أن تعيش اللحظة هو أن تعيش اللحظة، تعيش الموقف، أن تعبر عن الموقف أو الحدث الذي يحدث الآن، هذا سيخلصك من الكثير من المخاوف والشكوك ويريح عقلك كثيرا. عند حدوث حدث ما أو سماع خبر ما، يبدأ الناس عمليات عقلية ونفسية كثيرة فيستهلكون طاقتهم بلا فائدة. فاللحظة مليئة بأحداث كثيرة وهي ليست بحاجة للمزيد وإليك عناصر اللحظة بالتفصيل.
- الحدث: خبر، مقال، موقف، حادث، مقابلة إنسان، إلخ...
- مكان الحدث: التلفزيون، الإنترنت، الشارع، البيت، البلد، المدينة، إلخ....
- الأشخاص أو العناصر المتواجدة في الحدث: أنت، الأهل والأصدقاء، أشخاص آخرين، حيوانات، جماد، نبات
- المراقب، أنت: شخصيتك المتجردة من الأنا
- نتائج الحدث: سعيدة، حزينة، نجاح، فشل، تجلي
- مشاعرك نحو الحدث: سعادة، فرح، حزن، إحباط، غضب
- ردة فعلك تجاه الحدث: تقبل أو إعتراض
- التأثير: نمو أو تراجع
- الحالة الشعورية: إستمتاع أو الم
الآن دعنا نرى، كم عنصر من العناصر التسعة أعلاه تكون منتبها إليه أثناء اللحظة؟ إن كنت كمعظم الناس فأنت لن ترى إلا الحدث ونفسك. أما مشاعرك وردة فعلك ستكون تلقائية، في الغالب يقضي معظم الناس أوقاتهم في التفكير اللا شعوري في الحدث فيرسمون تداعياته بطريقة درامية، إذ تتسرب إليهم الأفكار حول الحدث من الماضي وتوقعات المستقبل، ثم يدخلون في دوامة أفكار لا منتهية. ورغم أن هذة العملية لا تستغرق إلا ثوانٍ معدودة إلا أنها تبدو كالدهر بالنسبة للعقل. تستمر تلك الدوامة من الأفكار حتى يحدث حدث آخر بعد دقيقة أو دقيقتين أو أكثر.
هذة العملية المرهقة تضيع أكبر قيمة من الحدث وهو النمو. النمو الروحي والنمو الفكري والنمو الشعوري. يخسر الإنسان كثيرا من لحظات النمو لأنه يعيش دوامة أفكاره السابقة حول الحدث وينسى الحدث نفسه. هناك أيضا أمر آخر مهم وهو تفاعل الآخرين مع الأحداث التي يصنعها الإنسان نفسه. نحن نعرف أن الآخرين لا يعيشون اللحظة وبذلك هم لا يعيشون الحدث وهذا يجعل ردود أفعالهم تعبر عن داواماتهم الفكرية أو الشعورية، فإن سمحنا لهم بالتواجد في لحظاتنا أفسدوها علينا وربما حولوها من إستمتاع إلى ألم.
اللحظة أكبر بكثير مما يتوقع أكثر الناس لأن اللحظة هي «وحدة خلق» وليست وحدة قياس وقت، فإختر بعناية ما تخلقه في كل لحظة. أما الأحداث فقد تكون أي شيء. المهم هو ما تخلقه منها.