الخطوبة هي الفترة الزمنية الكافية لكشف الإختلالات واصلاح ما يمكن اصلاحه وتفادي ما يمكن تفاديه حيث تأخذ هذة الفترة اهميتها من حقيقة انها فترة مكاشفة ومصارحة يستفيد منها الطرفان.
هذة الفترة مرتبطة في اذهان الناس بأشياء جميلة وذكريات تنعش الروح في الغالب ولا خلل في هذة النظرة فنحن نميل الى الفرح والبهجة أكثر من ميلنا للأحزان وتقليب المواجع. مقدار ما نستفيده من فترة الخطوبة يعتمد بشكل أساسي على الهدف منها. إن كان الهدف هو استعداد للزواج فهذا هدف سيئ كفكرة. الخطوبة ليست للإستعداد للزواج لأننا حينها قد إتخذنا القرار بالزواج ولم يتبقى الا الاستعدادات والتجهيزات التي عادة تكون مالية او لإنهاء بعض الأعمال والالتزامات كالدراسة مثلا.
كيف تستفيد من فترة الخطوبة؟
الفائدة من الخطوبة مرتبطة بفكرتك عنها. إن كانت فكرتك هي شراء بعض الوقت او للتعارف والتقرب فأنت قد ابتعدت كثيرا عن الفائدة. اجتماعيا أنت لم تخطئ فهذا ما يتوقعه الناس لكن دعنا ننظر اليها من زاوية اخرى هي اقرب للفائدة من مجرد تمضية الوقت وتبادل العبارات الجميلة والوعود الهوائية.
أنظر الى فترة الخطوبة على انها الفترة التي يلتقي فيها كل طرف مع الآخر كما هو. لا وعود ولا عهود ولا التزامات ولا تصنع حب او مسئوليات مالية من اي نوع. هذا مهم بالنسبة للرجل خصوصا وكذلك للمرأة التي تحاول دعم خطيبها. لا تدعميه ولا يدعمك ولا تنفقي عليه ولا ينفق عليك.
أنتما الآن رجل وإمرأة في مهمة مشتركة. تتعاونان وتعملان معا وتلتقيان كأصدقاء فقط. هذا الرجل فلان ابن فلان يتعامل مع هذة المرأة فلانة ابنة فلان. لا توجد مؤثرات خارجية كالهدايا المبالغ فيها او وضع شروط متبادلة او تحمل نفقات ومسئوليات ففي هذة الفترة كل انسان يجب ان يظهر كما هو على حقيقته بكل ما يحمله يومه من آمال وطموحات وكذلك اخفاقات وتحديات. فقط بهذة الطريقة يمكن لكل طرف تقييم الطرف الآخر. الرجل لم يفسد على المرأة قرارها بالمال والهدايا والعطايا والوعود الكثيرة وهي لم تفسد عليه رأيه بتصنع الرقة وراحة البال او وجود الدعم المادي او حتى وعد بدعم مادي.
تستمر الفترة لمدة لا تقل عن ستة اشهر الى ان يظهر كل طرف على حقيقته. كل ما لديه من اعتراضات وشكوك وانحرافات نفسية او اخلاقية او سلوكية او امراض عضوية. يجب تكون المعتقدات والأفكار واضحة دون اخفاء او تستر عليها لأن هذا ما سيتم كشفه لاحقا بعد الزواج عندما يتأخر الوقت.
من المسئول عن هذة العملية؟
المسئول الأول والأخير هو الرجل. هو يقود الفترة ويراقب سلوك خطيبته بحيادية تامة ليعرف ما هي اعتراضاتها عليه. مهم جدا الإنتباه الى اعتراضات المرأة وانتقاداتها لك ولا يجب ان تتركها تمر مرور الكرام. هنا لا أقول عليك محاسبتها او تبرير اي تصرف بل فقط راقب واحسب عدد الإعتراضات والإنتقادات الموجهة الى شخصيتك مباشرة. مثلا تعتقد انك متهور او نحيل او صوتك مزعج او اصلك متواضع او انها تبدي نزعة لإنفاق اموالك بشكل مبالغ او تعترض على مهنتك.
الإعتراضات كثيرة لا تنتهي. اذا بلغت اعتراضاتها الصريحة خمسة اعتراضات حينها يجب انهاء الخطوبة والغاء كل شيئ ولا داعي للتفكير في الأمر. لن تكون مخطئا ابدا ولا يوجد مجال للخطأ هنا. البنت لديها خمسة اعتراضات وانتقادات رئيسية لشخصيتك وانتم في فترة الخطوبة هذة ستصبح خمسين بعد الزواج وما كان صغيرا منها سيصبح حجمه كالجبل. هنا يكون قد فات الأوان.
العلة ليست في اخطائك فأنت مليئ بها بكل تأكيد وهي كذلك. لا يوجد انسان بلا اختلالات لكن المشكلة ليست في الإختلالات وإنما في الزواج. هذا زواج بين ذكرين. الذكر الأول رجل والذكر الثاني مرأة. لا وجود للأنثى. الأسباب كثيرة إما أنت لم تمارس ذكورتك بما يكفي لإستخراج الأنوثة من المرأة فتصمت هي عن اختلالاتك في مقابل كل الذكورة التي تقدمها لها أو ان الأمر متعلق بأنوثتها. هي ليست أنثى بما يكفي لتسكت وتحترم وجودك. بإختصار المرأة لا تنتقد الا الرجل الذي لا تحترمه.
الهدف من الخطوبة
أن يتمكن كل طرف من تحديد صلاحية الطرف الآخر وهذة مسئولية المخطوبين. على المرأة ان ترى اعتراضاتها على الرجل والإختلالات التي لا تستطيع التعايش معها ومن ثم اتخاذ القرار بالإنسحاب فهذا افضل بكثير من الدخول في تجربة فاشلة فقط لأن المجتمع يتوقع ان كل خطوبة يجب ان تنتهي بزواج.
كذلك الرجل عليه ان يتصرف بثقة ولا ينجرف عاطفيا ويتحمل مسئوليته كاملة نحو نفسه ونحو بنت الناس التي اعتقدت انه قادر على اتخاذ القرار الصحيح. هنا الرجل يأخذ القرار الصحيح وإن كان مؤلما من اجله ومن اجل الفتاة. هو المسئول عن ادارة الفترة وتحديد هدفه من الخطوبة وينقل الفكرة بوضوح للفتاة المعنية بالأمر حتى تدرك هي مسئوليتها فلا تخدع نفسها بتوقعات غير حقيقية.
الخلاصة: يمكنك اتباع الطريقة التقليدية في كل شيئ الا في الأمور الأساسية في حياتك. عليك ان لا تبعثر جهودك لإرضاء المجتمع. تستطيع تكوين فكر خاص بك واسلوب حياة يناسب افكارك. هذا الكلام ليس للجميع وانما موجه لمن يملكون انفسهم من الرجال والنساء على حد سواء. طريقة القطيع ربما كانت مناسبة في وقت ما لكن الآن مع تزايد عدد الأحرار من الجنسين يصعب الإستمرار في تبعية افكار القطيع.
حياتك ترسمها بنفسك مع من يحبك ويحترمك.