التعتيم يعتبر أحد أفضل أنظمة الحماية في العقلية العربية. هناك ميل غير طبيعي لدينا لإقصاء الآخرين وعزلهم عن الوصول لمعلومات قد تكشفنا أو تضعف موقفنا. الحكومات تستخدم هذا كثيرا وكذلك رجال الدين وفي الشركات والمؤسسات التجارية والرسمية المختلفة. هناك نزعة واضحة في الثقافة العربية لعزل الآخرين والتعتيم عليهم ومنعهم من الوصول إلى مصادر المعلومات أو التعليم أو إكتشاف المفاهيم التي لا تعجبنا.
يحدث هذا في البيوت العربية ربما بشكل مبالغ فيه ويعد هذا من التربية الحسنة. إذ يتم التعتيم والتضييق على الأبناء حتى لا يعرفوا ما لا يجب عليهم معرفته وخصوصا الإناث في الأسر التي تدعي أنها محافظة. يتم عزل البنت منذ الصغر عن العالم وعن المعرفة وعن الصديقات المتحررات قليلا.
فالبنت لدى تلك العائلات لا يجب أن تعرف هذا ولا يجب أن تعرف ذاك وعليها أن تتوقف عن زيارة الصديقات المغضوب عليهن. تمارس الأمهات دور الشرطي في البيت الذي إن فلت زمام الأمور من يده يستعين بسلطة أكبر هي سلطة الأب الذي قد يمارس كل أنواع القمع الممكنة ضد البنت أو حتى الولد. يعتقدون أن إطلاعها على بعض المعلومات وتعرضها للمفاهيم المخالفة لمعتقدات العائلة المتخلفة قد يفسد أخلاق البنت.
يتم التعامل مع البنت كعاهرة محتملة ولذلك يجب منعها بأي وسيلة ممكنة من تلطيخ شرف العائلة وتشويه سمعتها لدى من لا قيمة لهم من بقية أفراد المجتمع المتخلفين أيضا. أما البنت التي تملك شخصية قوية فهي مسترجلة في نظر أهلها. لا تحدث هذة الإهانات إلا في العائلات التي يعاني فيها الوالدان من ضعف الشخصية. فالضعيف لا يستطيع حماية سلطته وإحكام سيطرته إلا بتحويل الآخرين إلى أغبياء وهذا يتطلب عزلهم والتعتيم عليهم ومنعهم عن أي مصدر لفهم الحياة.
على الأبناء أن يعرفوا هذا تماما ويتذكرونه جيدا. لا يستخدم التعتيم إلا إنسان ضعيف جدا وهزيل الشخصية، رغم أنه قد يظهر بمظهر المسيطر ولكنه في أعماقه أضعف من بعوضة. يمكن التغلب على مثل تلك الشخصيات بقليل من المقاومة والصمود. يجب على كل إنسان أن يدافع عن نفسه وعن حريته وأن يبذل ما بوسعه حتى يتحرر من القيود الغبية التي يفرضها عليه مهزوزي الشخصيات.
ليس دورك كولد أو بنت أن تتحول إلى نسخة من والديك، بل عليك أن تتقدم في حياتك وتنجز وتنجح وهذا لن يتم وأنت لم تقدم شيء لنفسك ولم تستثمر في تقوية شخصيتك. ستواجه الكثير من الإنتقادات وهذا متوقع وقد تواجه كلاما جارحا أو تهميشا متعمدا لكن هذا يهون في سبيل الحصول على حريتك.
أنت جيل جديد وعلى الجيل القديم أن يحدث بياناته عن العالم. الوالدان يستطيعان تحديد حياتهما فقط لا حياة أبنائهما وبناتهما لأنهما غير مؤهلين لذلك. هم يتبعون نظاما بائدا لم يعد يخدم المرحلة التي يعيشها المجتمع، أي مجتمع، لأن المجتمعات تتطور بإستمرار سواء أدركا هذا الأمر أم لم يدركاه. العالم في نمو دائم بلا توقف.
خطوات عملية لفرض شخصيتك
١- إستعد نفسيا وذهنيا من أجل إعلان إستقلالك
٢- إجمع أكبر قدر من المعلومات حول الحياة والعلاقات الإنسانية والأخطاء المنتشرة
٣- تدرب حتى لو بينك وبين نفسك كيف ستواجه. إرسم سيناريوهات متعددة لمواقف قد تتعرض لها مع والديك وكيفية التخلص منها.
٤- لا تخضع لأساليب التهديد خصوصا الدينية منها. الله لن يغضب منك لأنك تدافع عن نفسك وعن حقوقك. والدتك لا تملك أن تدخلك جنة أو نار بمزاجها، لأنها إنسان عادي جدا ولا تملك لنفسها نفعا أو ضرا.
٥- إذا بدأت المواجهة فإصمد ولا تتراجع.
٦- إستخدم أسلوب التدرج في التمرد
٧- إستخدم التلاعب والإبتزاز العاطفي
٨- لا تصرخ ولا ترفع صوتك ولكن توقف عن التعامل إلا بعد أن يتم التعامل معك بإحترام.
٩- إعمل في صمت. إن تم إجبارك على الموافقة على شيء، فلا تلتزم وقم بما تريده أنت. تستطيع كسر كلمتك معهما آلاف المرات. فلا سلطان لمستبد ولا عهد لمتجبر.
١٠- إستخدم وسائل المساعدة الممكنة كالشرطة وأي سلطة قانونية أخرى.
١١- إعرف حقوقك وواجباتك تماما وإعرف القوانين التي تنظم الأسرة من مصادرها لا من كلام الناس.
١٢- إذا أخفقت فحاول مرة أخرى وأخرى حتى تنجح.
١٣- لا تأخذ أكثر من حقك.
١٤- حاول كسب رزقك بيدك ولا تعتمد على أهلك. كلما قلت حاجتك لهم كلما تحررت أكثر.
١٥- إن إستطعت السكن في بيت منفصل فهذا أفضل.
١٦- تجاهل أكثر ما يقال لك. لست مجبرا على الرد على كل الأسئلة التي توجه إليك.
١٧- إكتسب القدرة على الرد المفحم، وتدرب على ذلك.
١٨- كلما أظهرت شخصية متوازنة كلما كنت أقرب للتخلص من القيود.
١٩- عائلتك هي مكان تدريب لك فتدرب على أفرادها جميعا بلا إستثناء.
٢٠- لا تتراجع أبدا لأنك عندما تبدأ يجب أن تستمر لتنجح.
٢١- تذكر دائما أن الناس تتحدث ولكن أنت من يكتوي بالنار. حريتك يجب أن تعني لك أكثر من كلامهم.
أيضا إستمع إلى هذا التسجيل حول تقوية الشخصية: الشخصية مفتاح الحل