الأوكسيجين المجاني

»  الأوكسيجين المجاني
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

الحمد لله أن الأوكسيجين مجاني وإلا كانوا منعوه عنا وتركونا لنختنق... جملة شهيرة تتردد في أوساطنا كثيرا، على ألسنتنا وألسنة أهالينا وأصحابنا في استنكار للغلاء المعيشي والارتفاع المفرط للأسعار، وصعوبة الولوج إلى بعض المرافق أو الوظائف.
قد يكون الهواء الموجود في الجو متوفرا لكل المخلوقات دون استثناء، لكنه ليس مجانيا بالمرة أو على الأقل لا نحصل عليه بالسهولة التي نظنها، فالهواء لا يدخل جسدنا شهيقا ويخرج منه زفيرا دون أن نحرك ساكنا أو نسعى له طلبا...
تعلو الرئة وتنزل في تحية سلام للكون، تدعو الهواء المشاغب ليداعبها في ذبذبات لذيذة ويخرج بعد ذلك ما في الذات من سموم، عملية تتكرر آلاف المرات في اليوم، في إتقان وهدوء دون كلل أو توقف...أي أن الأوكسيجين المجاني لا يدخل رئتينا دون جهد وعمل...ولو أنهما لم تتحركا وتأخذا منه حصتهما لتستعملاها وتفيدا بها كل أعضاء الجسد لما كان له نفع أو أهمية ولما تمكنا من العيش.
يوجد حولنا على هذا الكوكب الفسيح، ما لا يعد أو يحصى من المصادر الوفيرة والأراضي الخصبة التي تنتظر من يحرك حواسه ويعرف كيف يستعملها ويستفيد منها ولم لا يفيد بها أناسا آخرين، بدلا من أن ينتظر انهمار ما هو مجاني، ولو أن كل واحد منا أخذ بعض الوقت للتدبر في كل شيء يحسبه مجانيا لوجد أنه ليس فعلا كذلك، وأن أي شيء يحصل عليه الإنسان أو يريد أن يحصل عليه كان لابد له من السعي إليه والعمل بطريقة أو بأخرى... أما بالنسبة للأماكن التي يصعب علينا ولوجها فغالبا ما نكون اخترنا الباب الخطأ أو الوقت الخطأ لدخولها، أو لم نبدل من التنفس الهادئ والتفكير السليم ما يكفي لاستحقاق دخولها، أو ربما تكون حيزا ضيقا لا يناسبنا والأفضل لنا أن لا نلجه، فكما لا يخفى على أحد أن الأوكسيجين ينقص أو ينعدم في الأماكن المغلقة ونحن طبعا لا نريد الاختناق.
الأوكسيجين متوفر لنا منذ الأزل وكذلك النجاح والفشل وكل شيء آخر علينا فقط أن نحرك رئتينا لنتنفس الهواء النقي الذي نستحق.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الأوكسيجين المجاني

    مدة القراءة: 2 دقائق

    الحمد لله أن الأوكسيجين مجاني وإلا كانوا منعوه عنا وتركونا لنختنق... جملة شهيرة تتردد في أوساطنا كثيرا، على ألسنتنا وألسنة أهالينا وأصحابنا في استنكار للغلاء المعيشي والارتفاع المفرط للأسعار، وصعوبة الولوج إلى بعض المرافق أو الوظائف.
    قد يكون الهواء الموجود في الجو متوفرا لكل المخلوقات دون استثناء، لكنه ليس مجانيا بالمرة أو على الأقل لا نحصل عليه بالسهولة التي نظنها، فالهواء لا يدخل جسدنا شهيقا ويخرج منه زفيرا دون أن نحرك ساكنا أو نسعى له طلبا...
    تعلو الرئة وتنزل في تحية سلام للكون، تدعو الهواء المشاغب ليداعبها في ذبذبات لذيذة ويخرج بعد ذلك ما في الذات من سموم، عملية تتكرر آلاف المرات في اليوم، في إتقان وهدوء دون كلل أو توقف...أي أن الأوكسيجين المجاني لا يدخل رئتينا دون جهد وعمل...ولو أنهما لم تتحركا وتأخذا منه حصتهما لتستعملاها وتفيدا بها كل أعضاء الجسد لما كان له نفع أو أهمية ولما تمكنا من العيش.
    يوجد حولنا على هذا الكوكب الفسيح، ما لا يعد أو يحصى من المصادر الوفيرة والأراضي الخصبة التي تنتظر من يحرك حواسه ويعرف كيف يستعملها ويستفيد منها ولم لا يفيد بها أناسا آخرين، بدلا من أن ينتظر انهمار ما هو مجاني، ولو أن كل واحد منا أخذ بعض الوقت للتدبر في كل شيء يحسبه مجانيا لوجد أنه ليس فعلا كذلك، وأن أي شيء يحصل عليه الإنسان أو يريد أن يحصل عليه كان لابد له من السعي إليه والعمل بطريقة أو بأخرى... أما بالنسبة للأماكن التي يصعب علينا ولوجها فغالبا ما نكون اخترنا الباب الخطأ أو الوقت الخطأ لدخولها، أو لم نبدل من التنفس الهادئ والتفكير السليم ما يكفي لاستحقاق دخولها، أو ربما تكون حيزا ضيقا لا يناسبنا والأفضل لنا أن لا نلجه، فكما لا يخفى على أحد أن الأوكسيجين ينقص أو ينعدم في الأماكن المغلقة ونحن طبعا لا نريد الاختناق.
    الأوكسيجين متوفر لنا منذ الأزل وكذلك النجاح والفشل وكل شيء آخر علينا فقط أن نحرك رئتينا لنتنفس الهواء النقي الذي نستحق.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين