الشمال هو الجانب المظلم في الإنسان و هو مكان الخسران
اليمين هو الجانب المنير في الإنسان و هو مكان تذوق الشفاء و الرحمة
القرآن يتعامل مع النظام الفكري و الشعوري و الحركي الذي يعتمده الإنسان
سواء كنت أنت حافظ للقرآن أو دارس له في خلوتك أو في الجامعات الإسلامية العالمية أو قارئ دائم له و مستمع دائم له
فهذا القرآن إما سيذهب بك لشمال أو سيذهب بك لليمين
يقول الله : "وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا"
الظلم هو نظام فكري و شعوري و حركي يتبناه الإنسان في حياته اليومية و هو قائم على ثلاث أمور "الكفر و الشرك و الإفساد"
إن كنت دائما في حالة كفر تؤمن بالدنيا و تهمل إيمانك بالله و الآخرة فهنا أنت تصبح ظالم
إن كنت مؤمن بالله و في نفس الوقت مشرك، أي تستمد أمنك من الله في هذا الموقف و ذلك المكان و ذلك الزمان و وسط هؤلاء الناس و تهمل هذا الموضوع في باقي مواقف حياتك و في باقي الأماكن و الأزمنة و وسط غير هؤلاء الناس، فهنا أنت تصبح ظالم
إن كنت تفسد ما هو صالح في حياتك و حياة الناس و ما هو صالح في أرضك و أرض الناس و لا تصلح ما تستطيع إصلاحه من فساد في نفسك و أرضك فأنت هنا تصبح ظالم
و هذا الظلم عندما يكبر في فكرك و إحساسك و حركتك و يصبح منهج حياة لا تراجعه و تألفه فهو سيجعل ما ينزل عليك الله من القرآن يزدك خسارة فوق خسارتك
و على النقيض كلما دخلت لساحة القرآن بنفسية مؤمنة بالله خالصة له صالحة و مصلحة على الدوام كلما انزل عليك الله ما يشفيك و يرحمك في كل خطوة ستخطوها في هذه الحياة
حياتك كلها بماضيها و حاضرها و مستقبلها هي موجودة لتبني إيمانك الخالص و صلاحك الدائم
و كل ما في هذه الحياة يستجيب لك بالخير اعتمادا على ما تحمله من إيمان خالص في معتقداتك و ما تتحرك به من إصلاح في أيامك
كيف تنتظر من الله أن ينميك بكلماته و أنت لم تحقق بعد الغاية من وراء كلماته
هذا تناقض كبير سيجعلك تدور في دوامة لا مخرج منها إلا بالعودة للأصل وراء كل شيء ألا و هو "إيمان خالص و صلاح لا فساد بعده"
لا يمسه إلا المطهرون
طهارة المعتقد بالإيمان الخالص
و طهارة الحركة بالعمل الصالح