...

أفكار متسلسلة - ١١

»  أفكار متسلسلة - ١١
مدة القراءة: 2 دقائق

نمو ونماء وتنمية

هذا العالم مبني على النمو المستمر، كل شيء يجب أن ينمو، كل شيء يجب أن يؤدي إلى الربح. هكذا صمم الله الكون وهذا هو قانون الحياة. أن تحيا هو أن تنمو وأن تتقدم. من خلال المقالات العشرة السابقة لا يمكننا إلا ملاحظة عملية النمو أو ملاحظة عملية التخلص مما يعيق النمو من أفكار ومشاعر وأعمال. لذلك وبعد أن يتمكن الإنسان من النجاح فإن عليه الإستمرار في التنمية بلا توقف أو تراجع. تنمية الأرباح، تنمية الفكر، تنمية النفس، تطوير آليات عمل جديدة وخلق فرص عمل جديدة للمحتاجين وغير المحتاجين.

التاجر ينمي تجارته وينشىء المحال التجارية وسلاسل المتاجر التي يستفيد منها الناس سواء عمال وموظفين ومدراء أو كمستهلكين. المهندس يطور أساليب عمل ويبتكر تصاميم ترتقي بالعمل وتسهل حياة الناس، مصمم الديكور يبدع ويخلق تصاميم أكثر حداثة أو ألطف تأثيرا على النفس، المدرس يطور أساليبه التعليمية ويثري أدواته المعرفية ليتمكن من خدمة المتعلمين بشكل أفضل. يتطور الجيل التالي أكثر من الجيل السابق. التوقف عن التطوير والنمو في جميع المجالات يؤدي إلى الفقر وإلى ظهور الحاجة عند الناس لأنهم توقفوا عن تطوير حياتهم. أي شعب يتوقف عن تطوير حياته وأفكاره وأدواته يكثر فيه الفقر والفقراء الذين لا يجدون فرص عمل فتنشأ عن ذلك ثقافة بائسة تعتمد على الصدقات والإحسان وعطايا الأغنياء.

مهما أعطى الأغنياء من أموالهم فإن هذا لن يسد حاجة الفقراء رغم أن الأرقام توهمنا بغير ذلك. ليس على الأغنياء والمهتمين بتنمية المجتمع إطعام الناس وإنما الإستمرار في تطوير الحياة وتطوير أعمالهم ليسدوا حاجات المجتمع الأساسية مع إحتفاظهم بأموالهم حلالا عليهم. وإن سدت الحاجات الأساسية فعلى الأغنياء العمل أكثر على تطوير أعمالهم بحيث تخرج من سد الأساسيات إلى توفير الرفاهية والتسلية والإرتقاء بالذوق العام وتعزيز دور الفنون والآداب والعلوم والفكر والروح. إنها عمليه لا منتهية من النمو المستمر التي تعود بالنفع على الجميع بلا إستثناء.

هذا قد يبدو مستحيلا من منطق العربي لكن الشاهد أن دول كالدنمارك وبلجيكا والسويد وغيرها إستطاعت تحقيق القضاء على الفقر والحاجة لدى جميع مواطنيها. لا يوجد شيء إسمه فقر أو صدقات أو حاجة للمحسنين. في الحقيقة وجود المحسنين أو كثرتهم في بلد إنما تعني وجود خلل جسيم في الفكر التنموي لذلك الشعب. نحن لسنا بحاجة لمحسنين بقدر حاجتنا إلى أشخاص يفهمون القوانين الكونية ويطبقونها في حياتهم ويبنون مجتمعاتهم على أساسها.

للأسف فإن عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح إلا بإنتاج أشخاص إتكاليين في بيئة تستمرىء المتصدقين وتقنع الفقراء أن هذا هو قدرهم المكتوب.

أنت كإنسان واعي لا تقع في مصيدة الإحسان والتصدق على الفقراء وإنما إستمر في تنمية وتطوير أعمالك وأساليبك حتى تتمكن من توفير فرص عمل شريف يسد الحاجة للمحسنين. تذكر، لا يكثر المتصدقين إلا في المجتمعات المتخلفة، أما المجتمعات المتطورة فتحتاج للأيدي العاملة الماهرة التي تتقاضى أجور عالية تغنيها مذلة السؤال.

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أفكار متسلسلة - ١١

    مدة القراءة: 2 دقائق

    نمو ونماء وتنمية

    هذا العالم مبني على النمو المستمر، كل شيء يجب أن ينمو، كل شيء يجب أن يؤدي إلى الربح. هكذا صمم الله الكون وهذا هو قانون الحياة. أن تحيا هو أن تنمو وأن تتقدم. من خلال المقالات العشرة السابقة لا يمكننا إلا ملاحظة عملية النمو أو ملاحظة عملية التخلص مما يعيق النمو من أفكار ومشاعر وأعمال. لذلك وبعد أن يتمكن الإنسان من النجاح فإن عليه الإستمرار في التنمية بلا توقف أو تراجع. تنمية الأرباح، تنمية الفكر، تنمية النفس، تطوير آليات عمل جديدة وخلق فرص عمل جديدة للمحتاجين وغير المحتاجين.

    التاجر ينمي تجارته وينشىء المحال التجارية وسلاسل المتاجر التي يستفيد منها الناس سواء عمال وموظفين ومدراء أو كمستهلكين. المهندس يطور أساليب عمل ويبتكر تصاميم ترتقي بالعمل وتسهل حياة الناس، مصمم الديكور يبدع ويخلق تصاميم أكثر حداثة أو ألطف تأثيرا على النفس، المدرس يطور أساليبه التعليمية ويثري أدواته المعرفية ليتمكن من خدمة المتعلمين بشكل أفضل. يتطور الجيل التالي أكثر من الجيل السابق. التوقف عن التطوير والنمو في جميع المجالات يؤدي إلى الفقر وإلى ظهور الحاجة عند الناس لأنهم توقفوا عن تطوير حياتهم. أي شعب يتوقف عن تطوير حياته وأفكاره وأدواته يكثر فيه الفقر والفقراء الذين لا يجدون فرص عمل فتنشأ عن ذلك ثقافة بائسة تعتمد على الصدقات والإحسان وعطايا الأغنياء.

    مهما أعطى الأغنياء من أموالهم فإن هذا لن يسد حاجة الفقراء رغم أن الأرقام توهمنا بغير ذلك. ليس على الأغنياء والمهتمين بتنمية المجتمع إطعام الناس وإنما الإستمرار في تطوير الحياة وتطوير أعمالهم ليسدوا حاجات المجتمع الأساسية مع إحتفاظهم بأموالهم حلالا عليهم. وإن سدت الحاجات الأساسية فعلى الأغنياء العمل أكثر على تطوير أعمالهم بحيث تخرج من سد الأساسيات إلى توفير الرفاهية والتسلية والإرتقاء بالذوق العام وتعزيز دور الفنون والآداب والعلوم والفكر والروح. إنها عمليه لا منتهية من النمو المستمر التي تعود بالنفع على الجميع بلا إستثناء.

    هذا قد يبدو مستحيلا من منطق العربي لكن الشاهد أن دول كالدنمارك وبلجيكا والسويد وغيرها إستطاعت تحقيق القضاء على الفقر والحاجة لدى جميع مواطنيها. لا يوجد شيء إسمه فقر أو صدقات أو حاجة للمحسنين. في الحقيقة وجود المحسنين أو كثرتهم في بلد إنما تعني وجود خلل جسيم في الفكر التنموي لذلك الشعب. نحن لسنا بحاجة لمحسنين بقدر حاجتنا إلى أشخاص يفهمون القوانين الكونية ويطبقونها في حياتهم ويبنون مجتمعاتهم على أساسها.

    للأسف فإن عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح إلا بإنتاج أشخاص إتكاليين في بيئة تستمرىء المتصدقين وتقنع الفقراء أن هذا هو قدرهم المكتوب.

    أنت كإنسان واعي لا تقع في مصيدة الإحسان والتصدق على الفقراء وإنما إستمر في تنمية وتطوير أعمالك وأساليبك حتى تتمكن من توفير فرص عمل شريف يسد الحاجة للمحسنين. تذكر، لا يكثر المتصدقين إلا في المجتمعات المتخلفة، أما المجتمعات المتطورة فتحتاج للأيدي العاملة الماهرة التي تتقاضى أجور عالية تغنيها مذلة السؤال.

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين