بحثت قليلا في موضوع الهداية فعلمت لماذا الضلال منتشر بشكل كبير في الدول العربية.
الدول العربية فضلها الله عن باقي الدول بقدرة قراءة اللسان العربي و بالتالي قراءة القرآن الكريم.
و لأن هذه الدول العربية اجتمعت فيهم صفات الناس التي تُمنع عنهم الهداية الربانية فهم بذلك استحقوا الضلال و استحقوا ما يحصل لهم في بلدانهم و بيوتهم و مدارسهم و مستشفياتهم و حكوماتهم و شركاتهم.
هل تعلمون ما هي هذه الصفات التي تمنع الهداية الربانية؟
- الظلم
- الكفر
- الفسق
فما معنى كل صفة من هذه الصفات الثلاثة؟
الظلم
و هو ظلم النفس، الشخص المظلوم هو شخص ظالم لنفسه، و الشخص الظالم لناس هو شخص ظالم لنفسه، و ظلم النفس هو الشرك.
✔ يقول الله على لسان لقمان مخاطبا إبنه : "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"
و مظاهر الشرك في البلدان العربية منتشرة جدا، يكفيك أن تسمع لتوجهات الناس حتى تعلم ذلك.
فكلٌ همه المال، و الوظيفة، و الأصدقاء، و الزواج، و الشهادات، و المنصب، و السيارة الفلانية، و السفر إلى البلد الفلاني، و الظروف الفلانية، و الشخص العلامة و الشيخ الفلاني.
و كل هذه الكلمات التي نسمعها يرددها الناس في كل لحظاتهم من دون الله، تعبِّر عن الشرك و عن الظلم لنفس البشرية.
و هذا الظلم و هذا الشرك يمنع الهداية الربانية.
✔ يقول الله : "و اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
الكفر
الكفر هو طمس الحق، و الخروج عن الفطرة و الدفاع بقوة عن هذا الخروج عن الفطرة.
و هذا الأمر نجده منتشر في بلاد العرب.
فكلما ظهر متدبر جاد في تدبره لكلمات الله عز و جل، حتى تجدهم عاجزين عن التفكير و عن التخلّي عن المفاهيم التي وجدوا عليها الأباء.
و أي شخص يتمسك بالباطل بعد أن ظهر له الحق و تبين له بالبرهان و التجربة و النتيجة فهو كافر.
أي شخص يجعل سعيه كله قائم على الدنيا و زينتها مهملا بذلك اليوم الآخر و سعيه الجاد لذلك اليوم بالعمل الصالح و بالإيمان فهو كافر.
أي شخص لا يواجه مشاكله الظاهرة و يتكاسل عليها و لا يسعى لإصلاحها حتى عندما يتبين له الخلل فهو كافر.
و هذا الكفر يحرِّم على صاحبه الهداية الربانية.
✔ يقول الله : "وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"
الفسق
الفسق و هو أن تمشي عكس الطبيعي.
- كثرة الأكل فسق.
- عدم تذكر الله عند الأكل فسق.
- رمي الأزبال في الشارع فسق.
- الضجيج في الشارع فسق.
- كثرة الصراخ و عدم احترام الإختيارات الشخصية فسق.
- انعدام الحوار البناء و الصدق في ذلك الحوار فسق.
- الكلام الفارغ فسق.
- إعادة تدوير الكلام الغير النافع في خُطب الجمعة فسق.
- إرضاء الناس بالكلام و تخزين البلاوي في القلوب فسق.
- الهروب من المسؤولية فسق.
- المشي في الأرض مرحا فسق.
- المبالغة في الضحك و قلة الجدية و الفرح المفرط فسق.
- الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف فسق.
- استضعاف الموظفين و التسلط على ضعفهم و قلة حيلتهم فسق.
- يكفي أن تدخل لليوتوب الخاص بالعرب حتى ترى كمية الفسق في التعامل مع هذه الوسيلة الرحمانية (الفضائح حدث دون حرج) (الكلام الجارح حدث دون حرج) (البرامج التافهة حدث دون حرج).
...إلخ من مظاهر الخروج عن الطبيعة و الفطرة، عندما سترى العالم بقلب سليم ستدرك الكوارث الفكرية و الشعورية و الحركية التي يعاني منها الإنسان العربي (لأني عربي فأنا أتحدث عن العرب ... عندما أتعرف على ثقافة أخرى فسأسعى لإصلاح إعوجاجاتها أيضا بإذن الله)
مظاهر الفسق تمنع ظهور الهداية في الأقوام و المجموعات.
✔ يقول الله : "وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
فلا تتعجبوا إن رأيتم مفاهيم كثيرة مفهومة بشكل بعيد كل البعد عن الهداية الربانية الموجهة للبشر و خصوصا عند الأقوام العربية :
- فالصلاة مفهومة بشكل بعيد عن الفهم الحق (شرحتها في مقال سابق)
- الزكاة مفهومة بشكل بعيد عن الفهم الحق.
- لباس الأنثى مفهوم بشكل بعيد عن الفهم الحق (شرحته في مقال سابق)
- الصيام أصبح عبارة عن مبارة جري في المطبخ و البقال و لم يتم تجسيده وفق الهداية الربانية اتجاه هذا الموضوع.
- العمل مفهوم بشكل بعيد عن الفهم الحق.
- الصلاة على النبي مفهومة بشكل بعيد عن الفهم الحق (سأشرحها عندما يحين الوقت)
- حور عين مفهومة بشكل بعيد عن الفهم الحق (شرحتها في مقال سابق)
- الغلمان المخلدون مفهومة بشكل بعيد عن الفهم الحق.
- التعامل مع المال تعامل بعيد عن التعامل الحق مع المال.
- التعامل مع الآخر تعامل بعيد عن التعامل الحق مع الآخر.
... إلخ من المفاهيم و التطبيقات التي تدُل على الضلال المعلوماتي و التطبيقي المنتشر بسبب "الظلم" و "الكفر" و "الفسق" الموجود بكثرة في الدول العربية.
-----------------------------------------------------
كتبه "أسامة حنف"