ما هو العمل الذي تتقنه؟ ما هو العمل الذي تستطيع القيام به منفردا؟ ما هي المهمة التي تستطيع إنجازها دون مساعدة الآخرين؟ هذة الأسئلة يجب أن تطرحها على نفسك كل يوم وفي كل مرة تريد أن تتقدم في حياتك. الأرض مليئة بالبشر الذين تنافسون على جميع الأصعدة وإن لم تكن لك صنعة تتقنها فسوف تبقى تعيش على هامش الحياة وهامش الوظيفة. أي مؤسسة أو جهة لن تتعامل معك فقط لأنك إنسان جيد. أن تكون طيبا أو مخلصا أو أمينا، لن يجعلك أفضل من غيرك عندما يتعلق الأمر بالعمل. يجب أن تكون قد خرجت من وهم الإخلاص والأمانة والأخلاق الفاضلة، لأنها متوقعة منك ومن غيرك في هذا العصر.
لا تستطيع أن تراهن كثيرا على أخلاقك ونواياك للحصول على عمل. لا يمكنك أن تعتبر الأخلاق والنوايا الطيبة ميزة حقيقية، يسلم الناس فيها مؤسساتهم وشركاتهم ومستقبلهم لك. إن كنت تعتمد على أخلاقك الفاضلة وصدقك للحصول على عمل فأنت لا تختلف عن الذي يعتقد أنه سينجو من الغرق لأنه يؤمن بالله، لا لأنه يجيد السباحة. إن كنت تريد التقدم في هذة الحياة فعليك أن تتحول إلى إنسان منتج. تنتجد أعمال أو خدمات بشرط أن تقوم بالعمل كاملا بنفسك. لتتمكن من القيام بالعمل كاملا عليك أن تتدرب جيدا وتحاول وتمارس كثيرا إلى أن تتقن العمل بدرجة تقنع الآخرين بمنحك ذلك المنصب أو تلك الوظيفة.
زمن أنا أستطيع وأنا عندي خبرة وأنا فعلت لن يعود فإنتبه إلى تغير المفاهيم. الشهادات الأكاديمية والدرجات العلمية مبعثرة في كل مكان. ولى زمن الشهادات. نحن الآن في زمن الإنتاج. أنتج شيء في المجال الذي تدعي أنك تحمل شهادته. تدعي أنك مبدع؟ شيء جيد، قبل أن تتقدم إلى هذة الوظيفة أو تلك، قم بإنتاج شيء تأخذه معك إلى مقابلة العمل. أظهر لهم نتائج عملك أو الدراسة التي أجريتها. هل تريد أن تعمل في حرفة يدوية؟ لا بأس، إصنع شيئا بيدك تقنع فيها رب العمل بتوظيفك عنده.
يجب أن تنتج ويجب أن يكون إنتاجك متفوقا. العمل يحتاج أكثر من المعرفة السطحية التي يملكها أكثر الناس. لا يكفي أن تجيد الرسم، بل يجب أن تكون رساما متفوقا، لا يكفي أن تجيد المحاسبة، ولكن يجب أن تعرف كيف تدير حسابات مؤسسة بالكامل، أو على الأقل تجيد بشكل متفوق الجزء الذي يمثل تخصصك. أكثر الأشخاص الذين يقولون أنهم يجيدون هذا أو ذاك لم يثبتوا أقوالهم بالدليل الملموس. أنت لست بحاجة لأن تمشي على دربهم. خذ خطا مغايرا وإبدأ بإتقان صنعتك بالكامل وإستثمر في نفسك الوقت والجهد والمال. ليس هناك مخرج آخر لك.