الإكتئاب

»  الإكتئاب
مدة القراءة: 4 دقائق

الإكتئاب من الأمراض القلبية، أي هو مرض يعذب فكر و مشاعر الإنسان.

فالإنسان الذي يخالف فطرت الله و لا يحافظ على الأمانة سيعذبه الله بذلك المرض المنتشر و الذي يسميه الناس بالإكتئاب.

الله سمى صفات الإكتئاب بداخل الإنسان "باليأس و الكفر و القنوط".

✔ يقول الله : "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا"

✔ يقول الله : "لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ"

✔ يقول الله : "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ"

الإكتئاب أو كما سماه الله القنوط و اليأس و الكفر هما نتائج طبيعية تظهر في حياة الإنسان الضال.

و الضال هو كل شخص يضخم الدنيا و يلتصق بها.

و لهذا فهو معرض أكثر من غيره لدخول في دائرة الإكتئاب.

فمن يضخم الناس و أقوالهم و أفعالهم و يلتصق بهم، فهو لا شك سيعرض نفسه لشر النابع من الناس و بالتالي سيكون ذلك هو السبب وراء ظهور الإكتئاب في حياته.

و من يضخم الظروف و يلتصق بها سيكتئب بسبب الظروف.

و من يضخم المال سيكتئب بسبب المال.

و من يضخم الزواج سيكتئب بسبب الزواج.

أي شيء دنيوي و أرضي تضخمه و تلتصق به و تعطيه أكثر من قيمته سيكون هو السبب وراء اليأس و القنوط و الكفر الذي يعذبك في حياتك.

هل تعلم بأن الأنبياء عاشوا حياتهم و استطاعوا التغلب على الإكتئاب بكل سلام؟

هل تعلم أن النبي يوسف ظروفه كانت ستدفع أي شخص مؤمن بالظروف و الناس و المال إلى الإكتئاب؟

هل تعلم أن يوسف لم يكتئب و لو أنه عاش ظروف صعبة في حياته؟

هل تعلم لماذا؟

بكل بساطة لأن يوسف كان يستمد أمنه و اطمئنانه من الله و من علم الله و من وعود الله و من قدرة الله و من تدبير الله و من آيات الله.

فالإنسان الذي يُعَظِّم الله في تفكيره و مشاعره لن يعاني من الإكتئاب أبدا.

لأنه يصبح منفصل عن الواقع و بالتالي لا يتأثر به و لا يتعذب بسببه.

فالله يكفيه و يغنيه عن الظروف و الناس و المال و الشهوات.

الإكتئاب هو نتيجة طبيعية لكل إنسان لا يعبد الله في تفكيره و مشاعره، بل يعبد الناس و الظروف و المال و جسمه و فكره و مشاعره و الشركات و الشهادات و المناصب و الدنيا و زينتها.

الإكتئاب يصيب فكر الإنسان و مشاعر الإنسان الغير عابد لله، عندما يصبح الله هو فكرك و هو مشاعرك فسيختفي الإكتئاب من حياتك بقدرة كن فيكون.

فالناس ليسوا أمر تابث حتى تعبدهم، و سيأتي يوم و ستصدم فيهم و ستتعذب بسببهم، و عندما سيأتي ذلك اليوم فكن متأكد أنك ستكتئب بسبب الناس ما دمت تعبدهم و لا تعبد الله.

المال ليس أمر تابث حتى تعبده، و عبادتك للمال هي السبب الرئيسي وراء ظهور المشاكل في حياتك و بالتالي ظهور الإكتئاب.

الظروف ليست تابثة حتى تعبدها، فالظروف لن تكون دائما في صفِّك، بل هي رسول من الله تستجيب بالشر عندما تصبح عبد لها، و تستجيب بالخير عندما لا تعبدها و لا تتعلق بها و عندما تبدأ تراها على أنها إلا وسيلة لزيادة العلم و الفضل و القرب من الله.

فلا تعبد المتغيرات فتكتئب.

بل أعبد الله فهو الأحد الصمد الذي خلقك و يعلم ماضيك و حاضرك و مستقبلك.

?خلاصة سبب ظهور الإكتئاب :

عندما تصبح الدنيا هي المتحكمة في فكرك و مشاعرك و حركتك ستكتئب.

عندما يصبح الروح الذي ينزل على العباد المخلَصين و الصالحين هو المتحكم في فكرك و مشاعرك و حركتك فلن تكتئب.

?أسرع طريق للإكتئاب : عبادة الأسباب و النتائج

أي شخص يأخذ بالأسباب و يعبد و ينتظر النتيجة فهو معرض للإكتئاب.

و أي شخص يريد النتيجة و لكنه يعبد الأسباب فهو معرض للإكتئاب.

خذ بالأسباب و تحرك و لكن لا تنتظر النتيجة حتى لا تكتئب.

فالمؤمن لا تهمه الأسباب و لا نتائج، المؤمن يعمل بالأسباب المتاحة بين يديه و يرضى بالنتائج التي شائها له رب العالمين.

لهذا فهو لا يكتئب أبدا، بكل بساطة لأنه انفصل عن عالم المتناقضات و لم يعد مهتم لا بالسبب و لا بالنتيجة.

الطفل لا يكتئب لأنّه منفصل عن السبب و عن النتيجة.

انفصل أنت كذلك عن حركتك و نتائج حركتك و لن تكتئب بعد الآن.

?نصيحة لك حتى لا تكن سبب في ظهور الإكتئاب في حياة الناس :

دع دائما مساحة واسعة بينك و بين غيرك، و لا تسعى لتضييق على الناس و تحويل حياتهم إلى جحيم.

كن كعابر سبيل أينما تذهب تترك ريحا طيبة لا تعقد به حياة الناس و فكرهم و مشاعرهم و حركتهم.

الشخص الذي يُحِب السيطرة على فكر الناس و مشاعرهم و حركتهم، هو السبب الرئيسي وراء ظهور الإكتئاب في حياة الناس.

تذكر لا إكراه في الدين.

ما أن تبدأ تُكْرِه الناس على شيء معين حتى تكون أنت السبب في عذابهم و تشويه فكرهم و مشاعرهم و فطرتهم.

كن رحيما و يسيرا على غيرك حتى لا تكن سبب في قتل النفوس و زرع الحزن و الخوف و القنوط و اليأس و الكفر في القلوب.
-----------------------------------------------------
كتبه "أسامة حنف"

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الإكتئاب

    مدة القراءة: 4 دقائق

    الإكتئاب من الأمراض القلبية، أي هو مرض يعذب فكر و مشاعر الإنسان.

    فالإنسان الذي يخالف فطرت الله و لا يحافظ على الأمانة سيعذبه الله بذلك المرض المنتشر و الذي يسميه الناس بالإكتئاب.

    الله سمى صفات الإكتئاب بداخل الإنسان "باليأس و الكفر و القنوط".

    ✔ يقول الله : "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا"

    ✔ يقول الله : "لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ"

    ✔ يقول الله : "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ"

    الإكتئاب أو كما سماه الله القنوط و اليأس و الكفر هما نتائج طبيعية تظهر في حياة الإنسان الضال.

    و الضال هو كل شخص يضخم الدنيا و يلتصق بها.

    و لهذا فهو معرض أكثر من غيره لدخول في دائرة الإكتئاب.

    فمن يضخم الناس و أقوالهم و أفعالهم و يلتصق بهم، فهو لا شك سيعرض نفسه لشر النابع من الناس و بالتالي سيكون ذلك هو السبب وراء ظهور الإكتئاب في حياته.

    و من يضخم الظروف و يلتصق بها سيكتئب بسبب الظروف.

    و من يضخم المال سيكتئب بسبب المال.

    و من يضخم الزواج سيكتئب بسبب الزواج.

    أي شيء دنيوي و أرضي تضخمه و تلتصق به و تعطيه أكثر من قيمته سيكون هو السبب وراء اليأس و القنوط و الكفر الذي يعذبك في حياتك.

    هل تعلم بأن الأنبياء عاشوا حياتهم و استطاعوا التغلب على الإكتئاب بكل سلام؟

    هل تعلم أن النبي يوسف ظروفه كانت ستدفع أي شخص مؤمن بالظروف و الناس و المال إلى الإكتئاب؟

    هل تعلم أن يوسف لم يكتئب و لو أنه عاش ظروف صعبة في حياته؟

    هل تعلم لماذا؟

    بكل بساطة لأن يوسف كان يستمد أمنه و اطمئنانه من الله و من علم الله و من وعود الله و من قدرة الله و من تدبير الله و من آيات الله.

    فالإنسان الذي يُعَظِّم الله في تفكيره و مشاعره لن يعاني من الإكتئاب أبدا.

    لأنه يصبح منفصل عن الواقع و بالتالي لا يتأثر به و لا يتعذب بسببه.

    فالله يكفيه و يغنيه عن الظروف و الناس و المال و الشهوات.

    الإكتئاب هو نتيجة طبيعية لكل إنسان لا يعبد الله في تفكيره و مشاعره، بل يعبد الناس و الظروف و المال و جسمه و فكره و مشاعره و الشركات و الشهادات و المناصب و الدنيا و زينتها.

    الإكتئاب يصيب فكر الإنسان و مشاعر الإنسان الغير عابد لله، عندما يصبح الله هو فكرك و هو مشاعرك فسيختفي الإكتئاب من حياتك بقدرة كن فيكون.

    فالناس ليسوا أمر تابث حتى تعبدهم، و سيأتي يوم و ستصدم فيهم و ستتعذب بسببهم، و عندما سيأتي ذلك اليوم فكن متأكد أنك ستكتئب بسبب الناس ما دمت تعبدهم و لا تعبد الله.

    المال ليس أمر تابث حتى تعبده، و عبادتك للمال هي السبب الرئيسي وراء ظهور المشاكل في حياتك و بالتالي ظهور الإكتئاب.

    الظروف ليست تابثة حتى تعبدها، فالظروف لن تكون دائما في صفِّك، بل هي رسول من الله تستجيب بالشر عندما تصبح عبد لها، و تستجيب بالخير عندما لا تعبدها و لا تتعلق بها و عندما تبدأ تراها على أنها إلا وسيلة لزيادة العلم و الفضل و القرب من الله.

    فلا تعبد المتغيرات فتكتئب.

    بل أعبد الله فهو الأحد الصمد الذي خلقك و يعلم ماضيك و حاضرك و مستقبلك.

    ?خلاصة سبب ظهور الإكتئاب :

    عندما تصبح الدنيا هي المتحكمة في فكرك و مشاعرك و حركتك ستكتئب.

    عندما يصبح الروح الذي ينزل على العباد المخلَصين و الصالحين هو المتحكم في فكرك و مشاعرك و حركتك فلن تكتئب.

    ?أسرع طريق للإكتئاب : عبادة الأسباب و النتائج

    أي شخص يأخذ بالأسباب و يعبد و ينتظر النتيجة فهو معرض للإكتئاب.

    و أي شخص يريد النتيجة و لكنه يعبد الأسباب فهو معرض للإكتئاب.

    خذ بالأسباب و تحرك و لكن لا تنتظر النتيجة حتى لا تكتئب.

    فالمؤمن لا تهمه الأسباب و لا نتائج، المؤمن يعمل بالأسباب المتاحة بين يديه و يرضى بالنتائج التي شائها له رب العالمين.

    لهذا فهو لا يكتئب أبدا، بكل بساطة لأنه انفصل عن عالم المتناقضات و لم يعد مهتم لا بالسبب و لا بالنتيجة.

    الطفل لا يكتئب لأنّه منفصل عن السبب و عن النتيجة.

    انفصل أنت كذلك عن حركتك و نتائج حركتك و لن تكتئب بعد الآن.

    ?نصيحة لك حتى لا تكن سبب في ظهور الإكتئاب في حياة الناس :

    دع دائما مساحة واسعة بينك و بين غيرك، و لا تسعى لتضييق على الناس و تحويل حياتهم إلى جحيم.

    كن كعابر سبيل أينما تذهب تترك ريحا طيبة لا تعقد به حياة الناس و فكرهم و مشاعرهم و حركتهم.

    الشخص الذي يُحِب السيطرة على فكر الناس و مشاعرهم و حركتهم، هو السبب الرئيسي وراء ظهور الإكتئاب في حياة الناس.

    تذكر لا إكراه في الدين.

    ما أن تبدأ تُكْرِه الناس على شيء معين حتى تكون أنت السبب في عذابهم و تشويه فكرهم و مشاعرهم و فطرتهم.

    كن رحيما و يسيرا على غيرك حتى لا تكن سبب في قتل النفوس و زرع الحزن و الخوف و القنوط و اليأس و الكفر في القلوب.
    -----------------------------------------------------
    كتبه "أسامة حنف"

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين