المسكين ليس هو بل أنت. هذا المرض ولسبب ما منتشر بين العرب إنتشار واسع. لا أقصد المرض ولكن الإختلال الفكري. لدينا فكرة غبية جدا تقول «مادام مريض فهذا يعطيه الحق في الإعتداء على الآخرين» الأمهات خصوصا يروجن بشدة لأبنائهن المعقدين فكريا. فالولد الذي يحمل أفكار متطرفة أو أفكار تكفيرية أو يعاني من الشك أو أي إختلال نفسي آخر، نجد الأم بالذات وفي أحيان كثيرة بقية أفراد الأسرة يدافعون عنه وعن جنونه وعن تعديه على أفراد العائلة.
لا أعلم من المختل عقليا، هل هو المريض النفسي أم أهله؟ في الحقيقة لو تتبعنا تصرفات من يطلق عليهم مرضى لوجدناهم أشخاص طبيعيين جدا لكنهم يحملون أفكار متطرفة تجعلهم يعيثون فسادا في عائلاتهم ودائما ما يجدون العذر. الأم دائما تدافع عن إبنها المختل نفسيا لأنها هي أساسا مختلة الأمومة، عديمة الأنوثة، لا قيمة لها.
هي وأحيانا الأب يسمحان لولدهما المستبد والذي يتظاهر بأنه مريض بأن يتدخل في شئون أخواته البنات ويضيق عليهن عيشتهن ويتحكم فيهن ويضيع عليهن الأزواج ويستولي على أموالهن ويعتدي عليهن جسديا في كثير من الحالات وفي حالات غير قليلة يقوم بالتعتيم عليهن تعتيما كاملا فيتحولن إلى سجينات في بيوت أهاليهن إلى أجل غير مسمى.
كل هذا مقبول إجتماعيا. بلغت الحماقة ببعض العائلات إلى درجة أنها لا تعرف طعم النوم أو الراحة لكنها ترفض القيام بالشيء الصحيح وهو إبلاغ الشرطة عن المختل حتى يعرف أن الله حق. أكثر من يدعون المرض النفسي ويتصرفون بعنف وإستبداد تتوقف عجلتهم عن الدوران عند أول إتصال من ضابط الشرطة. فجأة يصبحون مسالمين. ربما يهددون قليلا ثم تخمد نار حماقتهم وإستغفالهم للناس.
لو كان من يدعي المرض، مريضا بالفعل لإستمر في حماقته إلى الحد الذي يجعل الجهات المختصة تودعه مستشفى الطب النفسي، لكن ما يحدث على أرض الواقع أنه يعرف أن لعبته قد إنتهت، وتهديداته لم تعد تجدي نفعا. في الحقيقة من يدعي المرض النفسي مع أنه في الغالب أحد الإخوة الأكبر سنا إلا أنه قد يكون أحد الأخوات أو الأم أو الأب نفسه، وعلينا أن لا نترك الأمر يمر بسهولة على هؤلاء المحتالين الذين يدمرون العائلات في صمت.
على الدولة أيضا أن تنتبه لمثل هذة الحالات التي تفسد إنتاجها من المواطنين. كل مواطن هو مصدر دخل ومصدر أمن للبلد ولا أعلم كيف تسكت الحكومات العربية عن أمثال هؤلاء أو تسمح لهم بتدمير نفسيات المواطنين القاطنين معهم في نفس البيت. على الحكومات إلتزام واضح حيال هذا الأمر فلا يجب أن تترك أحد أفراد العائلة يستمر في تدمير نفسيات المواطنين المحيطين به. فكما تحمي الدولة مواطنيها من التطرف والغلو وكل ما يهدد الأمن القومي والإجتماعي، فعليها أن تتصدى لمثل هذة السلوكيات التدميرية.
ملامح التطرف: ما يقوم به من يدعون المرض هو نوع من أنواع التطرف الذي قد لا يلاحظه المجتمع ولكنه تطرف حقيقي لا يختلف إطلاقا عن التطرف الديني أو القبلي أو العنصري وإليك بعض السمات التي تستطيع من خلالها معرفة المتمارض النفسي.
- الشك المبالغ فيه وإتهام البنت خصوصا في شرفها أو نزاهتها
- الإبتعاد عن الأنشطة الإجتماعية والعائلية
- التقتير في الإنفاق
- منع البنت من العمل أو الدراسة
- منع البنت من الزواج بإتباع سياسة تطفيش المتقدمين
- الإعتداء الجسدي المتكرر أو الإهانات اللفظية
- الإنفعال المبالغ فيه وكثرة التهديد والوعيد
- التدخل في كل صغيرة وكبيرة في البيت
- فرض الآراء بقوة وإسكات الآخرين
- التلاعب بنفسيات أفراد العائلة وخلق حالة غموض دائم
- التطرف الديني أو الفكري
إن كنت تتعرض أو تعاني من واحدة أو أكثر من النقاط أعلاه فإعلم بأنك وقعت ضحية لأحد المرضى النفسيين الذين يجب تقديم بلاغ ضدهم إلى الجهات المعنية. بكل تأكيد ستتعرض للإبتزاز العاطفي من معظم أفراد العائلة لأنهم هم أيضا ضحية للمختل العقلي الساكن معكم في البيت. للأسف فإن كثير من العائلات التي تتعرض للإضطهاد على أيدي هؤلاء تتعامل مع الموضوع بميوعة شديدة وتحاول إيجاد الأعذار للمستبد، وأكرر، خصوصا الأمهات. مرة تقول «مسكين، ولدي مريض» ومرة تقول «مسكين، ولدي مسحور» ومرات تمثل دور المنكسرة والحزينة كي لا يتخذ أي من أبنائها وبناتها أي خطوات قانونية للتخلص من المجرم. هي عمليا تشارك في الجريمة وأيديها ملطخة بدماء المواطنين الذين ضاعت حياتهم بسبب ضعفها ونفسيتها المريضة هي الأخرى.
إن كان الأب ضعيف الشخصية فلا طاعة له على تحمل الألم والإذلال. لا تسمح لأي إنسان أن يمارس القمع عليك ولا تسمح لأي إنسان مهما كان أن يصبح حجر عثرة في طريق حريتك وكرامتك. يجب أن تجاهد من أجل نفسك ومن أجل حياة كريمة لك ولكل الذين يعيشون معك. وإن كان المتطرف يعاني من أي مرض نفسي أو إختلال عقلي حقيقي فالأولى أن يودع مصحة نفسية ليكف أذاه عن الناس وأما إن كان من المتمارضين فالقانون قادر على ردعه وتعريفه الحدود التي لا يجب أن يتجاوزها. هذة هي مهمتك أنت فلا أحد يستطيع القتال بالنيابة عنك أو التقدم للقضاء ما لم تربطه علاقة مباشرة بالمتطرف.