فكروا معي ..تجويد القرآن

»  فكروا معي ..تجويد القرآن
مدة القراءة: 2 دقائق

و انا في طريقي مغادرة زيارة لعائلتي .. في الليل و على الطريق السريع اقلب قنوات راديو السيارة على أغنية جميلة توقفت على محطة للقرآن الكريم .. فأعجبني صوت القاريء الحنون المثير للمشاعر فأبقيت عليها مع تأييد عائلتي بأن صوته جميل بالقراءة و التجويد و الخشوع .
فصمتنا جميعاً لسماع ما يتلوه هذا القاريء من أيات الله . واثناء انصاتي للآيات تنبهت لنفسي أين تركيزها بالضبط هل هو على كلمات الآيات لأعيها وأفهمها ام على ذلك اللحن الخفي من بين السطور ليثير شجن نفسي و ما قد يكون فيها من ألم .فعدت بذاكرتي كيف كنت أبكي بكاءً شديدا كلما استمتعت لآيات الله متفاعلة مع الصوت الشجي على أساس الخشوع أثناء الاستماع مما يعطيني شعور كاذب بالراحة بانني كنت خاشعة لما يقوله الله عز وجل وحسب ما تربينا عليه . هذا ما فهمته فيما بعد .
في تلك اللحظات سألت سؤال لنفسي .. الله لم يحرم الموسيقى و حرموها رجال الدين ..بينما يغنى القرآن عبر قراءات مختلفة و بأصوات شجية تذهب بالنفس بعيدا و بعيدا ً جداً .. حاولت أن اتجاهل عذابة الصوت مركزة في الكلمات في الآية حتى أحاول تدبر ما تعنيه الآيات فكان تاثير الصوت اكبر من تأثير الفهم للتدبر واستشعار المعنى ..
ما أود قوله في هذه المقالة : الدول تضع دستور لحدودها .. والشركات تضع قوانين لموظفيها وعملها والبيوت تضع قوانين لأفرادها .. والله عز وجل وضع دستورا للدنيا بأكملها .. السؤال : هل عمدنا يوما على تلحين الدستور في بلدنا و غنائة بصوت شجي او تهافت المطربون على غنائه بأصواتهم المختلفة ؟ لماذا لا ؟
لم يفعل ذلك أحد ..لأن القوانين حتى تفهم يجب أن تقرأ مجردة ..فلو انتبهنا للأغاني هادئة اللحن لوجدنا انفسنا تتفاعل لا شعوريا مع الكلمة واللحن وحسب نوع الكلمات تتأثر يعني الغلبة للمشاعر الجياشة أثناء السماع والقراءة . وفي اللحن الصاحب ترتفع المشاعر الى القفز والفرح و غلبة أيضا المشاعر ..
عندما نقرا القرآن بصوت مرتفع و لا يعجبنا صوتنا فيه نتوقف لنقرأ بصوت صامت و سريع بالإذافة الى محاولاتنا المستمرة في ضبط أحكام التجويد وكل ذلك يزيح بالتركيز عن المعنى والتدبر لمعنى ايات الله وقوانينه وتعليماته والهدف الرئيسي من هذا الكتاب العظيم والتركيز الدؤوب على تعليم احكام التجويد التي تؤدي الى تلحين القرآن الكريم ولن أقول ترتيل لان ليس معناها ما هو مفهوم للناس عبر الموروث .فالترتيل هو التنظيم والجمع والترتيب ..
من كل ما سبق كتاب الله ودستوره الحياتي يجب أن يقرأ قراءة واعية خالية من أي مثير للمشاعر حتى يتم تدبره من العقل والقلب المتوازن الشعور حتى يفهم المراد منه و تعالميه التي تقود حياتنا ..
ومن بعد تجربة وجدت ان القرآن الكريم أكثر وضوحا عندما تقرأه القراءة العادية واكثر فهما ولا يعود تثار المشاعر بحيث تحجب الرؤويا عن المنشود منه .
لن أقول يجوز او لا يجوز ولكن التركيز على الشيء الثانوي بهذا الحجم و اهمال حقيقة ان الدستور الحياه يجب أن يقرأ مجرد لتستوي عملية الفهم هذا هو الاصل و يجب التركيز عليه .
فكروا معي ..أرائكم أيها القراء الأعزاء ..

غادة حمد
عيشها صح

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_2096(نادين الأحمد)
شكرا غادة . اعجبني المقال جدا لانني كنت دائما اسأل نفسي هذه السؤال لماذا يرتبط الخشوع لدينا بالبكاء و الحزن مع ان الايات التي نستمع لها اما تولد الفرح او تحمل قوانين تستوجب التركيز و التدبر .
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    فكروا معي ..تجويد القرآن

    مدة القراءة: 2 دقائق

    و انا في طريقي مغادرة زيارة لعائلتي .. في الليل و على الطريق السريع اقلب قنوات راديو السيارة على أغنية جميلة توقفت على محطة للقرآن الكريم .. فأعجبني صوت القاريء الحنون المثير للمشاعر فأبقيت عليها مع تأييد عائلتي بأن صوته جميل بالقراءة و التجويد و الخشوع .
    فصمتنا جميعاً لسماع ما يتلوه هذا القاريء من أيات الله . واثناء انصاتي للآيات تنبهت لنفسي أين تركيزها بالضبط هل هو على كلمات الآيات لأعيها وأفهمها ام على ذلك اللحن الخفي من بين السطور ليثير شجن نفسي و ما قد يكون فيها من ألم .فعدت بذاكرتي كيف كنت أبكي بكاءً شديدا كلما استمتعت لآيات الله متفاعلة مع الصوت الشجي على أساس الخشوع أثناء الاستماع مما يعطيني شعور كاذب بالراحة بانني كنت خاشعة لما يقوله الله عز وجل وحسب ما تربينا عليه . هذا ما فهمته فيما بعد .
    في تلك اللحظات سألت سؤال لنفسي .. الله لم يحرم الموسيقى و حرموها رجال الدين ..بينما يغنى القرآن عبر قراءات مختلفة و بأصوات شجية تذهب بالنفس بعيدا و بعيدا ً جداً .. حاولت أن اتجاهل عذابة الصوت مركزة في الكلمات في الآية حتى أحاول تدبر ما تعنيه الآيات فكان تاثير الصوت اكبر من تأثير الفهم للتدبر واستشعار المعنى ..
    ما أود قوله في هذه المقالة : الدول تضع دستور لحدودها .. والشركات تضع قوانين لموظفيها وعملها والبيوت تضع قوانين لأفرادها .. والله عز وجل وضع دستورا للدنيا بأكملها .. السؤال : هل عمدنا يوما على تلحين الدستور في بلدنا و غنائة بصوت شجي او تهافت المطربون على غنائه بأصواتهم المختلفة ؟ لماذا لا ؟
    لم يفعل ذلك أحد ..لأن القوانين حتى تفهم يجب أن تقرأ مجردة ..فلو انتبهنا للأغاني هادئة اللحن لوجدنا انفسنا تتفاعل لا شعوريا مع الكلمة واللحن وحسب نوع الكلمات تتأثر يعني الغلبة للمشاعر الجياشة أثناء السماع والقراءة . وفي اللحن الصاحب ترتفع المشاعر الى القفز والفرح و غلبة أيضا المشاعر ..
    عندما نقرا القرآن بصوت مرتفع و لا يعجبنا صوتنا فيه نتوقف لنقرأ بصوت صامت و سريع بالإذافة الى محاولاتنا المستمرة في ضبط أحكام التجويد وكل ذلك يزيح بالتركيز عن المعنى والتدبر لمعنى ايات الله وقوانينه وتعليماته والهدف الرئيسي من هذا الكتاب العظيم والتركيز الدؤوب على تعليم احكام التجويد التي تؤدي الى تلحين القرآن الكريم ولن أقول ترتيل لان ليس معناها ما هو مفهوم للناس عبر الموروث .فالترتيل هو التنظيم والجمع والترتيب ..
    من كل ما سبق كتاب الله ودستوره الحياتي يجب أن يقرأ قراءة واعية خالية من أي مثير للمشاعر حتى يتم تدبره من العقل والقلب المتوازن الشعور حتى يفهم المراد منه و تعالميه التي تقود حياتنا ..
    ومن بعد تجربة وجدت ان القرآن الكريم أكثر وضوحا عندما تقرأه القراءة العادية واكثر فهما ولا يعود تثار المشاعر بحيث تحجب الرؤويا عن المنشود منه .
    لن أقول يجوز او لا يجوز ولكن التركيز على الشيء الثانوي بهذا الحجم و اهمال حقيقة ان الدستور الحياه يجب أن يقرأ مجرد لتستوي عملية الفهم هذا هو الاصل و يجب التركيز عليه .
    فكروا معي ..أرائكم أيها القراء الأعزاء ..

    غادة حمد
    عيشها صح

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين