طريقة سيطرة الكهنة على العقول

»  طريقة سيطرة الكهنة على العقول
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

أخطر فكرة سيطر بها الكهنة على الناس عبر العصور. أنت مسؤل عن سلوكيات وتصرفات الآخرين

إذا أردت السيطرة على جمع غفير من الناس دون أن تبذل جهدا مضاعفا فكل ما عليك هو أن ترتبهم في نسق معين فتجعل كل إنسان إما تابع للآخر أو مسؤل عن شخص آخر.
فإن كان هذا الترتيب يحدث منذ الولادة فأنت قد ضمنت إيصال فكرتك للجميع وأنت جالس في معبدك تلتهم أموال الصدقات والقرابين.

لقد كانت فكرة ثورية في زمانها. الأب طبيعيا هو المسؤل عن أولاده وبذلك من حقه أن يبسط سلطته عليهم وهم تحته أذلاء خانعون لا حول لهم ولا قوة ومن يعترض يعتبر عاق وعاصي.
ما فعلوه هو تحميل كل أب مسؤلية تصرفات أولاده فهو الذي سيتعذب في النار وليس هم فقط. هو سيدفع ثمن غلطة أشخاص خلقهم الله وجعل لهم عقول ونفسيات وأفهام مختلفة، لأن الأب المسكين يرى نفسه محاط بالنار من كل جانب لو شذ ولد من أولاده عن تعاليم الكاهن.

عندما إشتكى الناس من تفلت الأمر من أيديهم لم يعدم الكهنة حيلة، إذ إبتكروا تعاليم تلزم الأبناء بالتبعية العمياء لآبائهم وجعلوها قوانين كالسياط يلهبون بها ظهور الأبناء.
بهذا تم شل حركة الناس جميعا. الكل إما مسؤل وإما تابع فإكتملت حلقة السيطرة على العقول والأبدان. لا أحد يستطيع التفكير إلا بأمر الكاهن، لا أحد يستطيع التصرف إلا ضمن الحدود التي رسمها له الكاهن حتى دون أن يراه لأنه تربى منذ طفولته على كلام الكاهن الذي شربه مع الحليب وبذلك صار هو بوق الكاهن في بيته فتردد صدي اصوات الكهنة في كل بيت دون أن يدخلوه فعلا.

لا أحد يريد أن يحمل عقوبة الآخر، حتى الأم والأب الذين يحلفون بحب أبنائهم (كذبة كبرى) في النهاية هم يريدون إنقاذ أنفسهم من النار التي أشعلها الكهنة في عقولهم، وعلى هذا الأساس يسمحون لأنفسهم بفرض سيطرتهم الكاملة على أبنائهم وتدمير إرادتهم ومسح شخصياتهم، فأهم شيئ في ذلك الوقت هو عدم دخول النار.
الحرية مخيفة، التفكير مرعب، الخصوصية إنحراف. تذكر، منصبك من المسؤلية قد منح لك لتسيطر على من يتبعك ولتملي عليهم أوامر الكهنة لأنك أنت أيضا تابع للكهنة فإن لم تدخل النار بسبب فقدان السيطرة على أتباعك فأنت حتما ستدخلها لأنك لم تلتزم بكلام الكهنة.
يا تسمع الكلام يا النار.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    طريقة سيطرة الكهنة على العقول

    مدة القراءة: 2 دقائق

    أخطر فكرة سيطر بها الكهنة على الناس عبر العصور. أنت مسؤل عن سلوكيات وتصرفات الآخرين

    إذا أردت السيطرة على جمع غفير من الناس دون أن تبذل جهدا مضاعفا فكل ما عليك هو أن ترتبهم في نسق معين فتجعل كل إنسان إما تابع للآخر أو مسؤل عن شخص آخر.
    فإن كان هذا الترتيب يحدث منذ الولادة فأنت قد ضمنت إيصال فكرتك للجميع وأنت جالس في معبدك تلتهم أموال الصدقات والقرابين.

    لقد كانت فكرة ثورية في زمانها. الأب طبيعيا هو المسؤل عن أولاده وبذلك من حقه أن يبسط سلطته عليهم وهم تحته أذلاء خانعون لا حول لهم ولا قوة ومن يعترض يعتبر عاق وعاصي.
    ما فعلوه هو تحميل كل أب مسؤلية تصرفات أولاده فهو الذي سيتعذب في النار وليس هم فقط. هو سيدفع ثمن غلطة أشخاص خلقهم الله وجعل لهم عقول ونفسيات وأفهام مختلفة، لأن الأب المسكين يرى نفسه محاط بالنار من كل جانب لو شذ ولد من أولاده عن تعاليم الكاهن.

    باي نتورك

    عندما إشتكى الناس من تفلت الأمر من أيديهم لم يعدم الكهنة حيلة، إذ إبتكروا تعاليم تلزم الأبناء بالتبعية العمياء لآبائهم وجعلوها قوانين كالسياط يلهبون بها ظهور الأبناء.
    بهذا تم شل حركة الناس جميعا. الكل إما مسؤل وإما تابع فإكتملت حلقة السيطرة على العقول والأبدان. لا أحد يستطيع التفكير إلا بأمر الكاهن، لا أحد يستطيع التصرف إلا ضمن الحدود التي رسمها له الكاهن حتى دون أن يراه لأنه تربى منذ طفولته على كلام الكاهن الذي شربه مع الحليب وبذلك صار هو بوق الكاهن في بيته فتردد صدي اصوات الكهنة في كل بيت دون أن يدخلوه فعلا.

    لا أحد يريد أن يحمل عقوبة الآخر، حتى الأم والأب الذين يحلفون بحب أبنائهم (كذبة كبرى) في النهاية هم يريدون إنقاذ أنفسهم من النار التي أشعلها الكهنة في عقولهم، وعلى هذا الأساس يسمحون لأنفسهم بفرض سيطرتهم الكاملة على أبنائهم وتدمير إرادتهم ومسح شخصياتهم، فأهم شيئ في ذلك الوقت هو عدم دخول النار.
    الحرية مخيفة، التفكير مرعب، الخصوصية إنحراف. تذكر، منصبك من المسؤلية قد منح لك لتسيطر على من يتبعك ولتملي عليهم أوامر الكهنة لأنك أنت أيضا تابع للكهنة فإن لم تدخل النار بسبب فقدان السيطرة على أتباعك فأنت حتما ستدخلها لأنك لم تلتزم بكلام الكهنة.
    يا تسمع الكلام يا النار.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين