...

السفر عبر الزمن

»  السفر عبر الزمن
مدة القراءة: 3 دقائق

time-warpفكرة السفر عبر الزمن لطالما إستحوذت على خيال البشر. هناك من يريد السفر للماضي لتغيير بعض الأحداث السيئة التي تعرض لها سابقا، وهناك من يريد السفر للمستقبل ليعيش حلمه ويحقق أهدافها التي تخيلها لنفسه. الزمن من ناحية أخرى ليس إلا فكرة وهمية نعيشها في عقولنا. الماضي مجرد فكرة أو صورة من الماضي مطبوعة في عقولنا وإلا في الحقيقة فإن الماضي رحل ولن يعود ولا نستطيع العودة ثانية واحدة للوراء. أما المستقبل فلا يختلف كثيرا عن الماضي لأنه ليس إلا فكرة متصورة عما سيحدث بعد لحظات أو فترة من الزمن.

الزمن الحقيقي هو الآن فقط. الزمن هو وقت حدوث الحدث بالثانية ولا مجال للتقدم أو التراجع. إنها عملية خلق مستمر وبدون اللحظة لن يكون لحياتنا معنى. تخيل أنك الآن سعيد ومستمتع بحياتك وفجأة تتغير الأحداث وتصبح لا شيء لأن أبوك عاد بالزمن وقرر تغييره بحيث يتريث في زواجه أو أن لا يتزوج بالمرة. هذا سيغير واقعك أنت تماما وسيغير أحداث كثيرة متسلسلة وتابعة للحدث السابق وكل الأحداث اللاحقة. الزمن الآن لأن الآن هي لحظة الخلق، وعليه فإن الزمن وحدة خلق وليست وحدة قياس لأي شيء وما يبقى في أذهاننا هو الصورة الملتقطة للحظة خلق قد مرت أو صورة متوقعة للحظة خلق قادمة.

يخفق أكثر الناس في فهم هذة المعادلة المبهمة نوعًا ما لأنهم يخلطون اللحظات القديمة والمستقبلية بلحظة الخلق الآن فيحصلون إما على نسخ من اللحظات السابقة أو يستعدون لصناعة لحظات مستقبلية شبيهة باللحظات القديمة. إذا مشكلتنا ليست مع الماضي ولا المستقبل ولكن مع اللحظة الحالية الملوثة بأفكار وتوقعات لا علاقة لها بالحاضر. ما تريده الآن هو سيحدث بعد قليل ولكن عليك أن تصبر وتنتظر عملية الخلق المكونة من لحظات متلاحقة ومتلاصقة ومتسلسلة ليكتمل المخلوق الجديد والذي قد يكون حدث في المستقبل.

معادلة الخلق هي « لحظات تفكير متتابعة ومتسلسلة في نفس الإتجاه » هذة اللحظات المتتابعة والمتناغمة هي ما يصنع المستقبل، ومشكلة أكثر الناس أنهم لا يستمرون في خلق أجزاء المستقبل بنفس الجودة ونفس المواد الضرورية لتشكل المخلوق الجديد ( الحدث المطلوب ). يفقد معظم الناس توازنهم ومعه تركيزهم ولذلك يبدأون بإدخال عناصر من الماضي على شكل مخاوف أو عناصر من المستقبل على شكل توقعات سلبية، وهذا ما يجعلهم إما يخلقون أشياء لا تعبر عما يريدونه أو يخلقون مسخا من الأحداث المتعارضة والتي تسبب لهما المزيد من التعاسة وخيبة الأمل.

صناعة المستقبل تحتاج إلى تركيز ورسوخ على الفكرة وهذا يتطلب إيمان عميق بما نريد تحقيقه وإيمان أعمق أننا قادرون عليه. لتسافر عبر الزمن سواء لتخلق لحظة قديمة أو لحظة جديدة فعليك أن تثبت على فكرتك ولا تلوثها بما يحدث حولك من لحظات سابقة أو لحظات مستقبلية. فقط عش الللحظة المطلوبة الآن ومنها ستتجمع قطع الحدث حتى تكتمل وحينها سيتجلى المستقبل أمامك بكل وضوح لتلمسه بيديك. بكل تأكيد ستجد معارضة من الناس أو من نفسك ولكن لا تستسلم للخدعة وإستمر في خلق وتكرار نفس اللحظة التي تريدها في المستقبل الآن. حافظ على فكرتك وتوقعاتك ولا تسمح للآخرين بزعزعة إيمانك بفكرتك وهذا ما سيجعلها تتجلى في المستقبل بكل سهولة.

هذا نحن نستخدم الوقت وهكذا نحن نسافر عبر الزمن. بخلق لحظات جديدة.


وهذة أغنية تعجبني عن السفر ?

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    السفر عبر الزمن

    مدة القراءة: 3 دقائق

    time-warpفكرة السفر عبر الزمن لطالما إستحوذت على خيال البشر. هناك من يريد السفر للماضي لتغيير بعض الأحداث السيئة التي تعرض لها سابقا، وهناك من يريد السفر للمستقبل ليعيش حلمه ويحقق أهدافها التي تخيلها لنفسه. الزمن من ناحية أخرى ليس إلا فكرة وهمية نعيشها في عقولنا. الماضي مجرد فكرة أو صورة من الماضي مطبوعة في عقولنا وإلا في الحقيقة فإن الماضي رحل ولن يعود ولا نستطيع العودة ثانية واحدة للوراء. أما المستقبل فلا يختلف كثيرا عن الماضي لأنه ليس إلا فكرة متصورة عما سيحدث بعد لحظات أو فترة من الزمن.

    الزمن الحقيقي هو الآن فقط. الزمن هو وقت حدوث الحدث بالثانية ولا مجال للتقدم أو التراجع. إنها عملية خلق مستمر وبدون اللحظة لن يكون لحياتنا معنى. تخيل أنك الآن سعيد ومستمتع بحياتك وفجأة تتغير الأحداث وتصبح لا شيء لأن أبوك عاد بالزمن وقرر تغييره بحيث يتريث في زواجه أو أن لا يتزوج بالمرة. هذا سيغير واقعك أنت تماما وسيغير أحداث كثيرة متسلسلة وتابعة للحدث السابق وكل الأحداث اللاحقة. الزمن الآن لأن الآن هي لحظة الخلق، وعليه فإن الزمن وحدة خلق وليست وحدة قياس لأي شيء وما يبقى في أذهاننا هو الصورة الملتقطة للحظة خلق قد مرت أو صورة متوقعة للحظة خلق قادمة.

    يخفق أكثر الناس في فهم هذة المعادلة المبهمة نوعًا ما لأنهم يخلطون اللحظات القديمة والمستقبلية بلحظة الخلق الآن فيحصلون إما على نسخ من اللحظات السابقة أو يستعدون لصناعة لحظات مستقبلية شبيهة باللحظات القديمة. إذا مشكلتنا ليست مع الماضي ولا المستقبل ولكن مع اللحظة الحالية الملوثة بأفكار وتوقعات لا علاقة لها بالحاضر. ما تريده الآن هو سيحدث بعد قليل ولكن عليك أن تصبر وتنتظر عملية الخلق المكونة من لحظات متلاحقة ومتلاصقة ومتسلسلة ليكتمل المخلوق الجديد والذي قد يكون حدث في المستقبل.

    معادلة الخلق هي « لحظات تفكير متتابعة ومتسلسلة في نفس الإتجاه » هذة اللحظات المتتابعة والمتناغمة هي ما يصنع المستقبل، ومشكلة أكثر الناس أنهم لا يستمرون في خلق أجزاء المستقبل بنفس الجودة ونفس المواد الضرورية لتشكل المخلوق الجديد ( الحدث المطلوب ). يفقد معظم الناس توازنهم ومعه تركيزهم ولذلك يبدأون بإدخال عناصر من الماضي على شكل مخاوف أو عناصر من المستقبل على شكل توقعات سلبية، وهذا ما يجعلهم إما يخلقون أشياء لا تعبر عما يريدونه أو يخلقون مسخا من الأحداث المتعارضة والتي تسبب لهما المزيد من التعاسة وخيبة الأمل.

    صناعة المستقبل تحتاج إلى تركيز ورسوخ على الفكرة وهذا يتطلب إيمان عميق بما نريد تحقيقه وإيمان أعمق أننا قادرون عليه. لتسافر عبر الزمن سواء لتخلق لحظة قديمة أو لحظة جديدة فعليك أن تثبت على فكرتك ولا تلوثها بما يحدث حولك من لحظات سابقة أو لحظات مستقبلية. فقط عش الللحظة المطلوبة الآن ومنها ستتجمع قطع الحدث حتى تكتمل وحينها سيتجلى المستقبل أمامك بكل وضوح لتلمسه بيديك. بكل تأكيد ستجد معارضة من الناس أو من نفسك ولكن لا تستسلم للخدعة وإستمر في خلق وتكرار نفس اللحظة التي تريدها في المستقبل الآن. حافظ على فكرتك وتوقعاتك ولا تسمح للآخرين بزعزعة إيمانك بفكرتك وهذا ما سيجعلها تتجلى في المستقبل بكل سهولة.

    هذا نحن نستخدم الوقت وهكذا نحن نسافر عبر الزمن. بخلق لحظات جديدة.


    وهذة أغنية تعجبني عن السفر ?

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين