يا ترى هل أنت جزء من المؤامرة؟

»  يا ترى هل أنت جزء من المؤامرة؟
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

لا تقلق أنت لست عميلا لأي منظمة من المنظمات السرية التي تنوي السيطرة على العالم. بكل تأكيد أنت لست إنسانا خبيثا أو سيئا على الإطلاق والدليل أنك تحاول تطوير نفسك بإستمرار. تعمل ليل نهار من أجل تحسين وضعك وتبحث عن الخير للناس أجمعين.

أؤكد لك بأنك لست جزء من المؤامرة بالمعنى الذي تتصوره. كثير من الناس الطيبين مثلك تماما يعملون بجد من أجل قوت عيالهم آخر الشهر. طموحات عالية وأمل في المستقبل ورغم ذلك هناك خلل في المعادلة. لماذا يفشلون؟ لماذا يفشل البشر في التحرر من قبضة النظام؟

أين النظام؟ لا يوجد نظام يُطِبق سيطرته عليك. النظام إن كان هناك شيء بهذا المعنى فهو يقول لك كن إنسانا رائعا، منتجا، متفوقا، إرفع إسم بلدك عاليا وكن فخورا بنفسك، كن فخورا بوطنك. برامج الراديو والتلفزيون كلها تصب في مصلحتك في حقيقة الأمر.

دورك في المؤامرة الذي لم تكن تعلم به بل وتطبقه بما يشبه العبادة هو إحساسك بالمسؤولية تجاه إصلاح الآخرين عندما يخطئون، عندما لا يمثلون حزمة المبادىء التي تعلمتها في البيت والمدرسة والعمل والنظام الإجتماعي والنظام الديني.

دعني أخبرك بشيء. لقد تمت برمجتك بحيث تكون مطيعا للقانون. في البيت يتم قمعك، في المسجد يتم قمع فكرك، في الوظيفة يتم قمعك روحك الوثابة، في الشارع أنت تقمع الآخرين الذي لا يمثلون ما تعتقد بأنه الصواب.

عندما أرادت الدول مراقبة الناس وتحجيم دور الأفراد لم تضع شرطي على باب كل بيت وإنما إكتفت ببرمجة الناس بحيث يراقب كل منهم الآخر. ثم عززت لديهم الشعور بالإنتماء والذي لا ينتمي يصبح منبوذا. لقد تغيرت وظيفتك في الحياة من البحث عن الحرية إلى البحث عن الإنتماء لجماعة.

أنت الآن تقوم بدورك المرسوم لك بكل إخلاص. تراقب الناس، تصدر عليهم الأحكام، لا تسمح لهم بأن يكونوا مختلفين عنك. هم أيضا ينبذونك لو إختلفت. كل عمل تقوم به يجب أن يكون مقبول إجتماعيا. كيف سيبدو شكلك أمام الناس لو فقدت وظيفتك؟ كيف سيبدو شكلك لو حدثت هزة عاطفية في حياتك؟ كيف سيكون موقفك لو لم تملك وتستهلك كما يستهلك بقية البشر؟ يجب أن تشتري سيارة، يجب أن تملك بيت، يجب أن تستخدم الشامبو، يجب أن تكون لبقا مع الناس، يجب أن تتعلم آداب المائدة، سمعتك مهمة يجب أن تصنع المستحيل لتحافظ عليها.

في النهاية ما نعيش فيه هو عالم يراقب فيه المواطن المواطن الآخر ويصدر عليه الأحكام ليقمعه ويعيده إلى حظيرة الطاعة.

كن متفهما لا العوبة في يد نظام القمع الإجتماعي. تحرر منهم وإسمح لهم أن يتحرروا منك ومن أحكامك. لا تنفذ أجندات الآخرين فقط لأنهم يملكون المدارس والمعاهد ودور العبادة والبنوك المؤسسات والشركات.

فك القيد من يدك ومن أيدي الآخرين. أنت تستحق أن تعيش سعيدا.

cuffs

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    يا ترى هل أنت جزء من المؤامرة؟

    مدة القراءة: 2 دقائق

    لا تقلق أنت لست عميلا لأي منظمة من المنظمات السرية التي تنوي السيطرة على العالم. بكل تأكيد أنت لست إنسانا خبيثا أو سيئا على الإطلاق والدليل أنك تحاول تطوير نفسك بإستمرار. تعمل ليل نهار من أجل تحسين وضعك وتبحث عن الخير للناس أجمعين.

    أؤكد لك بأنك لست جزء من المؤامرة بالمعنى الذي تتصوره. كثير من الناس الطيبين مثلك تماما يعملون بجد من أجل قوت عيالهم آخر الشهر. طموحات عالية وأمل في المستقبل ورغم ذلك هناك خلل في المعادلة. لماذا يفشلون؟ لماذا يفشل البشر في التحرر من قبضة النظام؟

    أين النظام؟ لا يوجد نظام يُطِبق سيطرته عليك. النظام إن كان هناك شيء بهذا المعنى فهو يقول لك كن إنسانا رائعا، منتجا، متفوقا، إرفع إسم بلدك عاليا وكن فخورا بنفسك، كن فخورا بوطنك. برامج الراديو والتلفزيون كلها تصب في مصلحتك في حقيقة الأمر.

    دورك في المؤامرة الذي لم تكن تعلم به بل وتطبقه بما يشبه العبادة هو إحساسك بالمسؤولية تجاه إصلاح الآخرين عندما يخطئون، عندما لا يمثلون حزمة المبادىء التي تعلمتها في البيت والمدرسة والعمل والنظام الإجتماعي والنظام الديني.

    دعني أخبرك بشيء. لقد تمت برمجتك بحيث تكون مطيعا للقانون. في البيت يتم قمعك، في المسجد يتم قمع فكرك، في الوظيفة يتم قمعك روحك الوثابة، في الشارع أنت تقمع الآخرين الذي لا يمثلون ما تعتقد بأنه الصواب.

    عندما أرادت الدول مراقبة الناس وتحجيم دور الأفراد لم تضع شرطي على باب كل بيت وإنما إكتفت ببرمجة الناس بحيث يراقب كل منهم الآخر. ثم عززت لديهم الشعور بالإنتماء والذي لا ينتمي يصبح منبوذا. لقد تغيرت وظيفتك في الحياة من البحث عن الحرية إلى البحث عن الإنتماء لجماعة.

    أنت الآن تقوم بدورك المرسوم لك بكل إخلاص. تراقب الناس، تصدر عليهم الأحكام، لا تسمح لهم بأن يكونوا مختلفين عنك. هم أيضا ينبذونك لو إختلفت. كل عمل تقوم به يجب أن يكون مقبول إجتماعيا. كيف سيبدو شكلك أمام الناس لو فقدت وظيفتك؟ كيف سيبدو شكلك لو حدثت هزة عاطفية في حياتك؟ كيف سيكون موقفك لو لم تملك وتستهلك كما يستهلك بقية البشر؟ يجب أن تشتري سيارة، يجب أن تملك بيت، يجب أن تستخدم الشامبو، يجب أن تكون لبقا مع الناس، يجب أن تتعلم آداب المائدة، سمعتك مهمة يجب أن تصنع المستحيل لتحافظ عليها.

    في النهاية ما نعيش فيه هو عالم يراقب فيه المواطن المواطن الآخر ويصدر عليه الأحكام ليقمعه ويعيده إلى حظيرة الطاعة.

    كن متفهما لا العوبة في يد نظام القمع الإجتماعي. تحرر منهم وإسمح لهم أن يتحرروا منك ومن أحكامك. لا تنفذ أجندات الآخرين فقط لأنهم يملكون المدارس والمعاهد ودور العبادة والبنوك المؤسسات والشركات.

    فك القيد من يدك ومن أيدي الآخرين. أنت تستحق أن تعيش سعيدا.

    cuffs

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين