تسعى كل الدول إلى تطوير برامجها التعليمية من أجل أن تشارك في السبق الحضاري بصناعة الإنسان المتعلم الواعي القادر على المشاركة الإيجابية الفعالة داخل مجتمعه في إطار التأثر والتأ ثير . كما أنه يعتبر المحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحوراً هاماً في قياس تطور ونماء المجتمعات، فتقيم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.
فالتعليم عملية إجتماعية هادفة ونشاط مقصود منظم يمارس من خلاله العملية التعليمية التي تزود المتعلم من خلالها بمعارف وعلوم وصحة تكون معبرة عن طموحات المجتمع وحاجاته .
تبنى النظرية التعلمية على ثالوث، المعلم والمتعلم والمادة المتعلمة، فبغض النظر عن البرامج التي تقدمها الوزارة والمشاكل التي يتخبظ فيها الأساتذة نطرح التساؤل التالي هل لدى أولادنا فعلا القابلية للتعلم؟
في إعتقادي توجد عدة عوامل تفقد تلاميذنا الرغبة في التعلم و تجعلهم غير مقبلين على مقاعد الدراسة، العامل الأول عدم الإنتباه والتركيز داخل القسم، إذ أضحى تلاميذنا مشدوهين ومشدودين أكثر لماهو إالكتروني أو ما نسميه بالإندفاع غير المقاوم للانترنت .من خلال الولع بإرتياد مواقعه، والإبحار في جنباته والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل فالإنترنت حديث الساعة اليوم بين الشباب والفتيات.
التواجد المستمر على الشبكة والعيش لحظات من التوتر بين المواقع وتصفح روابطها, يولد لديهم مزيد من الإكتئاب والعدوانية التي تدفعهم في غالب الأحيان إلى تعاطي المخدرات. إضافة الى أنها تسرق عقولهم ومالهم ووقتهم وجهدهم.
العامل الثاني النظرة السوداوية التي يمكلها بعض تلاميذ الثانوي لما بشاهدونه عن وضع المتخرجين من الجامعات فأغلبهم بطالين رغم المستوى العلمي والشهادات الجامعية التي يضفرون بها في نهاية تكوينهم الجامعي .
العامل الثالث ما يتضمر منه التلاميذ في حجرات الدراسة من كثرة الموااد المتعلمة والكم المعلوماتي الذي يتعلمونه في الساعة الواحدة إذ خرج تلاميذ الأقسام النهائية في مظاهرات ، يتاريخ 20 جانفي، 2007. مطالبين بتخفيف للمستوى الساعي للمواد المدرّسة.
العامل الرابع ماتركز عليه الوزارة عندما تضع خططها الإستراتجية إذ تحاول دائما الإستثمار في الموارد البنائية و الإستهلاكية أكثر من إستثمارها في الموارد البشرية ألا وهو المتعلم في حد ذاته جوهر العملية التعلمية.إذ يعاب على المنظومة التربوية في الجزائر أنها تقيس نسبة نجاح تعليمها من خلال ما تجمعه من إحصائيات تقدمها في قالب القضاء على الأمية فتحصي بذلك نسبة الاشخاص القادرين على الكتابة والقراءة .
يبقى هدف التعليم الأسمى هو إنتاج الفرد المتعلم، القادر على مواجهة صعوبات الحياة من خلال ما يملكة من مهارات تحليل وتفسير وتطبيق وإستخلاص.
بقلم حدبي حفيظة .