الإنسان يعيش بين عالمين. "عالم الشهادة" و "عالم الغيب".
فما الفرق بين العالمين؟
عالم الشهادة
و هو كل الأمور التي تشهدها الآن. أي الأمور المحيطة بك الآن و الموجودة بين يديك الآن.
جسمك تشهده الآن فهو دائما ينتمي لعالم الشهادة الخاص بك، فأنت تشهده في كل لحظة من لحظاتك و لا يمكنك الهروب منه. فهو جزء من عالم الشهادة الذي لا مفر منه.
الناس من حولك الآن، و الممتلكات بين يديك الآن، و الشارع تحت قدميك الآن، و المبنى أمام عينيك الآن، كل الأمور التي تدركها بحواسك الجسدية تعتبر من عالم الشهادة الذي وجب عليك الإحسان إليه و وجب عليك التعامل معه بالحكمة و بالخير.
عالم الغيب
الغيب هو كل الأمور التي ابتعدت عن حواسك الجسدية، إن كنت في غرفتك و أخوك في غرفة بعيدة عن غرفتك، بحيث لا تستطيع سماعه أو رؤيته أو الحديث معه، فهنا أخوك أصبح غيبا بالنسبة لك و لم يعد ينتمي إلى عالم الشهادة الخاص بك.
أنت غير مسؤول عن عالم الغيب، أنت مسؤول عن عالم الشهادة و كلما زاد إحسانك و زاد استكثارك من الخير اتجاه جسمك و اتجاه كل الأمور التي تنتمي لعالم الشهادة الخاص بك، كلما تمكنت من حماية نفسك من السوء النابع من الأمور المستقبلية و الغائبة عن حواسك الجسدية.
أنت كإنسان وجب عليك أن تتصل بالغيب (الله، الملائكة، اليوم الآخر) حتى لا تلهي نفسك بالغيب الذي لا ينفعك.
عندما تستمد قوتك من غيب الغيوب (الله) و تتفاعل مع واقعك و مع عالم الشهادة بحركتك النافعة و المليئة بالخير عندها سيختفي السوء و لن يمسك السوء أبدا.
✔يقول الله : "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
توضيح أكثر و أعمق لكيفية التعامل مع عالم الشهادة في هذا الدرس الجميل و الرائع :
https://youtu.be/GvZievC26Ic