وما خلق الذكر و الأنثى، إن سعيكم لشتى :
"أما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى" - - - - - > فسينيسره لليسرى
"أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى" - - - - - > فسينيسره للعسرى
السعي هو حركة الإنسان اليومية
سواء حركته الباطنية من فكر و أحاسيس و أهداف
أو حركته الظاهرة اتجاه حواسه و ملكه و الناس و الأرض بين يديه
العطاء هو الحركة التي تولد نفعا باطنيا و ظاهريا
البخل هو الحركة التي تولد ضرا باطنيا و ظاهريا
أن تتقي هو أن لا تذهب بسعيك نحو ما يفسد ما هو صالح في الباطن و الظاهر
أن تستغني هو أن لا تجعل في حياتك مراقبة دائمة لسعيك هل هو فاسد أم صالح
أن تصدق بالحسنى هو أن تصدق بكل ما هو نابع من الحق و الحق هو الله كلما زاد قرب الإنسان من الله كلما زاد هذا الحق في حياته و زاد تصديقه بالحسنى التي تطهر ما بطن و ما ظهر بشكل تلقائي و يسير و من حيث تحتسب و لا تحتسب
أن تكذب بالحسنى هو أن تتبع الأهواء التي تبعدك عن الحق و الحق هو الله، كلما شعرت بأن معتقداتك تسبح بعيدا عن ربك كلما زاد تكذيبك بالحسنى و زاد فساد باطنك و ظاهرك بشكل تلقائي و يسير ومن حيث تحتسب و لا تحتسب، و مع مرور الأيام قد تعمى بصيرتك تماما حتى تصبح عاجزا عن التفريق بين ما ينفع و ما يضر
خلاصة هذا السعي الذي سيختاره الإنسان في حياته الدنيا هو "يسر" أو "عسر"
قصة الإنسان ليست قصة مكان و زمان
قصة الإنسان بداياتها و نهاياتها و ما بين بدايتها و نهايتها يكمن جمالها و قبحها في سعيك
قصة الإنسان أنه لا أحد يملك لك نفع و لا أحد يملك لك ضر و لا أنت تملك لنفسك نفع و لا ضر، الضر و النفع هو نتاج لما تسعى إليه في مختلف لحظات حياتك
قصة الإنسان ليس أن فلان يملك سلطة و أموالا و علما أكثر منك أو أقل منك بل كيف يسعى هو و كيف تسعى أنت هذا ما يحدد نسب اليسر و العسر في حياتكما
الدنيا بكل أحداثها هي انعكاس لسعي الإنسان
سعيك سيحدد نهايتك
اختر بعناية
هل تعطي و تتقي و تصدق بالحسنى؟
أم تبخل و تستغني و تكذب بالحسنى؟
لا أحد بصير بالإنسان الآخر
بل الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره
يومئذ يتذكر الإنسان ما سعى و يومئذ ينبأ الإنسان بما قدم و بما أخر