أولا تعريف بسيط للأهل، الأهل هم بشر، قد يكونوا أهلك في البداية، و قد يصل معك الحال أن تقول في أعماق نفسك أنتم لستم أهلي بعد الآن.
الناس لا تفهم بأن أهلهم هم أيضا ناس تتنفس و تأكل و تريد و ترغب و تشتهي و تمرض و تتألّم و ستموت و ستبعث و ستحاسب.
الناس لا تعلم بأن الله خلقنا وسط مجموعات لكي ننحو كأفراد.
"يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه".
العاطفة شيء جميل ما دامت هذه العاطفة تخدمنا كأفراد و لا تلقي بنا إلى الهلاك و الجهل و الهروب من الصواب و الحق.
رسالتك في الحياة هي أن تفهم من هو الله و تتحرك وفق هذا الفهم دون لف و دوران.
الله هو الخالق، تحرك وفق هذا الفهم و لا تلتفت كثيرا.
الله هو الرزاق، تحرك وفق هذا الفهم و لا تلتفت كثيرا.
الله غالب على أمرك، تحرك وفق هذا الفهم و لا تلتفت كثيرا.
الله سيهديك إلى سبل السلام و الرشاد، تحرك وفق هذا الفهم و لا تلتفت كثيرا.
الله سينجيك من كل الأمور المضرة لك، تحرك وفق هذا الفهم و لا تلتفت كثيرا.
سأحكي لك عن قصة حقيقية حصلت في هذه الأرض منذ زمن بعيد، كان هناك إنسان إسمه نوح، هذا الإنسان فهم الحياة و بدأ يطبق هذا الفهم في حياته الشخصية، كان هذا الإنسان يعمل بصدق و ينصح الناس و يعلّمهم من ما علّمه الله، لم يستجيب له أكثر الناس، حتى إبنه كان يسفه منه و يقلل منه و يستهزئ به، هل نوح يستطيع أن يشفع لإبنه؟ .... طبعا لا .... ففي تلك اللحظة حتى ابنه لم يعد من أهله ....
✔ يقول الله : "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
لا تسمح لعواطفك أن تفقدك الوجهة التي أنت ذاهب إليها في الأساس "الله عز و جل" .... فالله هو نهاية كل إنسان على سطح هذه الأرض : "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه".
ركز مع النهاية، ركز مع لقائك بربك، و بإذن الله ستبدأ تختفي سيطرة الناس التي كنت تعتبرهم أهل لك (كنت تظن أنهم سيساندوك و يشجعوك و يدعموك و يحترمونك ... إن الظن لا يغني عن الحق شيئا)
العلاقات الإجتماعية كذبة كبيرة سيصدقها العديد منا ... و لكن الحكيم هو الذي سيعلم أن الله هو كل شيء في هذه الحياة و سينجو هو و من معه.
الحياة قصيرة جدا، و نهايتها اقتربت، فمن منا سيعبد الله؟ و من منا سيعبد الحياة؟ هنا الإختبار و هنا الجواب و هنا النجاة فمن سيبصر؟