يبيع الورد منذ سنين على ناصية احدى الشوارع العتيقة .. التي اكل الدهر عليها وشرب … ولكل منا نصيب من مهنته … وكان نصيبه رقة القلب والفراسة بمن حوله …فهو يشعر بنسائم الامزجة سريعا … وان بعدت المسافات…
اعتاد انتظار هذا الوقت كل عام حيث يهب رذاذ الحب كانه يُرش من قارورة عطر قديمة .. تخبأ من سنة لاخرى … حيث يميل الناس لان يكونوا الطف .. اكثر رقة … وربما تذكروا بضاعته حينها اكثر ..
فهو يقرأ زبونه وهو قادم من بعيد حتى قبل ان يشرع بالكلام … وقد اعتاد على انواعهم…
زبون يحب ان يصدق انه عاشق … حتى لو لم يكن ..ذلك الخداع الجميل للنفس ..كانه يطبطب عليها ..نعم لدي حبيب مثل كل البشر .. حتى وان كان خياليا …
وزبون يعيش على قيد الامل .. يرى في عينيه وحشة الوحدة … حسرة يشوبها الامل بيوم قد ياتي … قد تدب الروح في قصة حبه الميتة … ربما يجد من يشتري له الورد ذات يوم …
وزبون عاشق حقا ..يشعر بنسائمه تهب من بعيد …يرى اليوم عيدا اخر من اعياد عشقه الجميل … يوما يجره جراً الى نصفه الاخر وان اضاعه برهة في طرقات الحياة.. يراه يبتسم لذاكرته عند شراءه الورد .. ربما تذكر شهقة اللقاء الاول … ربما ضحكة … او كلمة حب …
اما هو … فانه يهدي نفسه وردة حمراء كل عام ..يضعها في قدح ماء قرب الشباك … مفرغا المكان لحبيبة قد تاتي يوما ..
كل عيد وانتم بالف حب ..
سرى البدري
عمي يا بياع الورد ..
14 فبراير, 2019
نشر بواسطة Sura Al-Badri
مدة القراءة: < 1 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار