لماذا تنتقم المرأة من الرجل ؟

»  لماذا تنتقم المرأة من الرجل ؟
مدة القراءة: 5 دقائق

الإنتقام هو حالة إنسانية موجودة عندالرجل والمرأة على حدّ سواء وينتج عن إحباط شديد يغذيه الغضب والتراكمات  النفسية التي تكون فيها الأنا هي المحور الرئيسي.
والمرأة التي زرع الله فيها مشاعر الأمومة ورقة الإحساس والعاطفة قد تتحول عن طبيعتها في بعض الحالات  وتتملكها نزعة الإنتقام إذا أساء الرجل معاملتها وجرح كبريائها.

وفي المجتمع الذكوري نجد أن انتقام المرأة  له خصوصية تغذيها ضغوط خارجية وعوامل نفسية، اجتماعية واقتصادية تدفع بالمرأة -في حال عجزها عن مواجهة الرجل - لاختيار أسلوب الإنتقام كحلٍّ للأزمات العاطفية أو الإجتماعية.

١- تربية الاهل :

نتيجة لأفكار موروثة، تعاني البنت في المجتمعات العربية من التمييز الشديد بينها وبين الولد حيث نجد الأهل يفضلون الولد وينقصون من قدر البنت منذ نعومة اظافرها ويطلبون  منها التضحية من أجل إرضاء الأسرة مما يخلق بداخلها شعورًا بالنقص وعدم تقدير للذات ويجعلها تحسّ بغضب شديد يتحول في ظل هذه التربية التمييزية الى نزعة انتقامية مكبوتة بداخلها تنعكس على حياتها في المستقبل وتظهر حالما يخطئ الزوج في حقها أو يجرح كبريائها.

ناهيك عن الحصار الاجتماعيّ العاداتي والأعرافي الذي يُفرَض على البنت ‏ويحدّ من  فرص تفاعلها مع الرجل بشكل طبيعي وإيجابي والأدهى منه هو أن غالبية الأسر في المنطقة العربية تربي البنت على أسُس يكون فيها الرجل (الزوج) هو محور الحياة وبالتالي فالمحافظة عليه تضاهي المحافظة على الحياة نفسها في مجتمع ذكوري لا مكان فيه للمطلقة أو للعانس. وعليه،  فحين تتعرض المرأة للخيانة أو للهجر والطلاق دون رضاها يصبح الانتقام في بعض الحالات هو الحلّ الأمثل لإثبات وجودها وكينونتها.

٢- نظرة المجتمع الدونية والآثار النفسية :

"لما قالوا دي بنية وكلوني البيضة نية ولما قالوا ده ولد ده الضهر والسند”
"إبني حمّال همّي وابنتي جلابة همّي”
هذه بعض الأمثلة الشائعة التي تنقص من قدر المرأة في المجتمع الذكوري والتي يستشهد بها الأهل إشارة إلى حظوة الولد في الأسرة والمجتمع بينما يرى الأهل في الفتاة حملا ثقيلا حتى تتزوج أو تموت فتظل ترزح تحت ضغوط اجتماعية تُشعرها بالإحباط والكآبة وتؤثر على صحّتها ‏النفسية.

وغالبا ما تُربى البنت على المسامحة باستمرار لأخطاء إخوتها الذكور ويطلب منها عدم الشكوى والردّ على الاذى مما يُشعرها بالقهر والظلم والضعف .

وبما أن مساحة الحرية والتعبير محدودة ومقيدة  بالعادات والتقاليد ومنافذ التنفيس ضئيلة في المجتمع الذكوري فإن المرأة تصبح تضمر الكثير في نفسها وتتحول الشحنة الإنفعالية العنيفة بداخلها إلى تراكمات لمشاعر سلبية قد يتم إفراغها بشكل خاطئ ( كالانتقام مثلا) على عكس الرجل الذي هيأ له المجتمع وسائلَ التنفيس عن الضغوطات النفسية ومنحه حرية التصرف والحركة.

٣- حيف القوانين والتشريعات في المجتمع الذكوري :

تتسم معظم التشريعات الوضعية في المجتمعات العربية بقوانين تمييزية ضد المرأة تعمل على التقليل من درجة مواطنتها والانتقاص من حقوقها،  وتُجمع كل هذه القوانين على اعتبارها قاصرا في الزواج حتى وإنِ احتلت مناصب رفيعة في الحياة ويظل الطلاق بيد الزوج يتحقق بإرادته ويكون بموافقة أو عدم موافقة المرأة. وغالبا ما يستعمل الزوج حقه في التعدد كسلاح يهدد به الزوجة في كل لحظة مما يجعلها مجردة من الكرامة ومن الحق في الأمان والاستقرار.

وفي ظل هذه القوانين التي لا تنصفها، تجد المرأة نفسها قليلة الحيلة وعاجزة اذا ما طلقها الزوج أو تزوج عليها دون رضاها او أجبرها على التخلي عن حقوقها في رعاية أبنائها لعجز مادي مثلاً فتلجأ في بعض الحالات الفردية إلى الإنتقام لتنفس عما يعتريها من غضب ناتج عن اختلال نفسي أو عصبي تمر به نتيجة هذه القوانين المجحفة.

٤- أسباب اقتصادية :

العامل المادي قد يلعب دورا في وصول الزوجة الى التفكير بالانتقام؛ فقد لا تطلب الزوجة الطلاق من زوجها في حال الخيانة لأنها لا تعمل وغير مستقلة عنه ماديا وتضطر الى تحمّل الوضع وتُجبر نفسها على الصمت لكي تحافظ على بيتها مما يدفع بالزوج العائل الى التمادي في الخيانات وضرب عرض الحائط بمشاعرها وجرح كبريائها ظنّا منه انها ستنسى لكنه يجهل أنها لا تنسى ابدا وبمرور الوقت يتنامى بداخلها شعور بالحقد والكراهية ويتحولان الى رغبة في الانتقام.

وجدير بالذكر أن العواقب الاقتصادية للطلاق تؤثر على صحة المرأة النفسية، فرجوعها لبيت أهلها غير مرغوب فيه اذا لم تكن عاملة وتستطيع الإنفاق على نفسها أو على أولادها لهذا نرى أن الكثيرات تضطرهن الظروف المادية للتخلي عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق، وهذه التفرقة الإجبارية بين المرأة وأبنائها تجعلها تشعر بالغبن والحزن والغضب تجاه المجتمع الذي لا يرحم معاناتها وتجاه الرجل الذي يستغل ظروفها المادية لحرمانها من أغلى ما تملك بالحياة فتدخل في حالة من الاكتئاب والخوف من المستقبل وقد تتحول كل هذه المشاعر السلبية إلى هاجس للانتقام بغض النظر عن النتائج المترتبة عن ذلك.

٥- أسباب فيزيولوجية :

يقول وليام شكسبير : "على قدر حب المرأة وقوة عاطفتها يأتي انتقامها"
ومعروفٌ أن طبيعة المرأة وتكوينها النفسي والبيولوجي تختلف عن طبيعة الرجل فهي جسديا تفتقر للقوة والمقدرة لكي تردّ بنفس الاسلوب إذا مُورس عليها العنف الجسدي من طرف الزوج ولذلك تلجأ الى الأساليب الغير مباشرة وتعتمد المكر والدهاء في انتقامها حين يجرحها ويخيب ظنها عاطفياً أو يُشعرها  بالنقص والدونية.
والمرأة أكثر تعرضاً للإكتئاب من الرجل  بسبب اختلاف عمل هرمون الأستروجين لديها والذي يفرز مادة السيروتين المسؤولة عن الحالة النفسية ولهذا نجدها تتعاطى مع الازمات بالكثير من العاطفة وغياب الحكمة .

كما تسعى المرأة للانتقام :

  • أولا لإحساسها بالظلم وعدم دعم المجتمع لها.
  • ثانيا بسبب تركيبتها النفسية وبالتالي فردة فعلها الانتقامية تُشعرها بنوع من الرضا عن ذاتها.

 

وإذا كان الزواج يعتبر شيئاً جزئياً بالنسبة للرجل فهو يعني بالنسبة للمرأة كل حياتها بل انه سبب وجودها فاذا ما شعرت بخطر يأتي من الخارج كخيانة الزوج او ارتباطه بأخرى أو إهماله لها وإساءة معاملتها تتأجج المشاعر السلبية بداخلها بشكل يجعلها تعتقد بأن الانتقام هو الحل الوحيد للدفاع عن مملكتها وللتنفيس عن حالة الغضب لديها.

خلاصة :

نرى جليا أن الإنتقام ليس من طبيعة المرأة،  فالمرأة السويّة تربويا واجتماعيا لا تفكر في الانتقام وإنما تسعى لإيجاد بدائلَ أخرى لمعالجة مشاكلها وأزماتها العاطفية.

فمن هي المرأة السويّة ؟

هي التي نشأت منذ نعومة أظافرها على أسس ومبادئ تربوية تمنحها الثقة في نفسها وتصقل شخصيتها ؛  وهي التي أحاطتها الاسرة بالاهتمام والرعاية والتعليم دون التمييز  بينها وبين اخيها في البيت.
وتكون المرأة سويّة اذا احسّت بالأمان والقيمة في بيت اهلها وزوجها ومُنحت وسائل الحوار البنّاء  والتعبير الصحيّ لكي تنفس عن غضبها وتتفادى مصادر الاحباط .
كما تكون المرأة سويّة اذا أُعطيتِ الفرصة للفضفضة والبوح بمكنونات نفسها ووجدت ضمن أسرتها آذانا صاغية لمشاكلها وداعمة لها في مشاكلها؛ وباستطاعة الزوج أيضا أن يتفهّم ويستوعب زوجته ويشجعها عن طريق الحوار على البوح بمخاوفها اذا رأى منها ما يخالف طبيعتها الرقيقة والهادئة.

ياسمينة حسيبي

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    لماذا تنتقم المرأة من الرجل ؟

    مدة القراءة: 5 دقائق

    الإنتقام هو حالة إنسانية موجودة عندالرجل والمرأة على حدّ سواء وينتج عن إحباط شديد يغذيه الغضب والتراكمات  النفسية التي تكون فيها الأنا هي المحور الرئيسي.
    والمرأة التي زرع الله فيها مشاعر الأمومة ورقة الإحساس والعاطفة قد تتحول عن طبيعتها في بعض الحالات  وتتملكها نزعة الإنتقام إذا أساء الرجل معاملتها وجرح كبريائها.

    وفي المجتمع الذكوري نجد أن انتقام المرأة  له خصوصية تغذيها ضغوط خارجية وعوامل نفسية، اجتماعية واقتصادية تدفع بالمرأة -في حال عجزها عن مواجهة الرجل - لاختيار أسلوب الإنتقام كحلٍّ للأزمات العاطفية أو الإجتماعية.

    ١- تربية الاهل :

    نتيجة لأفكار موروثة، تعاني البنت في المجتمعات العربية من التمييز الشديد بينها وبين الولد حيث نجد الأهل يفضلون الولد وينقصون من قدر البنت منذ نعومة اظافرها ويطلبون  منها التضحية من أجل إرضاء الأسرة مما يخلق بداخلها شعورًا بالنقص وعدم تقدير للذات ويجعلها تحسّ بغضب شديد يتحول في ظل هذه التربية التمييزية الى نزعة انتقامية مكبوتة بداخلها تنعكس على حياتها في المستقبل وتظهر حالما يخطئ الزوج في حقها أو يجرح كبريائها.

    ناهيك عن الحصار الاجتماعيّ العاداتي والأعرافي الذي يُفرَض على البنت ‏ويحدّ من  فرص تفاعلها مع الرجل بشكل طبيعي وإيجابي والأدهى منه هو أن غالبية الأسر في المنطقة العربية تربي البنت على أسُس يكون فيها الرجل (الزوج) هو محور الحياة وبالتالي فالمحافظة عليه تضاهي المحافظة على الحياة نفسها في مجتمع ذكوري لا مكان فيه للمطلقة أو للعانس. وعليه،  فحين تتعرض المرأة للخيانة أو للهجر والطلاق دون رضاها يصبح الانتقام في بعض الحالات هو الحلّ الأمثل لإثبات وجودها وكينونتها.

    ٢- نظرة المجتمع الدونية والآثار النفسية :

    "لما قالوا دي بنية وكلوني البيضة نية ولما قالوا ده ولد ده الضهر والسند”
    "إبني حمّال همّي وابنتي جلابة همّي”
    هذه بعض الأمثلة الشائعة التي تنقص من قدر المرأة في المجتمع الذكوري والتي يستشهد بها الأهل إشارة إلى حظوة الولد في الأسرة والمجتمع بينما يرى الأهل في الفتاة حملا ثقيلا حتى تتزوج أو تموت فتظل ترزح تحت ضغوط اجتماعية تُشعرها بالإحباط والكآبة وتؤثر على صحّتها ‏النفسية.

    وغالبا ما تُربى البنت على المسامحة باستمرار لأخطاء إخوتها الذكور ويطلب منها عدم الشكوى والردّ على الاذى مما يُشعرها بالقهر والظلم والضعف .

    وبما أن مساحة الحرية والتعبير محدودة ومقيدة  بالعادات والتقاليد ومنافذ التنفيس ضئيلة في المجتمع الذكوري فإن المرأة تصبح تضمر الكثير في نفسها وتتحول الشحنة الإنفعالية العنيفة بداخلها إلى تراكمات لمشاعر سلبية قد يتم إفراغها بشكل خاطئ ( كالانتقام مثلا) على عكس الرجل الذي هيأ له المجتمع وسائلَ التنفيس عن الضغوطات النفسية ومنحه حرية التصرف والحركة.

    ٣- حيف القوانين والتشريعات في المجتمع الذكوري :

    تتسم معظم التشريعات الوضعية في المجتمعات العربية بقوانين تمييزية ضد المرأة تعمل على التقليل من درجة مواطنتها والانتقاص من حقوقها،  وتُجمع كل هذه القوانين على اعتبارها قاصرا في الزواج حتى وإنِ احتلت مناصب رفيعة في الحياة ويظل الطلاق بيد الزوج يتحقق بإرادته ويكون بموافقة أو عدم موافقة المرأة. وغالبا ما يستعمل الزوج حقه في التعدد كسلاح يهدد به الزوجة في كل لحظة مما يجعلها مجردة من الكرامة ومن الحق في الأمان والاستقرار.

    وفي ظل هذه القوانين التي لا تنصفها، تجد المرأة نفسها قليلة الحيلة وعاجزة اذا ما طلقها الزوج أو تزوج عليها دون رضاها او أجبرها على التخلي عن حقوقها في رعاية أبنائها لعجز مادي مثلاً فتلجأ في بعض الحالات الفردية إلى الإنتقام لتنفس عما يعتريها من غضب ناتج عن اختلال نفسي أو عصبي تمر به نتيجة هذه القوانين المجحفة.

    ٤- أسباب اقتصادية :

    العامل المادي قد يلعب دورا في وصول الزوجة الى التفكير بالانتقام؛ فقد لا تطلب الزوجة الطلاق من زوجها في حال الخيانة لأنها لا تعمل وغير مستقلة عنه ماديا وتضطر الى تحمّل الوضع وتُجبر نفسها على الصمت لكي تحافظ على بيتها مما يدفع بالزوج العائل الى التمادي في الخيانات وضرب عرض الحائط بمشاعرها وجرح كبريائها ظنّا منه انها ستنسى لكنه يجهل أنها لا تنسى ابدا وبمرور الوقت يتنامى بداخلها شعور بالحقد والكراهية ويتحولان الى رغبة في الانتقام.

    وجدير بالذكر أن العواقب الاقتصادية للطلاق تؤثر على صحة المرأة النفسية، فرجوعها لبيت أهلها غير مرغوب فيه اذا لم تكن عاملة وتستطيع الإنفاق على نفسها أو على أولادها لهذا نرى أن الكثيرات تضطرهن الظروف المادية للتخلي عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق، وهذه التفرقة الإجبارية بين المرأة وأبنائها تجعلها تشعر بالغبن والحزن والغضب تجاه المجتمع الذي لا يرحم معاناتها وتجاه الرجل الذي يستغل ظروفها المادية لحرمانها من أغلى ما تملك بالحياة فتدخل في حالة من الاكتئاب والخوف من المستقبل وقد تتحول كل هذه المشاعر السلبية إلى هاجس للانتقام بغض النظر عن النتائج المترتبة عن ذلك.

    ٥- أسباب فيزيولوجية :

    يقول وليام شكسبير : "على قدر حب المرأة وقوة عاطفتها يأتي انتقامها"
    ومعروفٌ أن طبيعة المرأة وتكوينها النفسي والبيولوجي تختلف عن طبيعة الرجل فهي جسديا تفتقر للقوة والمقدرة لكي تردّ بنفس الاسلوب إذا مُورس عليها العنف الجسدي من طرف الزوج ولذلك تلجأ الى الأساليب الغير مباشرة وتعتمد المكر والدهاء في انتقامها حين يجرحها ويخيب ظنها عاطفياً أو يُشعرها  بالنقص والدونية.
    والمرأة أكثر تعرضاً للإكتئاب من الرجل  بسبب اختلاف عمل هرمون الأستروجين لديها والذي يفرز مادة السيروتين المسؤولة عن الحالة النفسية ولهذا نجدها تتعاطى مع الازمات بالكثير من العاطفة وغياب الحكمة .

    كما تسعى المرأة للانتقام :

    • أولا لإحساسها بالظلم وعدم دعم المجتمع لها.
    • ثانيا بسبب تركيبتها النفسية وبالتالي فردة فعلها الانتقامية تُشعرها بنوع من الرضا عن ذاتها.

     

    وإذا كان الزواج يعتبر شيئاً جزئياً بالنسبة للرجل فهو يعني بالنسبة للمرأة كل حياتها بل انه سبب وجودها فاذا ما شعرت بخطر يأتي من الخارج كخيانة الزوج او ارتباطه بأخرى أو إهماله لها وإساءة معاملتها تتأجج المشاعر السلبية بداخلها بشكل يجعلها تعتقد بأن الانتقام هو الحل الوحيد للدفاع عن مملكتها وللتنفيس عن حالة الغضب لديها.

    خلاصة :

    نرى جليا أن الإنتقام ليس من طبيعة المرأة،  فالمرأة السويّة تربويا واجتماعيا لا تفكر في الانتقام وإنما تسعى لإيجاد بدائلَ أخرى لمعالجة مشاكلها وأزماتها العاطفية.

    فمن هي المرأة السويّة ؟

    هي التي نشأت منذ نعومة أظافرها على أسس ومبادئ تربوية تمنحها الثقة في نفسها وتصقل شخصيتها ؛  وهي التي أحاطتها الاسرة بالاهتمام والرعاية والتعليم دون التمييز  بينها وبين اخيها في البيت.
    وتكون المرأة سويّة اذا احسّت بالأمان والقيمة في بيت اهلها وزوجها ومُنحت وسائل الحوار البنّاء  والتعبير الصحيّ لكي تنفس عن غضبها وتتفادى مصادر الاحباط .
    كما تكون المرأة سويّة اذا أُعطيتِ الفرصة للفضفضة والبوح بمكنونات نفسها ووجدت ضمن أسرتها آذانا صاغية لمشاكلها وداعمة لها في مشاكلها؛ وباستطاعة الزوج أيضا أن يتفهّم ويستوعب زوجته ويشجعها عن طريق الحوار على البوح بمخاوفها اذا رأى منها ما يخالف طبيعتها الرقيقة والهادئة.

    ياسمينة حسيبي

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين