقابلة لا تقف على كل ما هو يبدو جميل وأخلاقي في نظرك ،ففي كل مرة تحاول أن تثبت انك على حق فأنت بطريقة ما على باطل وتبتعد عن معادلة الحق.
عبر عن ما تريد وعن نفسك واسمح للآخرين بالتعبير ومن حقك أن تتبنى رؤيتهم ام لا ،الحق هو أن تسمح لكل شيء أن يعبر عن كينونته الحقيقية بدون تصنع وزيف بناءا على فهم خاطئ عن الباطل .فلا باطل الا ما يُبطل وصول حقك لك بحجة أنه لا يتناسب مع ما تراه وتعتقده وفي الأخير ثق في الحق الأعلى الذي يرى الصورة كاملة وأن لا تناقض في كل ما يحدث هنا انت فقط ملكت حق أن تعبر عن نفسك كجُزء من الصورة و أدركت انك كلمة من كلمات الله يضعها في السياق المناسب دائما بأبلغ معنى ❤️
