إن لم يكن لك جانب مظلم في شخصيتك فأنت تخدع نفسك، تنكر طبيعتك أو على الأقل أنت تنكر على نفسك أحد الجوانب المهمة في تكوينك وهذا قد يعود إلى فكرة الملائكية التي زرعت في ذهنك منذ الطفولة.
طبعا نحن تربينا في مجتمعات حكماؤها ( حكماء الجهل والتخلف ) من أغبى ما خلق الله عندما أوهمونا أن على الإنسان عمل الخير دائما والإنغماس فيه والنظر إلى كل ما يعتبر عرفا خير أو طيب. وعلى الجانب الآخر حذرونا أشد التحذيرات من الشر والشيطان والخطأ فصار الناس في ظاهرهم طيبون لكنهم في باطنهم أضعف من جرادة أمام الخبث والظلام.
لماذا؟ !!
لأننا عشنا الوهم، وهم الملائكية الزائفة والعفاف الزائف والطهارة الزائفة والطيبة الملوثة. تقريبا كل شيء ملوث لأننا أنكرنا الحقيقة وأنكرنا الجانب المظلم في شخصياتنا. أنكرنا قدرتنا على عمل الأشياء الخاطئة، أنكرنا أن العهر أخو العفاف وأن الشذوذ أخو الإستقامة وأن السرقة أخت الأمانة.
وهذا هو سبب ظهور شخصيات مهزوزة، تفقد توازنها من أول لقاء مع الخطأ فهي إما تعارضه بشدة وبحماقة فيتزايد أو تنغمس فيه دون وعي فتفقد قيمها الأساسية.
عندما تكتشف الجانب المظلم من شخصيتك وتكتشف قدرتك على القيام بأبشع الأمور أنت هنا في موقع يسمح لك بإختيار النور. أنت تختار لأن القوة في الإختيار. أنت تختار أن تكون طيبا ليس لأنه الخيار الوحيد ولكن لأنك تختار بوعي، أنت تعرف ما هو موجود على الجانب الآخر، هو لا يخيفك أبدا. تستطيع بكل سهولة أن تقتل، أن تسرق، أن تختلس، أو تخدع الناس، أن تثير الفتن، أن تمارس الدعارة، أن توهم الآخرين بأشياء غير صحيحة لتحقق مصلحة شخصية لكنك بإرادتك وبإختيارك تقرر إختيار الخير والنزاهة. هذة هي القوة الحقيقية لأن هناك مليارات البشر يقومون بعمل الخير ولكن قليل منهم يقومون به لأنه خيارهم الأول الذي هم مقتنعون منه تماما. القوة تنبع من حرية الإختيار لذلك لا يملك المستعبدون هذا الحق. فقط عندما تملك نفسك تستطيع أن تقرر كيف تريد أن تكون حياتك.
الشخص الذي يقرر في شؤن نفسه وتعامله مع الحياة هو بطريقة غير مباشرة يقرر نوعية الناس التي تدخل حياته ونوعية الظروف التي تحدث فيها.
أنت إخترت الخير أو إخترت الصلاح أو الطهارة بإرادتك بعد أن عرفت الشر وعرفت الجانب المظلم. إخترت لأن هذا يلائم روحك وليس خوفا من الناس أو العقاب، لأن روحك تريد الخير، والآن جاء وقت إختيار نوعية الحياة. تستطيع بكل سهولة الوقوف على أرض الكوكب والإعلان أنك تريد هكذا أصدقاء وهكذا ظروف وهكذا مواقف ولن يجرؤ أحد على الإعتراض عليك لأنك تشع بالقوة، القوة التي إكتسبتها من قوة الإختيار على بينة.
تستطيع تحديد ملامح شخصية من ستحب أو يدخل حياتك بناء على شخصيتك التي تعيشها الآن. شخصيتك التي صنعتها بإختياراتك الواعية. لا يمكن أن تخطىء أبدا لأنك تخلق بالإختيار لا بالهروب من الحياة.
الرجاء قراءة الموضوع عدة مرات قبل أن تسأل أي سؤال. هذا موضوع للتفكير وليس للكلام الزايد