من أكبر ما يؤرق الإنسان عندما يتقدم في العمر أو يقع طريح الفراش سواء لفترة قصيرة أو ممتدة هو الحصول على الرعاية والإهتمام من قبل الأهل وأفراد العائلة. البعض يشعر وكأنه فقد قيمته في العائلة بسبب مرضه أو تقدمه في السن وعجزه عن القيام بأموره بنفسه.
حسنا، أولا تجنب أن تقع طريح الفراش سواء في البيت أو المستشفى وذلك بتعديل أفكارك عن المرض وعن الشيخوخة وعن العجز. عندما تحمل كل أفكار العجز والمرض ماذا تتوقع أن يحدث لك؟ الأشخاص الذين تراهم أصحاء ليسوا خارقين للعادة والفرق بينهم وبين من يمرض كثيرا هو طريقة تفكيرهم. يفكرون أنهم أصحاء ولا يقبلون أن ينظر إليهم كعاجزين أو مرضى أو عالة على أقاربهم. يعتقدون أن أجسادهم قادرة على شفاء نفسها بنفسها أو بقليل من الإهتمام والرياضة. لا يتمنون المرض وهم أيضا لا يخافون منه فهم يعلمون أنهم قد يمرضون ولكنهم سيتشافون سريعا ويعودون إلى حياتهم الطبيعية.
الأشخاص الذين يمتد بهم العمر في صحة لا يتخيلون أنفسهم عاجزين طريحي الفراش وأولادهم يحيطون بهم. لا يفكرون أننا نريد أولاد حتى يهتمون بنا عندما نكبر. نظرتهم للعمر المتقدم أنه وقت الراحة والإستمتاع بالأحفاد وبأن يصبحوا بركة البيت. لا يريدون أن يكونوا ضيوف ثقلاء على من يزورونه ويتوقعون أنهم رغم تقدمهم في السن إلا أنهم سيستمرون بالتمتع بالصحة. ربما لا يملكون نفس قوة الشباب ولكنهم يعلمون أن عقولهم ستبقى تعمل بشكل جيد. هكذا هم يعيشون في شبابهم ويفكرون ويحصدون النتيجة عندما يتقدم بهم العمر ولا يتفاخرون بالمرض والعجز كما يفعل أكثر الناس.
لكن ماذا تصنع عندما تمرض فعلا أو تتقدم في العمر ولا تستطيع القيام بنفسك؟
يبدأ الحل بهذة العبارة: إحترم نفسك. نعم إحترم نفسك وإحترم من يقدم لك المساعدة والإهتمام سواء كان هذا في المستشفى على يد الأطباء والممرضين أو في بيت أحد أولادك. إحترم نفسك كثيرا وحاول أن تقوم بأمر نفسك قدر المستطاع. إذا إحتجت لمساعدة فإطلبها بإحترام وكن خفيفا على من يرعاك ويهتم بك.
إحترم نفسك وتعامل مع الجميع بلطف وأتركهم وشأنهم يعملون في بيتهم ما يشاؤن. كن صديقا لأحفادك أو أولادك الصغار. لاطفهم وقل لهم قصص ممتعة وكن إنسان يشع بالنور. هذا سيجعلهم سعداء بالتعامل معك وتلبية طلباتك المعقولة. إبتعد عن الصراخ ومحاولة إثبات قيمتك فوقتك قد إنتهى وأنت الآن تستمتع بما تبقى لك من عمر بين أهلك وأحبابك فلا تحولهم إلى كارهين لوجودك لأنك لن تحقق شيئا إلا العناد ولن تسمع منهم إلا التأفف. أنت في وضع لا يسمح لك بفرض شروطك ولا آرائك. ذلك الوقت قد إنقضى فإستمتع بما تبقى لك من وقت وأترك ورائك ذكرى عطرة.
تذكر دائما، إحترم نفسك فهذا أفضل شيئ يمكنك تقديمه لنفسك عندما تكون عاجزا وفي المقابل سترى الناس تقبل عليك وتقدم لك الدعم والمساندة بكل حب وتقدير.