لا يمكن لك الا ان تكون انسانا هذا اختيارك منذ البداية .والإختيار الواحد يحمل مجموعة لا متناهية من الاحتمالات، نفسها احتمالات السعادة هي احتمالات اللاسعادة هي تجربة يحكمها ويقودها الشعور نتيجة تشابك افكار ،كونك سعيد وانت وحيد لايعني انك لاتسعد وانت مرتبط .فذلك الغير سعيد بالارتباط هو نفسه الذي لم يسعد بوحدته ،شعور قلب موازين احتمال وأظهر باطن شعور مختلف لنفس العملة .وتبقى طرفي الاحتمال نفسها مايختلف هو كيف نشعر؟ ولماذا شعرنا بهذا اصلا؟
ونعود إلى فك الروابط التي تجعلنا نضيع بين تصنيف سلبي وإيجابي وهذا غير موجود في الأصل إلا داخل فكرة كوناها مُسبقا من معرفة متناقلة أو تجربة غير مكتملة أو إدراك غير واضح لا يستند إلى صورة ذهنية حقيقية أو هروب من كونك المسؤول عن هذا الشعور اصلا ،فتجربة الشعور هي تُصنع وتمر بفلاتر وتتموقع اخيرا في اعصابنا الحسية هي رحلة تشبه ذلك الرحالة المتنقل عبر بوابات زمن فكر وذاكرة راسخة لا تعلم عنها شيء لانك تريد أن ترى بعين جسدك وتراها عيانا وهذا لمحدودية وعيك لما يحصل واستلام لاوعيك دفة القيادة اوتوماتيكيا وصار ينقلك بعشوائية غير منظمة ابدا بين احتمالات لا تسُرُك ولا تدعم منظومة التطور نحو الأعلى والاجود ولا حتى الامام ،فتركيزك على ترجمة شعور ما استنادا لما يحصل في عالمك الخارجي هو استنزاف لعمرك الارضي ولعب بعداد هذا العمر بمعنى الكلمة والمغادرة مبكرا من لعبة لم تلعبها انت بل لعبها لاواعيك بإحتراف واخرجك من الدور الأول وتم اقصاؤك بنجاح.
وحتى في كونك تكمل تظل مُغتربا عن كونك الصانع والفاعل والخالق لاحداث التمثيليات التي تحصل في مسرح واقع أو حلم كما تريد هي نفس المعاني نَحضُرُها كشُهداء وليس كأبطال متواجدين في الصورة أو المشهد فأنت كالنجم يتواجد في مكان واثره في مكان آخر تَراه العين المجردة مُتأخرا ،وهذا لا يعني تناقض فيوم عند الله كألف سنة مما تعدون وانت تختار اي توقيت يناسبك .خَلقت احداث والان تتجسد وتتجلى حاملة صفة حاضر بتوقيت الارض وهنا يكمن الاعجاز .ونعي وهمية الأزمنة كقياس للتغيير .وهذا لا يعني انك تبقى في موضع المغلوب على أمره تحرّك اترك ماخلقت من دون وعي منك وبعشوائية وتضارب اتركه مبني للمجهول في احتمال لا يعنيك و تصّيدْ احتمالا مبني للمعلوم بكونك الخالق والمتحكم الوحيد فيما يتجسد في عالمك بأثر وترتيب مُسبق بتوقيت الله على مشيئته ومشيئتك وكما يليق بك ❤️