أطفالنا والمنطق

»  أطفالنا والمنطق
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

أطفالنا والمنطق

 

تربية الأطفال: في معظم مناطق العالم يتم التعامل مع الأطفال على أنهم سذج، لا يعقلون شيء وبهذا يتم الإعتداء على المنطق السليم لديهم. فالطفل منذ الولادة وإلى أن يصل ٦ أو ٧ أو حتى ١٠ سنوات هو في مرحلة جمع معلومات عن العالم المحيط به. كل ما يقال له يشكل برمجة لما سيكون عليه في المستقبل وكيف سيستخدم عقله. ما يحدث الآن دون علم هو برمجة الأطفال على منطق يقوم على الخيال والكذب، فينشأ أطفالنا وهم يعتقدون أن الخيال والكذب هو التفكير المنطقي السليم. سنوات ونحن نكذب عليهم بحيث صاروا مقتنعين أن الشرطي يمثل السجن والإبتعاد عن الأهل، أو أن هناك مخلوق إسمه ( أم حمار ) أو ( عيشة قنديشة ) وكل مجتمع له خرافاته الخاصة، وعندما يكبر الأطفال يكتشفون عدم وجود هذة الأشياء لكن أيضا يستنبطون أن الكذب لا بأس به. فالقيمة ليست في القصة ذاتها ولكن فيما يفسره عقل الطفل لاحقا.

أيضا لدينا قصص الأطفال التي تعج بالخيال والذي نسميه إبداع ولكنها في الحقيقة تبرمج أطفالنا على عدم وجود منطق وهذا ما نراه واضحا في أفلام الكرتون على سبيل المثال، إذ يستطيع الأبطال الطيران في الهواء وعمل الخوارق وتحطيم الأعداء بأشعة من عيونهم وإندماج شخصين في شخص واحد وما إلى ذلك من خيال لا يستند على منطق أبدا. عندما يسألنا أطفالنا عن بعض الأمور فإننا نستصغر عقولهم ونخبرهم بأشياء وهمية تميل إلى الخيال البعيد عن المنطق وهذا بدوره يحفزهم للإنغماس في الخيال وترك الواقع أو المنطق.

عندما يكبرون يصبحون منفصلين عن الواقع ولا يستطيعون إستخدام عقولهم بشكل منطقي، وهذا واضح جدا من الإستنباط الذي يتوصل إليه كثير من الناس إذ لا يستطيعون إجراء أي عمليات عقلية بسيطة فيتحولون إلى دمى تتحرك وتبحث عن إجابات جاهزة وحتى لو وجدت الإجابات الجاهزة فإنها لا تستطيع إستخدام المنطق لتفكيكها وعليه فإنها بحاجة إلى شرح الطريقة بشكل متسلسل. بدون وجود طريقة وخطوات واضحة لا يستطيع الرجل البالغ أن يفكر منطقيا في المعطيات ومن ثم يستنتج الطريقة. وهذا ما أدى إلى إنتشار طريقة التلقين المشهورة في معظم دول العالم وخصوصا العالم العربي.

إنها الخرافات والخيال واللا منطق الذي يتربى عليه الناس في طفولتهم، الذي يحولهم إلى آلات صماء لا تجيد التفكير المنطقي. لسنا بحاجة لصناعات روبوتات من معدن وبلاستيك، فالموجود الآن من بشر يقوم بالغرض وزيادة. إن كنا جادين في إنتشال الأجيال القادمة من وحل اللا منطقية فعلينا أن نبدأ من الآن في تدريب أطفالنا على التفكير المنطقي السليم، أن نساعدهم على الإستنباط، أن نعطيهم جزء من الأحجية ونسمح لهم بإكتشاف الجزء المتبقي ضمن القوانين الكونية والطبيعية المعروفة كقانون الجاذبية مثلا. لا يعقل أن نسكت عندما يقول أحد الأطفال أنه يستطيع الطيران بمظلة مطر. يمكننا في هذة الحالة أن نقول له وهل رأيت أحدا يطير بمظلة مطر؟ هل جربت؟ بكل تأكيد سيفشل في إثبات هذا الشيء وحينها نخبره شيئا بسيطا عن الجاذبية بما يناسب عقله، وأن عليه أن يفلت منها وهذا يتطلب صنع صاروخ أو طائرة، إلخ ...

نعلمهم المنطق حتى نتعلم نحن المنطق ونصلح ما أفسده الفكر القديم. الأطفال الذين يتربون على المنطق يقودون مجتمعاتهم نحو التقدم، ولا يستطيعون ذلك إن عاشوا مع والدين يغذونهم بالوهم لأنهم يخجلون من ذكر حقائق الحياة لهم. أو لأنهم يخافون من عدم تمكنهم من السيطرة على أولادهم. المنطق له ثمن وأوله أن يتخلص الإنسان من حب التملك، فولدك أو إبنتك الذين تعلموا المنطق سيرهقونك ويسدون عليك طريق التلاعب بهم ولن تستطيع السيطرة عليهم وتجعلهم خانعين لك.

أخبرتك هذا حتى تعرف تماما متى ستخون نفسك، عندما يتغلب عليك حب الذات على القيام بالشيء الصحيح.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أطفالنا والمنطق

    مدة القراءة: 3 دقائق

    أطفالنا والمنطق

     

    تربية الأطفال: في معظم مناطق العالم يتم التعامل مع الأطفال على أنهم سذج، لا يعقلون شيء وبهذا يتم الإعتداء على المنطق السليم لديهم. فالطفل منذ الولادة وإلى أن يصل ٦ أو ٧ أو حتى ١٠ سنوات هو في مرحلة جمع معلومات عن العالم المحيط به. كل ما يقال له يشكل برمجة لما سيكون عليه في المستقبل وكيف سيستخدم عقله. ما يحدث الآن دون علم هو برمجة الأطفال على منطق يقوم على الخيال والكذب، فينشأ أطفالنا وهم يعتقدون أن الخيال والكذب هو التفكير المنطقي السليم. سنوات ونحن نكذب عليهم بحيث صاروا مقتنعين أن الشرطي يمثل السجن والإبتعاد عن الأهل، أو أن هناك مخلوق إسمه ( أم حمار ) أو ( عيشة قنديشة ) وكل مجتمع له خرافاته الخاصة، وعندما يكبر الأطفال يكتشفون عدم وجود هذة الأشياء لكن أيضا يستنبطون أن الكذب لا بأس به. فالقيمة ليست في القصة ذاتها ولكن فيما يفسره عقل الطفل لاحقا.

    أيضا لدينا قصص الأطفال التي تعج بالخيال والذي نسميه إبداع ولكنها في الحقيقة تبرمج أطفالنا على عدم وجود منطق وهذا ما نراه واضحا في أفلام الكرتون على سبيل المثال، إذ يستطيع الأبطال الطيران في الهواء وعمل الخوارق وتحطيم الأعداء بأشعة من عيونهم وإندماج شخصين في شخص واحد وما إلى ذلك من خيال لا يستند على منطق أبدا. عندما يسألنا أطفالنا عن بعض الأمور فإننا نستصغر عقولهم ونخبرهم بأشياء وهمية تميل إلى الخيال البعيد عن المنطق وهذا بدوره يحفزهم للإنغماس في الخيال وترك الواقع أو المنطق.

    عندما يكبرون يصبحون منفصلين عن الواقع ولا يستطيعون إستخدام عقولهم بشكل منطقي، وهذا واضح جدا من الإستنباط الذي يتوصل إليه كثير من الناس إذ لا يستطيعون إجراء أي عمليات عقلية بسيطة فيتحولون إلى دمى تتحرك وتبحث عن إجابات جاهزة وحتى لو وجدت الإجابات الجاهزة فإنها لا تستطيع إستخدام المنطق لتفكيكها وعليه فإنها بحاجة إلى شرح الطريقة بشكل متسلسل. بدون وجود طريقة وخطوات واضحة لا يستطيع الرجل البالغ أن يفكر منطقيا في المعطيات ومن ثم يستنتج الطريقة. وهذا ما أدى إلى إنتشار طريقة التلقين المشهورة في معظم دول العالم وخصوصا العالم العربي.

    إنها الخرافات والخيال واللا منطق الذي يتربى عليه الناس في طفولتهم، الذي يحولهم إلى آلات صماء لا تجيد التفكير المنطقي. لسنا بحاجة لصناعات روبوتات من معدن وبلاستيك، فالموجود الآن من بشر يقوم بالغرض وزيادة. إن كنا جادين في إنتشال الأجيال القادمة من وحل اللا منطقية فعلينا أن نبدأ من الآن في تدريب أطفالنا على التفكير المنطقي السليم، أن نساعدهم على الإستنباط، أن نعطيهم جزء من الأحجية ونسمح لهم بإكتشاف الجزء المتبقي ضمن القوانين الكونية والطبيعية المعروفة كقانون الجاذبية مثلا. لا يعقل أن نسكت عندما يقول أحد الأطفال أنه يستطيع الطيران بمظلة مطر. يمكننا في هذة الحالة أن نقول له وهل رأيت أحدا يطير بمظلة مطر؟ هل جربت؟ بكل تأكيد سيفشل في إثبات هذا الشيء وحينها نخبره شيئا بسيطا عن الجاذبية بما يناسب عقله، وأن عليه أن يفلت منها وهذا يتطلب صنع صاروخ أو طائرة، إلخ ...

    نعلمهم المنطق حتى نتعلم نحن المنطق ونصلح ما أفسده الفكر القديم. الأطفال الذين يتربون على المنطق يقودون مجتمعاتهم نحو التقدم، ولا يستطيعون ذلك إن عاشوا مع والدين يغذونهم بالوهم لأنهم يخجلون من ذكر حقائق الحياة لهم. أو لأنهم يخافون من عدم تمكنهم من السيطرة على أولادهم. المنطق له ثمن وأوله أن يتخلص الإنسان من حب التملك، فولدك أو إبنتك الذين تعلموا المنطق سيرهقونك ويسدون عليك طريق التلاعب بهم ولن تستطيع السيطرة عليهم وتجعلهم خانعين لك.

    أخبرتك هذا حتى تعرف تماما متى ستخون نفسك، عندما يتغلب عليك حب الذات على القيام بالشيء الصحيح.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين