و نحن في الحياة نتحرك هنا و هناك، فننسى أننا ميتون، و تغرنا الحياة الدنيا و تنسينا أن الساعة آتية يكاد الله يخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى، بما تسعى يا أيها الإنسان، فما هو السعي؟
السعي يا أيها الناس هو الحركة.
سواء حركتك الفكرية أو الشعورية أو الجسدية.
ما تسعى إليه و به، إما أن يكون نافعا لك و لغيرك أو أن يكون مفسدا لك و لغيرك.
لهذا علينا أن نعلم أن الساعة آتية.
⁉سؤال : ما هي الساعة؟
الساعة هي نهاية الحياة، نهاية الإنسان، عندما سيبعث الناس من قبورهم.
و الذي سينجو هو من يقوم بواجباته.
الذي ثقلت موازينه هو من يقوم بواجباته.
الذي ستخف موازينه هو من لا يقوم بواجباته.
الرئيس و الفرد، الأم و الأب و الإبن، المدير و الموظف ... من سيقوم بواجبه هذا هو السؤال الرئيسي الذي ستدور حوله أحداث الساعة.
أقوام الرسل كانوا يسألونهم : متى الساعة؟ و هذا سؤال خاطئ ... لأن الساعة علمها عند الله.
السؤال الحقيقي هو : "ما هي واجباتي؟"
كل إنسان عليه أن يسأل نفسه بصدق و يجيب بصدق.
فالنجاة لصادقين : "هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم"
لا تهم ظروفك و لا منصبك و لا شكلك و لا لغتك و لا معتقداتك و لا إنجازاتك ... ما يهم هو أنت ماذا فعلت اتجاه قلبك و جسمك و حياتك الآن ... هل قمت بواجبك أم لا؟
من لا يقوم بواجباته يأتي يوم القيامة و هو يحمل أوزارا فوق ظهره. كل هذه الأوزار هي دليل على أن هذا الإنسان كان مهمل لواجباته أثناء الفترة القصيرة التي قضاها على سطح الأرض.
الذي يقوم بواجباته لا يحمل أوزارا و ميزانه يكون ثقيلا.
الذي يهمل واجباته سيحمل واجباته فوق ظهره و ميزانه سيكون خفيفا.
✔ يقول الله : "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ"
✔ يقول الله : "فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ"
لهذا نقول "يا أيها الإنسان، الساعة آتية فماذا أعددت لها؟"
إليكم هذا الدرس الكامل حول دور الإنسان و ما هي الساعة؟
https://youtu.be/41AcmPNFJ_k