لطالما كانت حياتنا حافلة بالتناقضات ..وهذا أمر بات معروفا للواعيين فقط ...في الوقت الذي كنا نسمع تاريخنا الماجد ونساء الصحابة ونحن في أوج عزنا عن الزواج والطلاق والطلاق والزواج لنفس السيدة ونفس الرجل وكانت قصصا تروى على أنها من فضائل و رفعة مجتمعنا في الماضي السحيق وفي الوقت نفسه يأتينا من يصنف الحلال الى أجمل وأبغض ..فكان أجمله الزواج وأبغضه الطلاق ..عجبا ,,,كيف يصنف الطلاق بالأبغض وفي دستورنا الكريم سورة كاملة سميت بالطلاق .. سؤال لطالما راودني للبحث عنه ..وكيف يكون أبغضا وقصص الصحابة ملئى بهذه الحالة الإجتماعية بل و زواج المرأة الأرملة بكل سهولة و يسر و دون شبهات أو تعقيدات كما هو الحال الآن ..أو انتقاص خياراتها ..
مالذي حدث وحول الطلاق الى أبغض وأصبح جريمة متهمها الرئيسي المرأة و يعاقبها المجتمع بكل قوته ويختار لها ان تبقى كما هي أو تقبل بأسوا الخيارات نتيحة تلك الفعلة والكبيرة بحق الرجل والعائلة .. بل وقد تتهم بسوء الخلق او تطعن بعفتها نتيجة هذا الخيار ..
لماذا شرع الله الطلاق ؟ او ليس يعلم الله ما خلق ... ولو كان الطرفين من الملائكة خلقا وخلقا ولم تنسجم أرواحهم معا .. مالذي سيبقيهم معا في تلك المؤسسة التي أهم أركانها يتهاوي .. المودة والرحمة والانسجام ...
ذلك المسمى .. أو الإفتراء بأن أبغض الحلال عند الله الطلاق ..كان برأي السبب في ما يحدث اثناء وبعد الطلاق ..وهي تخدم الرجل بشكل أساسي ليكمل استعباده للمرأة والسيطرة عليها .. فأصبح يستخدم الطلاق وسيلة لذل المرأة و أولادها وعقابها على كل المستويات المادية والمعنوية ..بتمهة رفضها العيش معه بالرغم من أنه قد كره العيش معها كما هي تماما ..وبالرغم من أن حياتهم تسير بعذابات ليس لها نهاية و انعدام للمودة والإنسجام ..بل و انعدام للعلاقة الحميمة بينهما ومع ذلك يعتبر الطلاق جريمة ..وهو يعلم يقينا أن الطلاق العاطفي قد حدث منذ سنين خلت ومع ذلك يبقي نفسه بأسر كبير يتحمل عذاباته على أن يختار حرية روحه و مرورها الآمن عبر طلاق صحي للرجل والمرأة و أولادهما .ز يرضي الله ويبقيه رجلا ..الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان .. ذلك أمر الله ..
عندما تبدأ نية الطلاق بالظهور تبدأ حربا ضروس تأكل الاخضر واليابس وتذهب الأطفال ضحية أناس لا تتقي الله ولا تعرف من أمره شيء بل ولا تحترم أنفسها ولا كرامة بشرية لها ..يبدأ التشهير بالآخر و كأنهم ما كانوا معا يوما و ما كان بينهم شيئأ يذكر ..هذه الحرب شخصية مع الرجل لزوجته التي ستصبح سابقة والتي تنتهي بأطفال مشوهين نفسيا أو مجرمين وإمرأة تعاني الهوان بالعيش والكرامة .. ثم لتبدأ حرب المجتمع والتي يقودها معا الرجال والنساء من ذوي الإعاقات الفكرية والنفسية ليكملوا حربهم ضد تلك التي طلبت حريتها وحرية أبنائها من رجل لم يصلح لها ولم تصلح هي له ..
عندما نكون معا بنفس الوجهة في قطار الحياه نكن معا .. وعندما تتغير وجهة احدهم ..وجب ركوب قطار آخر والنزول من ذلك القطار هذا في حالة كان الزواج بأصله فيه نوع من الصحة .وإن كان خاظئا بمجمله من البداية فكان ركوب ذلك القطار مرحلة آن أوآن توقفه ونزول أحدهم منه ليرى النور الذي في الخارج ..وليترك مساحة فارغة لشريكه السابق ومتسعا من الراحة والحرية لهما ..
لم يكن تصنيف الحلال بوما ما واردا في تشريع الخالق ..فالحلال حلال والطيب طيب والخبيث خبيثا .. وسيبقى ..
ماذا نتوقع من زواج خاطئ تأسر فيه الأرواح وتخطيء في الاختيارات من البداية ..تلك النتيجة الطبيعية التي ينكرها الكثيرين ويسعون لبقاء أرواحهم بالأسر رغم أنفها ...
خيار الانفصال هو خيار موفق لمن يريد لنفسه خيرا ..بل ويجب أن يمر مرورا آمنا فيه الحب والسلام والوعي العالي لمصلحة جميع الأطراف خاصة إن كان هناك أطفال ..فلا يشهر أحد بالآخر ,,ولا يسئ إليه .ولا ينكر الخير الذي كان ..إذ لابد أنه كان هناك خير .. لتفصل العلاقة الخاصة ولتتحول الى صداقة يتوجها الاحترام بين الطرفين .. ليجمعكم اتفاق مادي ومعنوي تحققون فيه آمانا لاطفالكم وقدوة جيدة في الشراكة وفي فصلها ..ما المانع من ذلك ..سوى امراض نفسية تقف حاجزا بينكم وبين رقي علاقاتكم اثناء وبعد الانفصال .. في هذا الموضوع الشرح والاسباب تطول ...ولايتسع لها مقالة او عنوان ...فقط كن على خلق مع من كنت ولا تكن فجارا ناكرا لأيام وليال خلت وانجبت ثمرا ..وأقلها لا تجعلوا هذا الثمر يتعفن بين مرمى احقادكم وانتقامكم غير المبرر ...
اتبعوا امر الله هذا كل ما ينقصكم ... وأحسنوا الظن فيه فطلاكم تطهير لأرواحكم واستعداد لزواج افضل إن كنتم تؤمنون ...
عيشها صح ....غادة حمد