أهلا بك
في هذا المقال سنناقش بعض الطرق التي تستطيع القيام بها في أي مكان و زمان و التي ستعينك بإذن الله على حماية نفسك و حياتك و محيطك من العذاب و الهلاك الذي قد يصيبك في أي لحظة من لحظات حياتك
هذه الطرق هي مستوحات من عمق تجارب الحياة و من عمق ما جاء في كتاب الله
✔ يقول الله :
"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
"مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
إليك الطرق الخمسة التي ستحميك أنت و من معك من العذاب
- الطريقة الأولى : "و أنت فيهم"
هذه قاعدة خاصة بفئة معينة من البشر و هي الفئة التي فهمت الحياة كما خلقها الله
عندما تصبح من هذه الفئة فخطاب القرآن يصبح له معنى جديد تدركه أنت و لا يدركه الآخرين
عندما تصبح فاهم للحياة و تحيا وفق هذا الفهم، فالله يبدأ يخاطبك بصيغة الفرد و الخصوصية، إليك بعض الآيات التي تصبح موجهة إليك عندما تفهم الحياة بشكل سليم :
# "و ما كان الله معذبهم و أنت فيهم"
# "إنك لعلى خلق عظيم"
# "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
# "قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى"
# "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
# "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ"
# "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ"
# "وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"
# "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"
# "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ"
ما أريد إصاله لك من خلال الطريقة الأولى لحماية نفسك و من معك من العذاب هو أن تصل لمراحل مرتفعة من الإيمان و العمل الصالح في حياتك الدنيوية ... عندما تحقق هذا الأمر فقول الله عز و جل "و ما كان الله معذبهم و أنت فيهم" سيصبح واقعا في حياتك تحمي به المحيطين بك من العذاب
- الطريقة الثانية : الإستغفار
الإنسان بطبيعته كائن يخطئ و ينسى، و عندما تصبح صفة الخطأ منتشرة في الأقوام فهذا الأمر يجعل نسبة حدوث العذاب تتزايد يوم بعد يوم و شهر بعد شهر و عام بعد عام، لكي نحمي أنفسنا من العذاب فعلينا أن نتعلم الإستغفار و نكثر منه
الإستغفار ليس كلام ستردده في حياتك بل هو منهج حياة للأفراد و المجتمعات لكي يحمو أنفسهم و حياتهم من عذاب الله
فما هو الإستغفار؟
الإستغفار هو عكس الإنكار، من ينكر فعله للخطأ علما أنه علم أنه أخطأ فهذا الإنسان يصبح معرض للعذاب
المستغفر هو الشخص الذي يخطئ فيعترف بخطئه و يسعى لإصلاح ذلك في حياته و يدعو الله أن يعوض له الخسائر التي تسبب فيها الخطأ
عندما يصبح هذا الإستغفار منهج حياة عندها مستحيل أن يصيب المجتمع و الأفراد العذاب
- الطريقة الثالثة : الإيمان
أكبر إيمان بحياة الإنسان هو الإيمان بالله (خالق كل شيء و خالق الحياة) و الإيمان باليوم الآخر (الحياة الحقيقية و الأبدية و الخالية من كل العيوب و النقص)
عندما تصبح صلتك بالله و باليوم الآخر صلة قوية جدا بحيث يصبح الإيمان هو الشيء الوحيد الذي يحرك فكرك و مشاعرك، عندها ستتكون حولك طاقة ربانية تحميك تماما من العذاب النابع من الشيطان و من نفسك و الناس و الظروف و الحاضر و المستقبل و هذا ما قال الله في كتابه
"مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ"
- الطريقة الرابعة : الشكر
الشكر من الطاقات التي تسمح بزيادة النعم و الحفاظ عليها
تشكر الله على جسمك، فتستشعر قيمة وجود هذا الجسم في حياتك فتزيد قوته و تحميه من الهلاك
تشكر الله على بيتك، فتستشعر نعمة هذا البيت في حياتك فيزيد وسعه و تحميه من الهلاك
تشكر الله على سيارتك، فتستشعر دورها و أهميتها فيزيد عطاؤها و تحمي نفسك من الشر الذي قد يخرج منها
عندما تعيش حياتك و أنت شاكر لكل صغيرة و كبيرة في حياتك و تبدأ تستخدم ذلك في ما ينفعك و ينفع البشرية، عندها ستصبح محمي تماما من العذاب و هذا وعد ... جرب ذلك و سترى قيمة الشكر و نتائج ذلك على نفسك و جسمك و حياتك و ممتلكاتك
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"
- الطريقة الخامسة : الدعاء
كثير من الناس تعاني في حياتها تقريبا كل أنواع المشاكل لأنها لا تريد أن تقف لحظة صادقة بين يدي الله و تدعوه دعاء قلبي فيه استحضار لعظمة الإله
لكي تحمي نفسك و واقعك من العذاب و الهلاك تعلّم الدعاء
فالدعاء من أعظم طاقات الحياة ... و هو خطابك الفردي مع خالقك
ذلك الخطاب الذي يعلمه الله فقط
تلك الأسرار التي لا تقلها لأحد
الدعاء قوة من قوى الإنسان التي تقلب حياته رأسا على عقب
قوة التغيير الحقيقية تكمن في لحظة الدعاء الخالص لله عز و جل
عندما تجلس و تبدأ تكلّم الله فأنت هنا بدأت بفتح أبواب الغيب الذي يعلمه الله و يجهله الجميع
و إن أيّدك الله بجنوده فكن متأكّد أن كل الأمور المزعحة و المضرة في حياتك ستبدأ تختفي واحدة تلو الأخرى
اجعل دائما في يومك جلسة خاصة بينك و بين خالقك ... جلسة تحدثه بكل ما يدور في قلبك و يزعجك في فكرك و مشاعرك و حياتك
فهذه الجلسة الصادقة كفيلة و كافية لنقلك من عالم الجزئيات و المتناقضات إلى عالم الكليات و الكماليات
فالله يملك بين يديه كل القوة التي يحتاجها الإنسان في مسيرته الدنيوية
ما أن ترمي نفسك في أحضان خالقك حتى تجده معك في كل حالاتك و أحزانك و أفراحك
و عندما يصبح الله معك فمستحيل أن تتعذب بعد الآن
بسيطة الحياة و بسيطة طرق الحماية من العذاب، اعمل بذلك و سترى كمية اليسر التي ستبدأ تنعم بها في كل لحظاتك على هذه الأرض الجميلة